المعضلة ليست في غياب اسم كبير، بل هي أزمة صناعة بأكملها، تهتز تحت وطأة نصوص باهتة، ونجوم يكررون أنفسهم حد الملل، وإنتاج يعوّل على البهرجة أكثر من المضمون. ليست المشكلة أن راشد الشمراني وفايز المالكي -مثلًا- بعيدان، بل إن أسعد الزهراني وحبيب الحبيب، باتا عالقين في قوالب قديمة، وليست القضية غياب عبدالإله السناني وعبدالله السدحان، بل إن علي الحميدي لم يأتِ بجديد يُذكر.
المعضلة لا تتوقف عند الأسماء، بل تمتد إلى العقلية الإنتاجية التي تحولت إلى لعبة استهلاك بدلًا من ابتكار، تسويق بدلًا من مضمون، إذ تُضَخ الميزانيات في ديكورات مبهرجة ووجوه مألوفة، لكنها تفشل في تقديم أي قيمة مضافة.
الشاشة الرمضانية التي كانت تزهو يومًا بـ«طاش ما طاش»، أصبحت اليوم ثقيلة الإيقاع، بطيئة النَفَس، خالية من عنصر المفاجأة. تدور في فلك الاجترار، إذ لا يزال «واي فاي» مجرد نسخة مشوهة من نسخه السابقة، و«جاك العلم» يقدم جرعة كوميدية محدودة لا تترك أثراً حقيقياً، بينما يظل «شباب البومب» تجربة شابة تبحث عن هوية لم تجدها بعد.
هل أجدبت الكوميديا بعد القصبي؟
مع كل موسم رمضاني يمر، تتفاقم التساؤلات: هل المشكلة في النصوص الضعيفة التي فقدت ذكاءها وسخريتها اللاذعة؟ أم في النجوم الذين يكررون أنفسهم دون ابتكار؟ أم في إنتاج يراهن على الكم لا الكيف؟
في غياب القصبي، لا يبدو أن أحداً يمتلك الجرأة لصياغة إجابة، والمشهد الكوميدي الرمضاني السعودي لا يزال في انتظار من يعيد تشكيله، أو على الأقل، من يعترف بأنه بحاجة إلى إنقاذ.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.