رغم أن النوم لساعات طويلة يُفترض أن يمنح الجسم راحة وانتعاشًا، إلا أن كثيرين يشتكون من شعور غريب عند الاستيقاظ: تعب، صداع، وتكسير في كامل الجسد، وكأنهم قضوا الليل في معركة لا في نوم هادئ فما السبب وراء هذا؟

الدكتور "علي الحداد" أخصائي التغذية العلاجية، يكشف لنا عن خفايا هذا الإحساس المربك، ويضع النقاط على الحروف حول ما يحدث حقًا خلف كواليس النوم.

أول ما يشير إليه الحداد هو أن زيادة الوزن ليست مجرد مظهر خارجي، بل قد تكون عدوًا خفيًا للنوم العميق فالسمنة تسهم بشكل مباشر في اضطرابات التنفس أثناء النوم، كالشخير أو ما يُعرف بانقطاع النفس الليلي.

هذه الاختناقات الصغيرة تقطع على الجسم رحلته نحو النوم العميق، فيمضي الليل في معارك تنفسية تجعل الساعات الطويلة في السرير بلا جدوى حقيقية.

السبب الثاني أقل وضوحًا لكنه لا يقل تأثيرًا فالتوتر المستمر وكثرة التفكير تُبقي الدماغ في حالة "تشغيل" حتى أثناء النوم.

فتكون النتيجة نوم سطحي بلا عمق، واستيقاظ بأجساد منهكة وذهول صباحي لا تفسير له إلا حين نفكر في كمّ الأفكار التي صاحبتنا إلى السرير.

أما ثالث الأسباب فهو ما نستهين به كثيرًا هو الكافيين بجميع أشكاله، فيؤثر على جودة النوم.

فحتى إن خلدنا للنوم بعد فنجان القهوة الليلي، فإن الجسم يظل في حالة يقظة داخلية، لا يحصل خلالها على الراحة التي يحتاجها فعليًا.

وختامًا النوم ليس مجرد عدد ساعات، بل هو جودة وإيقاع وانتظام والسهر، التوتر، والإفراط في الكافيين أشبه بمنبهات داخلية تُربك نظامنا الحيوي إن استيقظت يومًا وأنت متعب بعد نوم طويل، فربما حان الوقت لتراجع نمط حياتك لا عدد ساعات نومك فقط.