عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

أرامكو والذكاء الاصطناعي.. تحالف 7 سنوات أحدَثَ تغيراتٍ متسارعة لتحقيق رؤية 2030 بقطاع

تم النشر في: 

17 يوليو 2024, 11:12 صباحاً

من الذكاء الاصطناعي مرورًا بالطائرات بدون طيار إلى الروبوتات، ثورةٌ تكنولوجية طوّعتها المملكة العربية ، في كل مناحي الحياة، فأثمرت طفرة في تسريع وتيرة المشاريع، وتحقيق المواءمة فيما بينها.

تلك الثورة التكنولوجية، لم تكن بعيدة عن شركة أرامكو السعودية، والتي طوّعت بدورها التقنيات الرقمية الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار؛ بهدف إحداث تغيير متسارع يحسّن كل مجالات أعمالها.

فكيف طوعت أرامكو الذكاء الاصطناعي لتحقيق رؤية 2030 في قطاع ؟

القصة بدأت في عام 2017م، بتبني الشركة برنامج التحول الرقمي؛ بهدف تسريع وتيرة التقدم في هذا المجال، ومواءمة مختلف جوانب التطور الرقمي؛ مما نتج عنه وضع ستة رقمية رائدة تضم جميع مشاريع التحول الرقمي في أرامكو.

البرامج الستة، أحدها أُطلق عليه "الالتزام"، ويهدف إلى استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تدريب الموظفين على السلامة، والطائرات دون طيار، والروبوتات التي تعمل على تنفيذ مهام الصيانة والتفتيش بشكل أكثر أمانًا وكفاءة؛ فضلًا عن نظام تحديد الهوية الذي يعمل على تعزيز الأمن والسلامة في المنشآت الرئيسية من خلال التعرف على الوجه، وهو نظام يستخدم قاعدة بيانات تحوي تفاصيل 270 ألف موظف ومقاول في أرامكو.

الاستدامة

برنامج ثانٍ، اعتمدت فيه أرامكو، على استخدام البيانات الضخمة، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من تحليلاتها، عبر قيام أجهزة الاستشعار الذكية والكاميرات الحرارية بالكشف عن أي تسرب في خطوط الأنابيب؛ مما يؤدي إلى توفير الوقود سنويًّا وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 8%.

سلسلة التوريد

وبهدف تحسين استخدامها للمخزونات ودعم التنبؤ والتسليم؛ استثمرت أرامكو في تقنية البلوك تشين، والعقود الذكية، التي استخدمت لدمج الآلاف من أجهزة الاستشعار في حقول النفط ومصافي التكرير للتحقق من الأداء؛ فضلًا عن مطابقة العقود الذكية مع موردي الشركة.

الموظف الآلي

وفي محاولة لإتمام المهام الروتينية أو إيجاد طرق جديدة لإنجازها، وتفريغ الموظفين لأداء عمل أكثر قيمة؛ استخدمت أرامكو أداة جديدة للواقع المعزز للبحث والتحقق وتوفير معلومات أساسية حول أجهزة الحاسوب في مركز المعلومات التابع لدائرة تقنية المعلومات.

العمليات

أتاحت البنية التحتية الصناعية للواي فاي في كل مرافق أرامكو، في حلول الثورة الصناعية الرابعة مثل استخدام العمليات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار التشخيصية لاتخاذ قرارات استباقية ومبنية على بيانات.

ويستخدم معمل خريص أول تقنية متقدمة للتحكم في العمليات في العالم في حقل نفط تقليدي؛ الأمر الذي يزيد من الكفاءة ويحسّن تلقائيًّا من استهلاك الطاقة لمضخات الآبار.

ولتحفيز التحول الرقمي، استخدمت أرامكو الطائرات دون طيار لإجراء عمليات فحص سلامة أكثر أمنًا وأكثر فعالية من حيث التكلفة على أجهزة الحفر النفطية والمرافق الأخرى.

وتوفر الطائرات المسيرة، المعرفة باسم (الدرونز)، مزيجًا فريدًا يجمع بين الحركة والقدرة على جمع البيانات والدقة، وفحص مرافق الشركة وصيانتها، مثل: المواقع البرية والبحرية، وصهاريج التخزين، والبنية التحتية لشبكة الكهرباء، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأعمال الميدانية، مثل: الاستجابة للحالات الطارئة، والمراقبة الأمنية، ورسم الخرائط من الجو، والمراقبة البيئية.

ويقول خالد القحطاني النائب الأعلى للرئيس للخدمات الهندسية: إن ظهور الطائرات المسيرة في قطاع النفط والغاز، يمثّل نقلة نوعية ستُحدث تغييرات جذرية؛ حيث سيؤدي استخدام الروبوتات وتطبيقات الطائرات المسيرة المتطورة في مختلف أعمال أرامكو إلى انتهاج ممارسات أكثر سلامة وأقل كلفة وأكثر كفاءة.

وبدأت أرامكو باستخدام الطائرات المسيرة في عام 2015م لإجراء أعمال الفحص في سبعة مرافق؛ إلا أن الشركة تعمل الآن على نشر أكثر من 100 طائرة مسيرة في جميع مرافقها الرئيسية.

وأدى استخدام الطائرات المسيرة والتقنيات القابلة للارتداء في فحص خطوط الأنابيب والآلات، إلى تقليص المدة اللازمة للتفتيش بنسبة 90% في معمل الغاز في العثمانية، بحسب أرامكو.

أبرز منشأة في أرامكو طوّعت الثورة الصناعية الرابعة؟

من أقدم معمل لمعالجة النفط، إلى واحد من المعامل الرائدة عالميًّا في استخدام تقنية الثورة الصناعية الرابعة.. قصة نجاح سجلتها أرامكو، في تحويل معمل بقيق إلى نموذج رائد في تبني مفاهيم الذكاء الاصطناعي.

قصة نجاح استعانت أرامكو فيها بالروبوتات والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات وتقنية إنترنت الأشياء الصناعية؛ مما ساهم في التخلص من معوقات الإنتاج، ومكّن عمليات التصنيع في بقيق من الابتكار والتحسين، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة أداء المعدات.

فبدلًا من تسلق السقالات يمكن لمفتش السلامة أن يتدرب مجددًا كقائد طائرة مسيرة؛ حيث يقود مركبة مسيرة إلى قمة منشأة لإجراء عمليات تفتيش. وقد أصبح استخدام الروبوتات والطائرات المسيرة الآن هو القاعدة حيث إنها تُستخدم لإعداد ما يقرب من ثلث قوائم التحقق للأعمال الروتينية، مثل عمليات التفتيش الخاصة بالسلام.

وتعد منشأة "بقيق" من أكبر المعامل لتركيز النفط الخام في العالم، فهي توفر حوالى 5% من إمدادات النفط العالمية، كما أنها تعمل على استقرار نصف إنتاج المملكة اليومي من النفط.

هل كانت التجربة ناجعة؟

يقول الرئيس للتنقيب والإنتاج في أرامكو، ناصر النعيمي: إن الإنجاز الذي حققته معامل بقيق بأن تصبح منارة عالمية، على جهود أرامكو السعودية لتعزيز الرقمنة، ودعم استخدام تقنية الثورة الصناعية الرابعة بهدف إعادة ابتكار صناعتها، وتشكيل الجيل القادم لإنتاج النفط والغاز على نحو أكثر ذكاءً وكفاءة.

تلك الجهود نالت اعترافًا عالميًّا، من خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، بوصفه المشروع الرائد عالميًّا في مجال الثورة الصناعية الرابعة لعام 2021.

وحَظِيَت التقنيات الجديدة التي قامت أرامكو بتطويرها بالاهتمام؛ فحصدت جائزة "أفضل تقنية في مجال التنقيب" في حفل جوائز النفط العالمية؛ نظير استخدامها للطائرات بدون طيار في عام 2018.

وفي العام التالي، في عام 2019، أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي على التطور الذي حققته الشركة في معمل الغاز في العثمانية اسم "منارة التصنيع".

هذا الاعتراف، يشمل فِرَق العمل الموهوبة من معامل بقيق التي حوّلت الأفكار والمفاهيم إلى واقع، وكذلك التنظيم المؤسسي الأوسع لأرامكو الذي كان داعمًا وممكنًا لهذه الجهود؛ بحسب النائب الأعلى للرئيس لأعمال الزيت في المنطقة الجنوبية، خالد البريك.

وأكد البريك، أن أرامكو تدرك أهمية وقوة استخدام تقنية الثورة الصناعية الرابعة بشكل استراتيجي، لتحسين الكفاءة والحفاظ على الطلب بطريقة أكثر أمانًا وموثوقية، وتمكين الشركة من خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وسيساهم استخدام تلك التقنيات المتقدمة في قطاع التنقيب والإنتاج لأرامكو، في الاحتفاظ بميزة الشركة التنافسية في التفوق في هذا القطاع؛ بحسب "أشرف الطحيني" مدير مركز "إكسبك" للأبحاث المتقدمة في أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية لتقنية التنقيب والإنتاج.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا