تعد صناعة الأجهزة الإلكترونية اليوم هي المهيمن على السوق العالمية، بل تعد صناعة الأجهزة الإلكترونية ورقائقها هي مفتاح سيطرة وقوة. لتنهي بذلك تسيد الصناعات الثقيلة، فجميع الدول «من الأسواق الواعدة والنامية» تسعى للتصنيع، وقد أوجدت لها بنية تحتية لأحد الصناعات التي يتكل عليها اقتصادها. غير أن صناعة الأجهزة الالكترونية بكل قوتها وانتشارها واهميتها تشكل هي الأخرى ثورة، تشابه ثورة الصناعات الثقيلة التي غيرت بها شكل العالم وأوجدت العالم الحديث ودوله المصنعة الغنية والقوية.
الفارق أن الدول الغنية واثناء استثمارها في الصناعة الحديثة «الأجهزة التكنولوجية وادواتها ورقائقها» نقلت مصانعها الى ما تسمى بـ»أسواق الايد العاملة» التي اتخذوها المكان البديل للصناعة الحديثة بعد أن صار التلوث المناخي في بلدانهم يسبب لهم تحد صعب، فصارت تلك البلدان الفقيرة مكان لصناعة منتجاتهم الباهظة، بسبب توافر الايد العاملة الرخيصة والامتيازات الأخرى غير المكلفة، والأهم مكان لمخلفاتها. بيد أن هذه الطريقة الرابحة لهم، باتت هي ثروة تلك الأسواق اليوم. وسبب لدخول عدد من الدول الآسيوية على قائمة الدول المصنعة للأجهزة الإلكترونية، السلع الأكثر طلبا في السوق العالمية، بل تهدد اقتصاديات الدول المصنعة الغنية.
وفي تقرير أمريكي حديث، نشر في أبريل من هذا العام، توقع فيه أن يتوسع سوق تكنولوجيا المواد الإلكترونية الجديدة العالمي بمعدل نمو سنوي بنسبة 12٪، يمتد من عام 2025 إلى عام 2032، ليحقق أرباح تتراوح من 75 مليار دولار في عام 2025 إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2032. وأشار التقرير إلى أن السوق الأمريكية وإن كانت لا تزال هي المهيمنة على الصناعة الحديثة في مجال البيع والشراء، غير أن أكثر الأسواق التي تشهد نموا سريعا هي الأسواق الآسيوية وبالتحديد بلدان المحيط الهادي، ولفت إلى أن ما يساعد على هذا النمو المتصاعد والمتسارع عدة أسباب منها: توسع وانتشار إنترنت الأشياء، والتقدم في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية، النمو في قطاعي المركبات الكهربائية والذكاء الاصطناعي، والإمكانات المتاحة في مجال الإلكترونيات المرنة، كما تساهم بعض الأمور على علو كعب هذه الصناعة بالتحديد في السوق العالمية لأنها الأكثر والاسرع طلباً، وهي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، كذلك لنمو تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس وانتشارها وتوفرها، كما تقود الحاجة إلى أشباه الموصلات والشاشات المتقدمة، والتركيز المتزايد على التصنيع المستدام، والتقدم في تقنية النانو والمواد ثنائية الأبعاد، لازدهار هذه الصناعة.
التطلع للمستقبل، والتقدم بخطوة واحدة في مجال الاقتصاد، يصنع فارقا كبيرا وأولوية عالية. التقرير يؤكد على أن التحديات في هذه الصناعة تكمن في ارتفاع تكاليف البحث والتطوير، والتعقيدات التكنولوجية، وتحديات التوسع، والقيود المفروضة على مصادر المواد، والتأثير البيئي للمواد الجديدة.
لذا، في حال التقدم بخطوة ماذا يمكن أن يحدث لو أننا بكل ما نملك من موارد سعينا للدخول في المنافسة هذه وكسب القوة بتحويل التحديات لنقاط مكتسبة ومبادرات وأولوية؟.
@hana_maki00
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.