في تطور جديد على جبهة الحرب الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اعتقال جنديين من كوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها أوكرانيا عن أسر جنود كوريين شماليين أحياء منذ مشاركتهم في الحرب إلى جانب روسيا. والتفاصيل التي كشفتها كييف تثير تساؤلات حول الدور المتزايد لبيونغ يانغ في الصراع، وتكشف عن تعاون استخباراتي غير مسبوق مع كوريا الجنوبية.

وأكد زيلينسكي أن القوات الخاصة الأوكرانية، بالتعاون مع المظليين، نفذت عملية أدت إلى اعتقال الجنديين الكوريين الشماليين. ونشرت القوات الخاصة مقطع فيديو يظهر جزءًا من العملية، حيث ظهر خمسة أفراد يرتدون بدلات تمويه في منطقة غابات، وفقاً لـ"رويترز".

ونُقل الجنديان إلى كييف للاستجواب من قبل جهاز الأمن الأوكراني، الذي بيّن أن الجنديين لا يتحدثان الأوكرانية أو الروسية أو الإنجليزية، مما استدعى الاستعانة بوكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية للترجمة.

وأظهرت لقطات نشرها جهاز الأمن الأوكراني أحد الجنديين وهو يرتدي ضمادة على فكه بسبب جرح ظاهر، بينما كان الآخر يشرب من خلال قشة.

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للجندي الثاني

وأفاد طبيب، تم إخفاء هويته، بأن أحد الجنديين يعاني من جرح في الوجه يحتاج إلى علاج أسنان، بينما يعاني الآخر من كسر في الساق وجرح مفتوح.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت سابقًا عن اعتقال جنود كوريين شماليين، لكنهم توفوا متأثرين بجروحهم. وتؤكد كييف أن قوات كوريا الشمالية تقاتل في منطقة كورسك منذ أغسطس الماضي، حيث لا تزال أوكرانيا تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي.

وتشير تقارير إلى أن كوريا الشمالية زودت روسيا بكميات كبيرة من الذخيرة، بما في ذلك قذائف المدفعية، منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لم تعلق موسكو أو بيونغ يانغ على التقارير الأخيرة حول اعتقال الجنود.

ويُجري جهاز الأمن الأوكراني تحقيقًا جنائيًا لمعرفة ما إذا كان الجنديان انتهكا قانون أوكرانيا الذي يحظر التخطيط أو شن الحرب. وفي ظل تزايد الأدلة على مشاركة كوريا الشمالية في الصراع، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه التطورات إلى تصعيد جديد في الحرب؟