فيديو / صحيفة اليوم

الدار قبل الجار!


قد يستغرب القارئ من عنوان مقالتي هذه «الدار قبل الجار!» وهي عكس تماماً المثل الدارج والمعروف بين الناس، ألا وهو «الجار قبل الدار»، فأقول له بأن المدنية الحديثة التي نعيشها قد أخذت من الناس كثير من المشاعر الاجتماعية، فصار التعارف بينهم قليل وحل محله التباعد مما أدى الى انقطاع العلاقات الاجتماعية، وأصبح الجار في البناية الكبيرة أو الصغيرة أو حتى في الحي لا يعرف جاره إلا في المناسبات السعيدة أو الحزينة.
بينما لو ننظر الى الإسلام وما وضعه من ترابط بين وحدات المجتمع وهي الأسر ومن ثم بين الجيران ويمتد الى أن يشمل المجتمع كله، بأن جعل مبدأ التعاون شرعة من شرائعه في بناء الحياة وجعل ذلك أساساً لمدنيته الفاضلة فقال: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، ومن هذا المنطلق تأتي علاقة الجوار، وهي من أهم العلاقات الاجتماعية التي أخذت نصيباً كبيراً من اهتمام الإسلام، تلك العلاقة التي لو تحققت لجعلت الأمة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فليس هناك أقرب من الجار صلة بجاره ومعرفة بحالهوأسراره، وأقدر على إشقائه وإسعاده، وأقوى على علاج مشاكله وستر عورته، وقضية اختيار الجار قبل الدار كما يقال فقط بالأمثال في وقتنا الحاضر أصبحت شبه معدومة إلا ما ندر من البعض فيكون كل همه وسؤاله كم غرفة بالدار وكيف تفصيل هذه الدار وإذا أراد أن يلقي عليها نظرة أتى بأهله «المدام»، فإذا وافقت عليها تم المطلوب وإذا لم يكن ذلك فالله يعين الزوج على البحث والتقصي كي يجد الدار المناسبة لها.
وعلى سبيل العرض جاءني شخص ما وطلب أن يرى إحدى الشقق المعروضة لدي فقمت بذلك وكانت زوجته معه ففتحت لهم باب الشقة وخرجت أنتظرهما وما هي إلا برهة وخرجوا من الشقة وعلامة الزعل على الزوج بادية وسارع بالقول هذه عاشر شقة تشوفها «المدام» ولا تعجبها، فعاجلته بالسؤال ولماذا ؟ فقال وهو يلتفت الى الخلف، إنه المطبخ لم يعجب زوجتي لصغر مساحته مع العلم بأن الفرق بينه وبين ما تريده بسيطاً ولكن كما تعرف بأن المطبخ هو مملكة الزوجة، وعندما قلت له ولكن لم تسألني عن الجيران، فرد علي وقال»يا معود ما يهمني هو المطبخ» جيران.. جيران يا أخي إغلق عليك باب دارك ولا تتهم جارك.
إذاً هذا هو المفهوم السائد مع الأسف الشديد لدى معظم الناس.
@KBarshaid

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا