عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"بن دليلة": التخطيط الاستراتيجي بين المفاخرة والتطبيق

تم النشر في: 

24 أبريل 2025, 3:36 مساءً

قال مشاري محمد بن دليلة، نائب الأمين العام في جمعية عناية: عندما تطالع أزمنة مضت، تجد أن التقدم والامتياز كان أحد أسبابه هو التخطيط المحكم والمجوّد، ولذلك عندما تطالع سيرة نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم عندما انطلق في الدعوة، كيف استطاعت أن تنتشر، كان أهم أحد أسبابها بعد توفيق الله التخطيط والرؤية الاستشرافية للمستقبل.

إن التخطيط بمفهومه البسيط هو النظرة التي تود أن تكون عليها في المستقبل، فالطفل يود أن يكون في كبره مهندسًا أو معلّمًا أو طبيبًا وغير ذلك، والموظف يخطط للزواج وامتلاك منزل في المستقبل، والأب يفكر في مستقبل أبنائه، فالكل يمارس التخطيط الاستراتيجي بحسب أهدافه المستقبلية، سواء من أفراد أو منظمات.

إن التخطيط الاستراتيجي، كما عرّفه (بيتر دركر)، هو تحليل الموقف الحالي وتغييره إذا ما تطلب الأمر، بما في ذلك تحديد ماهية وكمية الموارد.

بدأ مفهوم التخطيط الاستراتيجي في الأصول العسكرية، حيث يعود إلى الاستخدام العسكري، إذ اعتمد القادة العسكريون على التخطيط لتحليل الأوضاع وتحديد الأهداف وتطوير استراتيجيات للنصر في الحروب، ثم انتقل إلى الحياة المدنية.

فمراحل تطور التخطيط الاستراتيجي انطلقت في القرن العشرين، وما بين العشرينات والثلاثينات بدأت الشركات في استخدام أساليب التخطيط، لكن التركيز كان على التنبؤ بالمبيعات والميزانية. في الخمسينيات، خلال الحرب العالمية الثانية، أدركت المنظمات أهمية التخطيط الاستراتيجي للتكيف مع الظروف المتغيرة، وظهرت العديد من النظريات والأساليب في إدارة الأعمال. وفي الستينيات شهدت تحولًا كبيرًا، حيث بدأ التركيز على التحليل البيئي واستخدام أدوات مثل مصفوفة SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات). في السبعينيات والثمانينيات، تطور التخطيط الاستراتيجي ليشمل استراتيجيات النمو وتوسيع الأعمال، وظهرت نماذج جديدة مثل نموذج بورتر للتنافس. وفي التسعينات وأوائل الألفية، ازدادت أهمية التخطيط الاستراتيجي كعملية ديناميكية مستمرة تتطلب المراجعة والتكيف مع التغيرات السريعة في الأسواق.

إن التخطيط الاستراتيجي يبدأ من الإدارة العليا بتحديد اتجاه المنظمة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها طويلة الأجل، وصياغة الاستراتيجيات اللازمة التي تساعد في تحقيق الأهداف، وذلك في ضوء كل العوامل البيئية الداخلية من إمكانيات المنظمة والخارجية في الظروف البيئية المحيطة، ويتم تنفيذ الخطط ومراقبتها بناءً على الرؤى والأهداف المستقبلية التي رُسمت.

إن المنظمات أصبحت تتسابق في وضع الخطط الاستراتيجية، ولكن ينقصها التطبيق والفهم والعمق الاستراتيجي، والتبني الداخلي للتطبيق على مستويات الإدارة العليا والقيادة والموظفين. لا يمكن أن تنجح الاستراتيجية من دون فهم جوهرها، وهناك من المنظمات من بنت الاستراتيجية لأجل المفاخرة وأصبحت محبوسة في الأدراج لعدم القناعة أو للتحدي والصعوبة في تطبيقها، وقد تكون مستنسخة من منظمات أخرى من غير فهم ودراسة الواقع والإمكانيات.

عندما نطالع رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية الطموحة، نجد أنها قد أُسست على منهج علمي مدروس، من مرتكزات للرؤية وأهداف استراتيجية ومؤشرات أداء ورقابة، وتلك الرؤية مثل السفينة وربانها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، عرّاب تلك الرؤية الطموحة التي جعلت للمملكة رقمًا بين دول العالم.

في الختام، يُعتبر التخطيط الاستراتيجي جزءًا أساسيًا من إدارة أي منظمة، وهو سبب نجاحها بعد توفيق الله، إذا بُنيت بمنهج علمي صحيح وتم قيادتها من مجلس الإدارة والقيادات التنفيذية في المنظمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا