البحر الأحمر - عماد عرفة

الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 12:00 ص

عرف المصريون القدماء بجدارتهم وذكائهم الكبير فى كل المجالات المختلفة، حيث تركوا من آثار ما ويوضح ذلك فى كل شئ، حتي أنهم تركوا آثارهم فى وقت التسلية والفراغ، وعرفوا العالم اجمع من خلال القطع الأثرية الالعاب التى كان ينشغلون بها فى أوقات فراغهم، ومن بين الى الألعاب لعبة السنت، الشبيه للعبة الشطرنج فى وقتنا الحالى ويطلق عليها لعبة الملوك .

داخل اروقة متحف الغردقة توجد احدى القطع الأثرية النادرة التى تسمى "لعبة السنت " وهي من الحجر الجيري مقسمة إلى مربعات وعليها 8 قطع من الفيانس "  تم اكتشافها داخل احد المقابر الفرعونية ضمن مجموعه من الالعاب في المقابر لمرافقة الأثرياء في العالم الآخر.

كما  ظهرت تلك اللعبة  في إحدى تعاويذ كتاب الموتى باعتبارها مجازا للوصول إلى العالم الآخر بنجاح، وتعتبر لعبة " السنت " بانها لعبة مصرية قديمة شاعت بين الأمراء وأفراد البيت المالك، وأيضاً بين أفراد الشعب كافة اعتمدت على التفكير، وكلمة سنت معناها: العبور، وهي كانت من الألعاب المحببة لدى المصريين القدماء، تشبه الشطرنج او تحديدا السيجا.

من جانبه قال مينا مكرم  وكيل الشئون الاثرية بمتحف اثار الغردقة أن  لعبة السنت كان يلعبها شخصان يحرك كل منهم قطعة حول رقعة مقسمة إلى خانات كالشطرنج، وعلى اللاعب أن يراوغ خصمه حتى يستطيع أن يتغلب عليه، واطلق الاثريون على تلك اللعبة بانها شطرنج الفراعنة لوجود تشابه بينها وبين الشطرنج .

واضاف وكيل الشئون الأثرية أن شكل رقعة السنت اختلف باختلاف العصور إلا أن أكثرها شيوعاً تلك التي تتكون من ثلاثين مربعاً مقسمة إلى ثلاثة صفوف في كل صف عشرة مربعات، وكان هذا اللوح المستطيل يوضع على مائدة منخفضة أو صندوق مستطيل به مكان لحفظ قطع اللعب.

وكشف أن تلك اللعبة ترمز إلى الصراع من أجل الوصول إلى العالم الآخر، حيث يعتقد أنها وسيلة للمتوفى للوصول إلى حقول الأيارو " الجنة " إذا فاز على خصمه؛ لذا فقد احتوت اللعبة على مناظر لآلهة ونصوص ديني،  وكثر ظهورها في مناظر المقابر، وفي كتاب الموتى ،ولأهميتها الدينية والدنيوية أصبحت من ضمن الأثاث الجنائزي الذي يزود به المتوفى.

واكد وكيل الشئون الأثرية بمتحف الغردقة أن تم العثور  علي اقدم نموذج لهذه اللعبة بمنطقة المحاسنة بسوهاج مصنوع من الطين المحروق قسم سطحه لـ18 مربعاً في ثلاثة صفوف.