هو وهى / انا اصدق العلم

الريتينويدات والبروبيوتيك والعلاج بالضوء: الجديد في علاج حب الشباب

يؤثر حب الشباب في عدد كبير من الأشخاص خلال مرحلة ما من حياتهم. لذلك فإن معظم الناس على دراية بالأدوية المنظفة والكريمات والحبوب التي تهدف إلى علاجه. السؤال الأساسي هو هل يوجد أي أسلوب علاجي جديد في هذا المجال؟

ما حب الشباب؟

حب الشباب حالة طبية تُسَدّ نتيجتها المسام في الجلد. تسد المسامات بمزيج من الزيوت التي ينتجها الجلد، أو الزهم، إضافةً إلى خلايا الجلد الميتة، ما قد يؤدي إلى تشكل آفات هي الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء. قد تُحتجز بعض أنواع البكتيريا في تلك المسام مسببةً الالتهاب والتورم والاحمرار، ما يسبب تشكل الخراجات والبثور.

قد يُحرض حب الشباب أو يسوء بوجود بعض العوامل مثل تناول بعض الأدوية، خاصة الستيروئيدات، أو التغيرات الهرمونية. قد تواجه الإناث التبدلات الهرمونية تفشيًا لحب الشباب لديهن قبل بدء الدورة الشهرية بفترة قصيرة.

تتراوح مدى فعالية الأساليب العلاجية الحالية لحب الشباب من العناية الذاتية البسيطة، مثل غسل الوجه يوميًا وإزالة المكياج، إلى الكريمات أو أنواع الجل المتاحة دون وصفة طبية، التي تحتوي على مركبات مثل البنزويل بيروكسيد أو حمض الساليسيليك، التي تهدف إلى قتل البكتيريا وفتح المسام وتنظيفها.

قد يصف الطبيب المختص لمريض حب الشباب في حال لم تُجدِ أي من الأساليب السابقة نفعًا أدوية مثل المضادات الحيوية، أو الكريمات أو الجل عالي التركيز، أو الإيزوتريتنويين، المعروف باسم أكوتان الذي يوصف في بعض الحالات.

تطور طرق علاج حب الشباب

يطور الباحثون حاليًا طرقًا علاجية جديدة، أكثر فعالية، وأقل إحداثًا للأعراض الجانبية إن أمكن.

أحد أحدث أدوية علاج حب الشباب التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، سُمِّي IDP-126 أو كابتريو. وهو جل –هلام- موضعي يحتوي المضاد الحيوي الكليندامايسين، وبنزوئيل البيروكسيد، وأحد أنواع الريتينوئيدات وهو الأدابالين.

أثبتت سابقًا فعالية كل من العناصر السابقة في علاج حب الشباب، إلا أنها شكلت مع بعضها أول علاج موضعي مركب ثلاثي المكونات يحصل على الموافقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

يُثبت حصول دواء ما على موافقة إدارة الغذاء والدواء فعاليته ونجاحه، وهو الأمر الذي حققه دواء IDP-126 بالفعل وفق مراجعة نُشرت عام 2024. وجد مؤلفو المراجعة البحثية أن الجل نجح بوضوح في تخفيف حب الشباب من النوعين الالتهابي وغير الالتهابي، إضافة إلى تحسينه نوعية حياة المريض، مع بعض الآثار الجانبية ووجود بعض القيود في الدراسات الفردية المتعلقة به.

مع ذلك فإن مدى فعالية دواء IDP-126 مقارنةً بغيره من أساليب علاج حب الشباب الأخرى ما زالت أمرًا يحتاج إلى مزيد من الدراسة والاهتمام. يعني ذلك أن الباحثين يعلمون بالفعل أن للدواء تأثيرات إيجابية في مجال تخفيف حب الشباب، إلا أنهم بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث للتحقق من كونه أفضل من الأدوية الموجودة حاليًا.

البروبيوتيك

قد تبدو المضادات الحيوية أسلوبًا نافعًا لعلاج حب الشباب، نظرًا إلى مساهمة البكتيريا ودورها في تطور حب الشباب. قد تؤدي المضادات الحيوية نفعًا بالفعل، مع ذلك، يتقصى الباحثون طرقًا أخرى لمكافحة حب الشباب باستهداف البكتيريا الضارة أيضًا، نظرًا إلى أن مقاومة المضادات الحيوية مشكلة حقيقة ومعقدة.

تشمل الأساليب العلاجية البروبيوتيك، موضعيًا أو بالفم. تشير مراجعتان حديثتان لدراسات سابقة تناولتا إمكانية العلاج بالبروبيوتيك إلى كونه أسلوبًا علاجيًا واعدًا بالفعل، إذ أوضحتا أن البروبيوتيك قد يستطيع تقليل آفات حب الشباب والالتهابات والاحمرار، إضافةً إلى تأثيراته الإيجابية في الكائنات الحية الدقيقة والمفيدة التي توجد على الجلد، وتسمى أيضًا الميكروبيوم الجلدي.

لا يعني ذلك أن العلماء ينصحون جميع مرضى حب الشباب بالبدء بتناول كميات كبيرة من الزبادي الغني بالبروبيوتيك، أو وضعه على الوجه، إذ ما تزال هناك العديد من القيود التي تقف في وجه اعتبار البروبيوتيك علاجًا فعليًا، فضلًا عن كونه علاجًا واعدًا فقط.

استعانت الدراسات بعينات صغيرة نسبية، واستخدمت سلالات مختلفة أيضًا من البكتيريا، إضافةً إلى دراستها لمدى فعالية العلاج بالبروبيوتيك على فترات زمنية مختلفة، يجعل كل مما سبق تعميم النتائج أمرًا صعبًا.

أيضًا فإن معظم الأبحاث تدرس تأثيرات البروبيوتيك على حب الشباب خفيف الشدة إلى المتوسط، ما يعني أن النتائج لا يمكن تطبيقها بشكل موثوق على الأشخاص الذين يعانون حب الشباب الشديد.

توجد بكل تأكيد حاجة كبيرة إلى إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن يتمكن الأطباء من وصف البروبيوتيك علاجًا لحب الشباب، مع أنه أسلوب علاجي يستحق البحث والدراسة.

العلاج بالضوء المرئي

لا يناسب أسلوب العلاج بالأدوية جميع الناس، لذلك يوصف العلاج بالضوء بديلًا محتملًا.

مثلًا، وافقت مؤخرًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام بعض أقنعة العلاج بالضوء الأحمر وتسويقها علاجًا فعالًا لحب الشباب الالتهابي. مع ذلك، ما تزال الأبحاث قائمة لتحديد مدى فعالية هذا النوع من العلاج بالضوء المرئي لحب الشباب.

بينت مراجعة نُشرت عام 2024 أن العلاج بالضوء المرئي علاج آمن وفعال لحب الشباب، إلا أن الأبحاث الحالية تواجه عددًا من القيود، التي تبدأ من صغر حجم العينات وعدم وجود مقارنة مع علاجات أخرى لحب الشباب، وصولًا إلى عدم وجود طريقة موحدة لتقييم مدى شدة حب الشباب.

من ثم تبين وجود حاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات لتحديد هل العلاج بالضوء المرئي علاج فعال لحب الشباب على المدى الطويل؟

اقرأ أيضًا:

هل تسبب منتجات الألبان ظهور حب الشباب؟

كيف يُعالج حب الشباب باستخدام البنزويل بيروكسيد؟

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: نور حمود

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا