كتب أحمد عبد الرحمن

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصل حول: "ما حكم استعمال أدوات العمل في الحاجات الشخصية؟".

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الاثنين: "الأصل في هذه المسألة قول الله تعالى: "وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأتِ بما غل يوم القيامة"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من بعثناه على عمل فغل جاء يوم القيامة يحمله على ظهره". نفهم أن كلمة "غل" تعني أخذ في خفية واستتر، ولذلك، حذر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من الغلول، وقال: "لا ألفين أحدكم يأتِ يوم القيامة، وذكر الغلول"، سيدنا النبي يعني مثلًا، إذا كان غل بعيرًا أو شاةً أو شراكًا، والشراك هو الخيط الذي نربط به النعال، فينادي: "يا محمد، يا محمد"، يعني يستغيث بحضرة سيدنا النبي في هذا الموقف العظيم، ليُنقذه من هذا الذي يحمله على ظهره يوم القيامة وقد غله في الدنيا، فيقول له صلى الله عليه وسلم: "لا أغني عنك من الله شيئًا، قد بلغتُك"، يعني قلت لك إن هذا حرام، وأنك ستأتي شايلًا هذا يوم القيامة، فماذا يمكنني أن أفعل لك؟ أنا حذرتك، وقد أعذر من أنذر".

وتابع: "دعونا نطبق هذا عمليًا على ما هو متعلق بالعمل. الأصل أنني مؤتمن على هذه الأشياء، وأنه عندما أعمل إذن صرف، إذن صرف، يعني أطلب أوراقًا وأقلامًا واستيكرات وما إلى ذلك، ثم يأتي لي في الإمضاء في مصلحة العمل لأقرّ بأنني قد استعملت هذا الهاتف في المكالمات المصلحية. نحن موظفون وعارفون هذه الإقرارات التي نقرّها.

واستكمل: "تيجي يوم القيامة مضيت على أنك استعملت هذا في مصلحة العمل، وأنت خلاف ذلك؟ هذه هي القصة، خليك صادق مع نفسك، خليك صادق مع نفسك. نحن عندنا في الواقع أو في العرف شيء يُسمى "محقرات"، المحقرات هي الأمور التي قد يُسمح بها بشكل ضئيل، مثلًا إذا جاء لي فكرة وأنا أعمل في الفتوى، أو جاء لي مكالمة بها رقم هاتف معين، فسحبت ورقة وكتبت، فدخل على المدير أو الرئيس، فهذا عادي، يُعتبر محقرات، لن يُقال لي شيء، لكن عندما أكون قد أخذت رزمة ورق وأخرجت بها إلى المنزل، فهذه مشكلة، سأجد أنني ذهبت لأخذ مذكرة، وأستخدمت الماكينة، واستخدمت الحبر، هل هذا مسموح؟ هل هذا العرف الوظيفي يعتبره من المحقرات؟ لا، العرف الوظيفي لا يعتبره من المحقرات. ما يعتبره من المحقرات هو أنني كتبت بالقلم شيء شخصي، أخذت قطعة ورق صغيرة، التي نسميها ورق صابون، وكتبت عليها لمصلحة شخصية، هذا لا يضر العمل كثيرًا. أما إذا كان يضر العمل، مثلما أخذت رزمة ورق، واستخدمتها في المنزل، فهذا لا يجوز".