سيصعد دونالد ترامب إلى المسرح في فيلادلفيا مساء اليوم (الثلاثاء)، لمواجهة ليس الخصم المألوف الذي توقعه عندما وافق على اللقاء في مايو، ولكن خصمًا لم يقابله من قبل، وكان من الصعب عليه أن يحدد هويته، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، التي غيّر ظهورها كمرشحة ديمقراطية اتجاه الانتخابات الرئاسية وطبيعتها.

وتوقع المرشح الجمهوري أنه سيكون على موعد لمواجهة جو بايدن الرئيس الأمريكي الذي لديه تاريخ من المناظرات الحادة معه منذ انتخابات 2020، وبدلاً من ذلك، أدى التأثير غير المسبوق لمناظرة يونيو في أتلانتا، التي أدى فيها أداء "بايدن" المتعثر وغير المتماسك إلى انسحابه من الترشح للرئاسة بعد تعرضه لضغوط متزايدة من حزبه الديمقراطي - إلى ترك "ترامب" يواجه خصمًا لم يقرر بعد خط هجوم مستقر ضده.

من جانبها، تدخل "هاريس" إلى الحدث بعد أن قام مساعدوها بتقليد أسلوب "ترامب" في المناظرة، الذي غالبًا ما يكون شرسًا ومهينًا - خاصة تجاه النساء - وتعززها خبرتها السابقة كمدعية في المحكمة، كما أنها تشعر بالارتياح لمواجهة خصم أدين مؤخرًا بـ 34 جناية، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويواجه المتنافسان بعضهما البعض في خضم سباق أظهرت استطلاعات الرأي المتعددة أنه متقارب للغاية - على المستوى الوطني، وفي الولايات المتأرجحة الرئيسية - ولا سيما في بنسلفانيا، موقع مناظرة الثلاثاء، حيث يوجد عدد أكبر من الأصوات الانتخابية مقارنة بأي ولاية أخرى متنازع عليها.

وستقام فعالية الثلاثاء، التي تستضيفها "أيه بي سي"، وفقًا لنفس القواعد التي حكمت مناظرة "ترامب-بايدن"، مع إغلاق ميكروفونات المرشحين عندما يحين دور خصمهم في الكلام، وجادلت حملة "هاريس" بأن يتم إبقاء الميكروفونات مفتوحة طوال الوقت - على أمل استفزاز الرئيس السابق للقيام بالمقاطعات غير المنضبطة وغير اللائقة التي شوهت عروضه السابقة.

وبينما كان "ترامب" مستعدًا للموافقة، أصر فريقه - المصمم على إبقائه مركزًا وعلى الرسالة - على الإبقاء على القواعد الأصلية، ولكن قد يكون صعوبة "ترامب" في التكيف مع انسحاب "بايدن" من السباق هي التي ستحدد معالم المناظرة، وفقًا لما قاله ستيفن فاين، المتخصص في المناظرات الرئاسية وأستاذ علم النفس في كلية ويليامز في ماساتشوستس، الذي أشار إلى أن المناظرة لديها إمكانات أكبر للألعاب الذهنية والدراما النفسية أكثر من أي مناظرة درسها من قبل، معتقداً أن العنصر الأكثر إثارة للاهتمام وربما متفجر هو أنه من الواضح أنه كان منزعجًا للغاية من انسحاب "بايدن" واستبداله بـ"هاريس".

وقال "فاين": "ستكون مهمة شاقة بالنسبة له أن يتحكم في ميوله، عندما يتم استفزازه من قبل امرأة، عادة ما يكون وقحًا للغاية، وامرأة ملونة هي ببساطة سيناريو الكابوس، وسيتعين أن يكون هناك أخذ وعطاء بطريقة لم تكن موجودة في المناظرة الأولى، عندما لم يكن عليه أن يقول الكثير، ولكن فقط ترك بايدن يتخبط. لذلك فإن إمكانية كل أنواع الدراما كبيرة".

واستعد الرئيس السابق للمناظرة مع تولسي جابارد، عضوة الكونجرس الديمقراطية السابقة، التي تحولت إلى مؤيدة لـ"ترامب" والتي ترشحت لترشيح الحزب للرئاسة في عام 2020 وتشابكت بشكل لا يُنسى مع "هاريس" في مناظرة تمهيدية.

وفي مكالمة عشية المناظرة مع الصحفيين أمس، اعتبر جيسون ميلر، مستشار "ترامب"، أن "هاريس" هي من ستواجه صعوبة في الاستعداد لـ"ترامب"، وقال: "إن حقيقة أن ترامب هناك كل يوم للإجابة على الأسئلة غير المعدة تعني أنه لا يمكنك الاستعداد له".