يعد اضطراب تعاطي المستنشقات نمطًا من أنماط اضطرابات إساءة تناول العقاقير. يستخدم الأشخاص الذين يتعاطون المستنشقات مواد شائعة في المنزل أو مكان العمل ويستنشقونها عن طريق الفم أو الأنف للوصول إلى النشوة.
يوجد أكثر من 1000 منتج يستخدمه المتعاطون بوصفها مستنشقات، تشمل كلًا من:
- منظف الأفران.
- الصمغ.
- طلاء الرش.
- سائل تخفيف الدهان.
- سائل التنظيف.
- مزيل طلاء الأظافر.
- البنزين.
- السوائل المشتعلة.
يتشارك اضطراب تعاطي المستنشقات مع غيره من اضطرابات إساءة استخدام العقاقير بخصائص عدة؛ يُعزى ذلك إلى تحفيزه الشديد والمباشر لأنظمة المكافئة داخل الدماغ. قد يؤدي الاستخدام المفرط للمستنشقات إلى الإدمان، وبهذا يفقد المدمنون على عقار ما القدرة على التحكم بالأمور الأخرى في حياتهم، ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية وآثار صحية طويلة الأمد.
وفقًا لإحصائية أجريت في عام 2020 فإن 2.4 مليون شخص تقدر أعمارهم بنحو 12 عام فما فوق في الولايات المتحدة الأمريكية قد تعاطوا المستنشقات في السنة السابقة.
ما أعراض اضطراب تعاطي المستنشقات؟قد تظهر بعض الأعراض على متعاطي المستنشقات، تشمل كلًا من:
- رائحة كيميائية على ملابس الشخص أو في نفَسه.
- وجود بعض الطلاء أو لطخات من مواد أخرى على يديه، أو أصابعه، أو ثيابه.
- تغيرات في السلوك ويتضمن ذلك اللامبالاة وعدم الاهتمام.
- نقصان واضح في الشهية والوزن.
- تغيرات مفاجئة في علاقاته مع أصدقائه أو هواياته المفضلة.
- تراجع مستمر في الأداء الدراسي والتعلم.
- تغير في نظافة الشخص وعاداته الصحية.
- تلعثم في الكلام.
- سيلان الأنف أو نزيفه.
- الوهن والتعب.
- التقرحات أو التهيج حول الفم أو الأنف.
وقد تتضمن بعض الأعراض الأخرى لاضطراب تعاطي المستنشقات كلًا من:
- التشويش العقلي أو الارتباك.
- ضعف في التركيز.
- الاكتئاب.
- العدوانية والانفعال.
- جنون الارتياب.
تعد فئة الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا أكثر الفئات العمرية شيوعًا في تعاطي المستنشقات. ففي دراسة من عام 2020، شكلت هذه الفئة النسبة الأكبر من متعاطي المستنشقات بنسبة تقدر بنحو 2.7%. وعلى هذا، أظهرت بعض الدراسات أن بعض الأطفال بعمر 5 سنوات قد تعاطوا المستنشقات مسبقًا. يتعاطى الأطفال والمراهقين المستنشقات بكثرة نظرًا لرخص ثمنها وسهولة الحصول عليها؛ إذ غالبًا ما يتعاطوا المستنشقات قبل أن ينتقلوا إلى تعاطي مواد أخرى مثل السجائر، والكحول، وغيرهما من العقاقير. ويشيع اضطراب تعاطي المستنشقات أكثر بين الرجال مقارنة بالنساء.
ما مضاعفات اضطراب تعاطي المستنشقات؟قد يؤدي تعاطي المستنشقات طويل الأمد إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات الجسدية والنفسية. قد تنتج المضاعفات تلك بصورة مباشرة بسبب تعاطي المادة، أو حتى بسبب المخاطر التي قد ترافقها مثل الجنس غير الآمن أو عدم استقرار السكن.
قد تتمثل المضاعفات الجسدية لتعاطي المستنشقات بكل من:
- السل أو التدرن.
- فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز).
- العدوى المنقولة جنسيًا.
- التهاب القصبات.
- الربو.
- التهاب الجيوب الأنفية.
في حين قد تشمل الأعراض النفسية كلًا من:
- الاكتئاب.
- القلق.
- الاضطراب الذهاني الناجم عن تعاطي المستنشقات.
- الاضطرابات المعرفية العصبية الشديدة أو متوسطة الشدة.
- الذهان الذي يسببه التسمم جراء تعاطي المستنشقات.
يمكن للمختصين وفقًا للدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 من تشخيص إصابة شخص ما باضطراب تعاطي المستنشقات عندما يؤدي التعاطي المستمر إلى حالة من الشدة والضيق أو بعد تطور حالة التسمم لدى المتعاطي.
يتمكن الأطباء من تأكيد تشخيصهم لإصابة شخص ما باضطراب تعاطي المستنشقات إذا واجه اثنين على الأقل من الأعراض الآتية على مدى سنة كاملة:
- رغبة أو شهية قوية لتعاطي المستنشقات.
- رغبة قوية للتوقف عن استخدام المستنشقات ومحاولات غير ناجحة في تحقيق ذلك.
- قضاء كثير من الوقت في مواجهة الأعراض الجانبية لتعاطي المستنشقات أو التعافي منها.
- الاستمرار في تعاطي المستنشقات رغم المشكلات التي قد تسببها في العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعية.
- الاضطرار إلى التخلي عن وظيفة مهمة، أو التغيب عن بعض الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية نتيجة لتعاطي المستنشقات.
- الاستمرار في تعاطي المستنشقات رغم معرفة أعراضها الجانبية وآثارها الجسدية السلبية.
- الحاجة إلى زيادة كمية المادة التي كان يستنشقها المرء للحصول على التأثير الذي كان يصل إليه مسبقًا.
تتشابه أساليب علاج تعاطي المستنشقات بصورة كبيرة مع الأساليب التي يستعين بها مقدمو الرعاية الصحية لعلاج غيرها من مشكلات الإدمان. تشمل الأساليب العلاجية السابقة كلًا من العلاج الفردي أو العلاج السلوكي المعرفي، والإرشاد الأسري، وبرامج الأنشطة والمشاركة والرعاية اللاحقة. يتضمن ذلك مجموعات الدعم ومساندة الأقران.
- العلاج السلوكي المعرفي: يشمل تعليم الفرد كيفية التصرف في الحالات العصبية، والتغلب على الرغبة بالتعاطي، ورفض عروض تعاطي المستنشقات ومقاومتها.
- التدخلات التحفيزية: يُحفز من خلاله الشباب على الالتزام في إحداث تغيير حقيقي والتوقف عن التعاطي.
- الإرشاد الأسري: يركز على تحسين قدرات التواصل الخاصة بالفرد وعلاقاته ومواقفه وتصرفاته مع أفراد العائلة.
- برامج الأنشطة والمشاركة: تفيد في تعليم الفرد مجموعة من المهارات الجديدة والتجارب الاجتماعية المفيدة، ما يقدم للفرد بديلًا عن تعاطي المستنشقات. تشمل هذه البرامج مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل تنظيم أمسيات لمشاهدة أفلام معينة، والرقص، والتنزه وغيرها. تساعد البرامج هذه على تنظيم أسلوب حياة خالي من التعاطي، وذلك بتشكيل علاقات اجتماعية جديدة ومثيرة للاهتمام بين الشباب وغيرهم من الأشخاص الذين لا يتعاطون المستنشقات.
- مجموعات الدعم وبرامج الاثنتي عشرة خطوة: تساعد هذه المجموعات (كمجموعة مدمنو الكحول المجهولون ومجموعة زمالة المدمنين المجهولين) على تقليل خطر دخول الشخص في حالة الإدمان والحفاظ على حياة خالية من التعاطي.
قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المستنشقات الأكثر شدة من تلقي العلاج ضمن برنامج العلاج السكني.
هل يمكن للشخص تعاطي جرعة زائدة من المستنشقات؟نعم؛ إذ تحوي بعض المنتجات على تراكيز عالية من المواد الكيميائية الضارة (مثل المذيبات أو رذاذ الأيروسول). على هذا، قد يؤدي استنشاق تلك المواد إلى نوبات الصرع، والغيبوبة، والتوقف المفاجئ للقلب حتى في حال استنشاق المواد للمرء الأولى. قد يتسبب أيضًا تعاطي المستنشقات الموضوعة في كيس بلاستيكي أو ورقي حول الرأس بالموت نتيجة الاختناق، وقد يؤدي امتلاء الرئتين بأدخنة المستنشقات السامة بدل الأكسجين إلى الموت نتيجة الاختناق.
كيف يمكن علاج الجرعة الزائدة من المستنشقات؟يتمثل العلاج الإسعافي لتعاطي جرعة زائدة من المستنشقات بعلاج الاضطراب المهدد للحياة الذي نتج عنها، مثل إيقاف النوبة أو إنعاش القلب، لكن لا توجد علاجات محددة متاحة لعلاج آثار التسمم الناتج عن تعاطي جرعة زائدة من المستنشقات.
كيف يمكن أن يقي المرء نفسه من اضطراب تعاطي المستنشقات؟بحسب الدراسات فإن تعليم المراهقين بعض المهارات الحياتية ساعد على تقليل تعاطيهم للمستنشقات. يركز التدريب على مهارات الحياة اليومية وفق ما يأتي:
- تقوية الثقة بالنفس ومهارات التواصل.
- تحسين العلاقات الشخصية.
- التحكم بالقلق وضغوطات الحياة.
قدمت البرامج المدرسية الأخرى التي تركز على تقليل تعاطي المستنشقات بين الشباب أيضًا نتائج وآثار إيجابية.
التوقعات لمصابي اضطراب تعاطي المستنشقاتيختلف إنذار اضطراب تعاطي المستنشقات بنحو كبير بناء على عوامل عدة، تشمل كلًا من:
- شدة الاضطراب.
- درجة الاعتماد على المادة.
- مدى التزام الفرد بقرار الإقلاع عن التعاطي.
- مدة العلاج الزمنية.
- كيفية تعامله مع المواقف العصيبة.
قد يتعافى متعاطو المستنشقات بالكامل ليعيشوا حياة ناجحة ومزدهرة، واستشارة مختصين لتلقي العلاج المناسب تمثل الخطوة الأساسية والأهم في العلاج، ولهذا دائمًا ما ينصح مقدمو الرعاية الصحية باستشارة طبيب مختص وبدء رحلة العلاج في أسرع وقت.
اقرأ أيضًا:
معدل ذكاء الشخص في المرحلة الثانوية يتنبأ بتعاطيه الكحول لاحقًا!
هل يخلق تعاطي الحشيش ذكريات زائفة؟
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: ريمي سليمان
مراجعة: محمد حسان عجك
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.