هو وهى / النهار

ضحيت من أجله بالغالي والنفيس ففجعني بأنه باعني بأبخس الأثمان

سيدتي،بعد التحية والسلام وفية أنا لهذا الصرح الجميل الذي ألج تفاصيله. يوميا لأحاكي قلوب الحيارى مثلي وكان لزاما عليّ أن انزل بين يديك ضيفة. حتى أحظى بنصيبي من النصيحة والتوجيه عبر ركن قلوب حائرة.

سيدتي، قد تلومين عليّ سذاجتي وقلة حيلتي بالرغم من أن مستواي ومنصبي رفيعان ويجعلان مني إنسانة قوية متماسكة، لا ورقة هشة تتجاذبها الرياح.اي نعم فأنا هشة بسبب عاطفتي التي ساقتني للهاوية. صدقيني سيدتي فطيلة عمري. لم أكن يوما للتفاهات ملتفتة ولم أجرأ يوما أن أخون أهلي في ثقتهم بي، أو أن ألتهي بغير الدراسة والتحصيل العلمي. كانت أيامي كلها تصب في التفوق والتألق ، وفعلا فقد  نلت من التقدير الكثير ونهلت من التجارب الحياتية العسير، ووضعت قلبي جانبا.

قد لا تصدقينني سيدتي إن أنا أخبرتك أنني لم أكن أبدا كالغصن المياد حيال العواطف والمشاعر. فلم يهزني الشوق يوما لأن أخوض في المواضيع الحالمة. أو أن ألهث وراء العلاقات التي أعتبرتها ملهية لي عن بلوغ القمة، إلا أن تغير كل شيء.

حيث أنني سيدتي أظنني لم أحسب حسابا للكبت الذي كنت فيه. بعد أن إقتحم أسوار قلبي المحروم إنسان وضع يديه على مكامن النقص.. فسلبني عقلي قبل قلبي ورحت وراءه منساقة كمن غابت عن وعيها أوفقدت صوابها.هو إنسان حاكى تفاصيل حرماني العاطفي. بكثير من السلاسة لدرجة أن قواي خارت وغاب تحكيمي لعقلي إلى حد بعيد.

وما زاد شغفي بهذا الإنسان أنه لم يكن قط يحلم بعلاقة عابرة، حيث أنه طلب مني أن يتقدم لأهلي خاطبا ما زاد من هيامي به. فقبلت به من دون أي بالرغم من عديد الفوارق التي كانت بيننا.

أهلي من جهتهم لم يكونوا ليقبلوا بزيجتي تلك، وكأني بهم علموا ما ينتظرني من هوان وضنك عيش.إلا أنه وبضغط مني قبلوا على مضض خاصة بعد أن إتهمتهم من أنهم برفضهم .يقفون في وجه سعادتي.

تزوجت سيدتي وقد كنت أظن أن فصول أحلامي  الوردية السرمدية سيكون عنوانا لحياتي، إلا أنني صدمت من البرود والجفاء الذي كسى أيام شهر العسل، ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد حيث أن زوجي كان عنوانا للعنجهية والغطرسة اللامتناهيتين طيلة ما كان- أجدربها- أن تكون أجمل أيام العمر.

زوجتي سيدتي كتلة من العقد، حيث أنه يعلق على كل شيء وأي شيء. وقد أفل شغفه بي ولم يعد يمطرني بكلمات الود والحب ولا بات يؤسر من طريقة تفكيري أو نظرتي للحياة. الأكثر من كل هذا أنني إكتشفت من أن له من النساء من يواعدهن ويستأثر بمستواهن. ومنصبهن وينتهج معهن مثل ما كان يفعل معي، واجهته فكان. رده أنه علي تقبل واقعي وأن أحيا مستقبلي على هذا الحال.

أخبرته برفضي فما كان منه إلا أن طالبني بالرحيل ، سألته عن هوسه بي فصدمني من أنه لم يكن يوما يأبه لأمري ومن أنه كان يرمي بي بعيدا حتى يجذبني إليه ليكسر شوكتي وحتى يبين لي أنني معه وأمامه لا شيء.

أيعقل هذا سيدتي؟.لقد تحديت أهلي لأجله وجعلت مستقبلي بين يديه وهاهو يخسرني نفسي ويجعل كياني في خبر كان.

أمر صعقت لأجله ولم أجد غيرك صدرا حنونا أرتمي بين يديه لأطلب النصيحة. فهل أترك الجمل بما حمل وأقبل بالهزيمة وأعود أدراجي وقد عدت إلأى نقطة الصفر؟ أم أبقى إلى جانب من إستباح مشاعري وكياني وساقني إلى الهاوية.

أختكم ن.رجاء من الشرق الجزائري.

الرد:

من أوجع الأمور في حياة أي أنثى أن تجد نفسها وقد باعت الغالي بالرخيس لأجل أن  تشتري قلبا، فتجد بين ليلة وضحاها نفسها وقد خسرت كل شيء، ولعل الأفضع أن تجدها وقد خسرت قبلا قلبها وكيانها.

هو ما حدث لك أختاه، بعد أن وقعت ضحية الحب الكاذب المزيف، فبطل قصّتك عرف كيف يعزف على أوتار أحاسيسك الخامدة التي كانت كمثل بركان سرعان ما دفع بحمم الحب خارجا وهو يستلذ الإطراء والغنج.لست أعيب فيك شيء سوى أنك إستثمرت جل مشاعرك في وقت قياسي أعماك عن تسليط الضوء عن عيوب الرجل الذي إخترته شريكا لحياتك بالرغم من رفض أهلك والمحيطين بك والذي كان لهم أن تفطنوا للفرق الشاسع بينك وبين الشريك.

هناك من الزيجات من يقف أصحابها على عتبة أمور أخر مفجعة، فلا تظني أنك الوحيدة من تتألم جراء قلب إتضح أنه تركيبة من العقد والسفالة واللانضج، وإلا فبماذا تفسرين أن يجد الرجل إنسانة مكتملة الأنوثة والصفات، ليكون هدفه معها العبث والإهانة ولي الذراع حتى لو كان ذلك بإسم الزواج.

لست أدعوك أختاه أن تكوني السباقة لطلب الطلاق مهما بدى مستقبلك مع هذا الزوج مستحيلا، ولتدعي بيده مقاليد الأمور، فإن أراد تسريحك فليكن ذلك لكن بضمانك كل الحقوق منه، ومن يدري فقد ينقلب السحر على الساحر ويعود زوجك إلى جادة الصواب ويحسّ بما إقترفه في حقك فيتوب ويستسمحك فنحيي معه أجمل الأوقات.

احسّ بما تكابدينه أختاه، وأظن أنّ أكثر ما يفتك بقلبك الطيب موقفك مع أهلك،ومن هنا أدعوك لأن تربطي حبال الوصال معهم من جديد ومن أن يكون لك نصيب من حنانهم ومودتهم حتى تبدّدي عليك حرتك وتخففي عنك ألمك ولتتأكدي من أن دوام الحال من المحال، فبنفس الطريقة التي بنيت بها كيانك الذي تعتبرينه قد إنهار، سيكون لك فرصة أخرى أن تصنعي منك شخصا أخر أكثر شجاعة ورباطة جأش بإذن الله، فلا تيأسي.

ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا