تم النشر في: 

29 يوليو 2024, 4:56 مساءً

أكدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية، بأن أنظمة الملكية الفكرية تحمي العطور بحسب الكيفية التي يطالب بها المبدع أو المبتكر متى استوفى المعايير التي تحددها الأنظمة ذات العلاقة، مبينة أن الرائحة تحمى في حالتين وهي بموجب براءة اختراع، أو كسر تجاري.

جاء ذلك في رد على استفسار "سبق" للهيئة عما يتم تداوله عن تقليد العطورات في الأسواق وما مدى نظامية العطور المستوحاة حيث ردّت موضحة بأن العطور تحمى بموجب أنظمة الملكية الفكرية بحسب الكيفية التي يطالب بها المبدع أو المبتكر متى استوفى المعايير التي تحددها الأنظمة ذات العلاقة، فالتركيبة العطرية التي تنتج عنها الرائحة قد تحمى بموجب براءة الاختراع، أو عن طريق حمايتها كسر تجاري، بالإضافة إلى حماية الشعارات المرتبطة بالمنتج العطري كعلامة تجارية، وأيضاً المظهر الخارجي لشكل علبة العطر حيث يدخل ضمن النماذج الصناعية؛ وفي حال حمايتها وفق أي من تلك المجالات يكون التعدي عليها مخالفاً بحسب الأنظمة.

وأوضحت الهيئة بأن الرائحة العطرية يمكن الوصول لها من خلال الطرق المشروعة كالوكالة أو الترخيص من صاحب الحق مالك التركيبة العطرية، دون أن يؤثر ذلك على صاحب الحق أو ينتهك حقوقه في أنظمة الملكية الفكرية.

وأكدت الهيئة بأنه في حال التعدي على تلك الحقوق فإن النظام القضائي يكفل الفصل في تلك الدعاوى.

وقالت "من جهة أخرى فعلى المستوى العالمي هناك تباين في التعامل مع تكييف الدعاوى المتعلقة بالعطور مثل ما حدث لدى القضاء الفرنسي والهولندي وغيرهما من جهة حماية العطور أو تحديد الانتهاك".

واستعرضت الهيئة أمثلة توضيحية على أن الأحكام في مثل هذه المواضيع تقع ضمن تقدير قاضي الموضوع وفق الدعوى المقيدة لديه، وما تتضمنه لائحة الادعاء من تكييفٍ قانونيٍ لإثبات انطباق اشتراطات الحماية على طلبه في أحد مجالات الملكية الفكرية:

1) تسجيل الروائح كعلامات تجارية (سابقة قضائية): تم تسجيل أول علامة رائحة كعلامة تجارية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990م، (كانت لخيط تطريز معطر برائحة زهرة البرقوق Plumeria) وذلك بعد اعتراض قدمته شركة (OSEWEZ) للمحكمة المختصة على رفض التسجيل، دفعت الشركة ببساطة بأن الرائحة مكنت المستهلكين من تمييز منتجاتها عن منتجات منافسيها عبر الرائحة. وللاطلاع على المزيد حول تداعيات هذه القضية يمكن الدخول على الرابط

2) تسجيل الروائح كحق مؤلف باعتبارها (سابقة قضائية) بدأت شركة مستحضرات التجميل الفرنسية (lancome) -- دعوى تعدٍ على حقوق الملكية الفكرية (علامة تجارية) لعطر Trésor ضد شركة (Kecofa) الهولندية الصغيرة لبيعها عطر بسعر يعادل 10% من سعر عطر الشركة الفرنسية من خلال استدعاء حقها في العلامة التجارية لكلمة Trésor لكنها خسرت؛ لأن المحاكم وجدت أنه من غير المرجح أن يخلط المستهلكون بين العلامتين التجاريتين.

لاحظت (WIPO) بدهشة نجاح مطالبة (lancome) المتزامنة بحقوق المؤلف [في عام 2006] وصدقت عليها المحكمة العليا الهولندية، والتي قضت بأنه "في الأساس، يمكن لأي شيء أن يكون مؤهلاً لحماية [حقوق المؤلف] طالما أنه ملموس وأصيل... رائحة العطر قد تفي بهذه المتطلبات، حتى لو كانت محسوسة فقط من خلال الأنف. ميزت المحكمة رائحة العطر من وصفته أو السائل الذي يحتويه، وقارنت الأخير بورقة كتاب، وهو ليس موضع حقوق التأليف والنشر ولا يخضع لحقوق الملكية الفكرية، بل إن محتوى الكتاب هو ما يخضع لذلك. يشير هذا التمييز إلى أن العطر الذي يحتوي على مكونات مختلفة تماماً، ولكن الرائحة نفسها قد يمثل انتهاكاً، في حين أن العطر الذي يحتوي على تركيبة مماثلة ولكن برائحة مختلفة لن يكون كذلك. " ويبرز التفاوت بين ما انتهت إليه المحكمتان.

وقبل ثلاثة أيام، قضت المحكمة العليا الفرنسية بأنه لم يكن عطر - Dior’s Dune - خاضعاً لحقوق المؤلف. وشبهت المحكمة الفرنسية صناع العطور بالحرفيين، مثل النجارين أو السباكين، بدلاً من الفنانين، وانتهت إلى أن العطر لا يشكل ابتكاراً لشكل من أشكال التعبير يمكن حمايته بموجب حقوق الطبع والنشر تحت عنوان "عمل فكري".

3) أما عن مدى إمكانية حماية العطور ضمن مجال براءات الاختراع: فيمكن اعتبار العطور (وهي عبارة عن تركيبة من مواد من صنع الإنسان)، قابلة للحصول على براءة اختراع لها طالما أنها تلبي متطلبات الحصول على براءة اختراع. وهذا يعني أن العطر يجب أن يكون الاختراع مستوفياً لاشتراطات الحصول على براءة اختراع متى كان جديداً، ومنطوياً على خطوة ابتكارية، وقابلاً للتطبيق الصناعي. ويمكن أن يكون الاختراع منتجاً، أو عملية صناعية، أو متعلقاً بأي منهما. ويتطلب ذلك أن يتضمن وصفاً مكتوباً للعنصر الذي يتم الحصول على براءة اختراع له، بما في ذلك طريقة وطريقة تصنيعه؛ علماً أن قابلة للحصول على براءة اختراع لا تنفي مدى تعقيد الحصول على براءة اختراع. كما أن قبول طلب الحصول على براءة اختراع يتطلب عادةً خبرة متخصصة، وقد يكون من الصعب أيضاً إثبات انتهاك براءة اختراع العطر، إلى جانب التكاليف الباهظة لبراءات الاختراع ومحدودية فترة حمايتها التي لا تتجاوز 20 سنة؛ لذلك لا يتم عادة اتباع هذا المجال لحماية تركيبات العطور.

4) كما يمكن حماية تركيب العطور من خلال مجال الأسرار التجارية متى ما تم استيفاء اشتراطات السر التجاري (وهي إذا كانت المعلومة غير معروفة عادة في صورتها النهائية، أو في أي من مكوناتها الدقيقة، وكان من الصعب الحصول عليها في وسط المتعاملين عادة بهذا النوع من المعلومات، وكانت ذات قيمة تجارية حقيقية أو محتملة نظراً لكونها سرية، وإذا أخضعها صاحب الحق لتدابير معقولة تتناسب مع طبيعتها والظروف المحيطة بها، للحفاظ على سريتها)، ويمتاز هذا المجال بطول فترة الحماية المفتوحة، وعدم وجود إجراءات تسجيل، كما تجدر الإشارة إلى ما أتاحه النظام والاتفاقيات الدولية بإجازة التوصل إلى السر التجاري بصورة مستقلة أو عن طريق الهندسة العكسية أو بأي طريقة تتصف ببذل الجهود الذاتية أو المستقلة والتي تستهدف استخراج المعلومات من خلال الفحص والاختبار والتحليل للسلع المتداولة في السوق.

ويبرز مثال حماية تركيبة مادة (COLA) والتي تملكه إحدى الشركات لفترة طويلة من الزمن، ولاتزال تلك المعلومة محفوظة بأركان السر التجاري بما يمكن مالكها من منع أي تعد عليها، ولم يعد انتهاكاً ما قامت به بعض الشركات من محاولة تقليد التركيبة بصورة مستقلة أو عن طريق الهندسة العكسية، من خلال استخراج المعلومات من خلال الفحص والاختبار والتحليل للسلع المتداولة في السوق.