السعادة مطلب إنساني، وقاسم حياتي مشترك يسعى كل البشر إلى الحصول عليه في حياتهم الشخصية، ولا يُقصد بالسعادة الفرح والابتهاج والسرور؛ بقدر ما يُقصد بها شعور الإنسان بالفرح المتولد عن الرضا الداخلي بتحقيق الإنسان لأهدافه الشخصية.

وأظهرت مؤشرات بيع الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب، أن السعادة تندرج ضمن الأولويات الثقافية لزوار المعرض، الذين يعود شراؤهم للكتب التي تتناول موضوع السعادة إلى محاولتهم فهم المعنى الحقيقي للسعادة، وكيف يمكن تحقيقها، ومن الكتب التي حققت رواجًا في هذا الصدد، كتاب "السعادة هي المشكلة" لبيدرو فيفار، الذي أوضح مسؤول دار صوفيا الكويتية لـ"سبق"، أن أغلب الزوار الذين يشترون الكتاب هم من فئة الشباب ذكورًا وإناثًا.

ويوضح الكتاب مفهوم السعادة، باعتبارها "ليست هدفًا نهائيًّا؛ بل عملية مستمرة تتعلق بالعيش في الحاضر وقبول اللحظات الجيدة والسيئة"، ويحلل تأثير التوقعات العالية في إصابة الفرد بخيبة الأمل، ويوصي بوضع توقعات واقعية تتماشى مع الظروف والإمكانيات الشخصية، كما يشير إلى أن العلاقات الجيدة المبنية على الاحترام المتبادل تساهم في تحقيق سعادة الفرد.

ويقدم كتاب "السعادة هي المشكلة"، مجموعة من الأفكار للتعامل الإيجابي مع الفشل؛ منها: التعلم من التجارب بالنظر إلى الفشل كفرصة للتعلم والنمو الشخصي، التفكير الإيجابي الذي يركز على النواحي الإيجابية في التجربة الفاشلة، والقدرة على التكيف مع التغييرات والمواقف الصعبة، وعدم الاستسلام للإحباط، وتقبل المشاعر السلبية المرتبطة بالفشل والتعامل معها بشكل صحي، بدلًا من إنكارها، واستخدام الفشل كفرصة لإعادة تقييم الأهداف والخطط.