عرب وعالم / السعودية / عكاظ

تلويحة «الفيصل» نَحَّت عني محنة اليُتْم.. وطني قرة عيني

حين أكتب عن وطني فإنني أوثِّق واقع حياة رجل تجاوز الستين، عاش طفولة «يُتْم» ما بين أبٍ وأمٍّ انفصلا ولهما ابن وحيد لم يتجاوز السابعة.. وقتها كان مجتمعي يرى أنني سأهيم في دهاليز الضياع.. وعقب التحاقي بالمرحلة الابتدائية قيل لنا في ذلك الزمن: استعدوا لاستقبال موكب الملك فيصل الذي سيمر بقريتنا (عفيف) متجهاً إلى «» قادماً من «جُدَّة».. أتذكر أن مدير المدرسة المربي الفاضل الراحل محمد بن مشاري الهاجري؛ كلفني من بين كل الطلبة بحمل «البيرق» (العلم ).. ويقف إداريو المدرسة ومعلموها وطلابها على جنبات الطريق لاستقبال موكب «الفيصل» رحمه الله.. عيناي كانتا تنتقلان بين اعتزاز وشرف التكليف بحمل العلم بجمال لونه وأثر كلمة التوحيد المسطرة بنور الإيمان على رقعته الشريفة، وبين شخصية «الفيصل» وهو يلوّح بيده مرحباً وشاكراً لمستقبليه من أبنائه المواطنين.. هذه اللحظات كلها بتفاصيلها بقيت راسخة في ذاكرتي إلى يومنا وأحكيها لأبنائي وأحفادي وأحبائي.

لم تكن تلك اللحظات الزمنية لهذا اللقاء العابر سوى دقائق، لكنها بالنسبة لي هي الحياة.. هي العمر كله الذي وصلت إليه اليوم إلى ما بعد ستة عقود من الزمن.. سنون خضت بغمارها جلّ التجارب المختلفة والمتنوعة، أقساها طلاق أبي وأمي، مروراً بحياة «اليُتْم» بعد وفاة والدي، أسكنه الله الفردوس الأعلى.

أثناء طفولتي المبكرة ما بين نظري لشخصية «الفيصل» الذي تمثل في مكانة وقدر أبي، وثقة التشرف برفع علم وطني (المملكة العربية )؛ رسخ في ذهني استقرار نفسي أدى بي إلى أن الوطن هو قرة العين ومهجة الروح.. فاللهم أدم أمنه، واستقراره، ووحدته، واتحاده جغرافياً وإنسانياً، وأدم رخاء شعبه، واحفظ قادته وقيادته من أسرتنا الكبيرة «آل سعود» الكرام.

أخيراً..

لعل ذكاء مدير المدرسة، رحمه الله، هو الذي أدى به لأن يعوضني عن خوفي من المستقبل، وخوف مجتمعي عليَّ بسبب معاناتي الأسرية بما تستقر به نفسي وتقر به عيني وطني الحبيب، الذي هو قرة عين مواطنيه وشعبه النبيل الشهم الوفي.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا