كتب ـ محمد عبد العظيم

أكد الكاتب الصحفي زكي القاضي، أن مصر تبذل جهودًا "جبارة وغير تقليدية" لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل ما وصفه بـ"شراسة الاحتلال الإسرائيلي" منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك على عدة مسارات، سياسية وإنسانية ودبلوماسية، لمواجهة المخططات الإسرائيلية، وعلى رأسها محاولات التهجير الجماعي والتجويع الممنهج.

وقال "القاضي"، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن إدخال المساعدات الإنسانية من معبر رفح هو مشهد يعكس إرادة مصرية خالصة لكسر الحصار، مؤكدًا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تمكنت من إدخال المساعدات إلى غزة بجهد منظم، ومستدام، ومتكامل، يشمل الدعم اللوجيستي والإنساني بدءًا من مراكز التجهيز شمال سيناء وحتى عبور الشاحنات إلى الداخل الفلسطيني.

وأشار إلى أن مصر لم تكتفِ بإدخال الأغذية والأدوية، بل كانت سبّاقة أيضًا في إرسال الخيام ومستلزمات الإيواء، وهي مساعدات ضرورية وفق معايير الطوارئ الدولية، لتأمين حياة كريمة للمسنين والنساء والأطفال الذين يعيشون فوق ركام منازلهم وسط ظروف إنسانية مأساوية.

وأضاف القاضي، أن الدولة المصرية لا تتحرك فقط على الأرض، بل أيضًا على المستوى السياسي والدبلوماسي، من خلال مفاوضات دقيقة تشارك فيها مع الجانب القطري والأمريكي، لدفع جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، إلى جانب دعمها العلني والمباشر للمنظمات الأممية، وعلى رأسها الأونروا، في وقت تخلت فيه معظم دول العالم عن دعم هذه المؤسسات.

وشدد على أن مصر كانت ولا تزال الدولة الوحيدة في العالم التي قالت "لا" صراحة لمخطط التهجير الإسرائيلي، وأعلنت موقفها بوضوح منذ اللحظة الأولى، ما جعلها عرضة لحملات تشويش ممنهجة عبر وسائل التواصل وبعض الأطراف المعادية. وقال: "مصر تقوم بدور لا تقوم به أي دولة في العالم، وتتحرك من منطلق إنساني، وبدافع من الأمن القومي والمسؤولية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية."

وتابع: "لو أن الدور المصري غاب، فلن يكون هناك بديل، وهذا ما يجب أن تدركه الأطراف الأخرى التي آن الأوان أن تراجع استراتيجياتها تجاه القضية الفلسطينية."

كما وجّه القاضي رسالة إلى العالم، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم غير مسبوقة بحق المدنيين، في ظل تقاعس دولي، قائلاً: "حتى أطفال غزة لم يسلموا، أكثر من 30 ألف طفل تم قتلهم، فيما لا يُفتح أي ملف لتحقيق العدالة."

وفي ختام مداخلته، شدد الكاتب الصحفي زكي القاضي على أن مصر لن تتخلى عن دورها في دعم الفلسطينيين، ولن تسمح بتمرير أي مخطط لتغيير الواقع الديموغرافي في غزة، مؤكدًا أن الدعم المصري مستمر، والجهود متواصلة رغم كل التحديات، قائلًا: "البوصلة واضحة، ومصر كانت وستظل قلب القضية الفلسطينية".