تكنولوجيا / البوابة العربية للأخبار التقنية

“الابتكار في استدامة المياه 2025”.. كيف تقود مستقبل الأمن المائي العالمي؟

  • 1/2
  • 2/2

في ظل تحديات القرن الحادي والعشرين إذ يواجه العالم شحًا متزايدًا في المياه يهدد حياة أكثر من ملياري إنسان حول العالم، أصبح الابتكار في قطاع المياه أهمية وجودية قصوى. ومن هذا التحدي المُلح، انطلقت النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (WISC 2025) في المملكة العربية ، لتؤكد مكانة المملكة كقوة عالمية دافعة لمستقبل الأمن المائي العالمي.

إذ يضع هذا المؤتمر المملكة في صدارة الدول، التي تتعامل مع أزمة المياه بمنهجية علمية وإستراتيجية استثمارية ورؤية وطنية شاملة، مدركة أن ضمان الأمن المائي لم يَعد مسألة تنموية فحسب، بل عنصر حيوي مرتبط باستمرارية الوجود ومستقبل الأجيال القادمة.

وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور مميز من 139 دولة وأكثر من 100 عارض دولي ومحلي، شكّل المؤتمر منصة عالمية لمواجهة الفجوة المقلقة بين الأهمية المحورية لقطاع المياه ومستوى الاستثمار العالمي المتواضع في ابتكاراته.

ولم يكن المؤتمر مجرد ملتقى للخبراء، بل رسالة واضحة للعالم مفادها أن السعودية تمضي بثبات نحو قيادة حقبة جديدة من الابتكارات المائية، المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وبطموح يعيد تشكيل مستقبل الموارد المائية على مستوى العالم.

افتتاح مؤتمر (الابتكار في استدامة المياه 2025):

افتتح محافظ صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، اليوم أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر (الابتكار في استدامة المياه 2025)، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمياه خلال المدة الممتدة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025.

وقد جاء الافتتاح بحضور معالي المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، ومشاركة وفود رسمية وخبراء وقادة مؤسسات من أكثر من 139 دولة.

وتعكس هذه المشاركة الواسعة، التي قفزت من 20 دولة في 2024 إلى 139 دولة في 2025، التحول الكبير للمؤتمر إلى منصة دولية مؤثرة في صياغة مستقبل التقنيات المائية.

تدشن (واحة المياه) في رابغ بدخول تاريخي لموسوعة غينيس:

شهد سمو محافظ جدة الإطلاق الرسمي لـ (واحة المياه) في رابغ (SWA Rabigh Water Oasis)، وهي تُعدّ إحدى أكبر المنظومات البحثية والابتكارية المتكاملة عالميًا في تقنيات المياه وسلاسل الإمداد.

ولم يقتصر الإنجاز على التدشين؛ بل دخلت الواحة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة ابتكار مائي في العالم، بمساحة معتمدة تبلغ 33,395.88 متر مربع. ويعزز هذا الإنجاز ريادة المملكة في توفير منصات علمية وبحثية عالمية المستوى لتطوير حلول الجفاف وشح المياه.

وقد عرضت الشركات الدولية والمحلية أحدث ما وصلت إليه تقنيات المياه، التي شملت: حلول التحلية، وإعادة الاستخدام، والحوكمة الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة خفض الفاقد، مما يعكس المستوى المتقدم الذي تبلغه هذه النسخة من المؤتمر.

إطلاق مبادرات وحلول إستراتيجية:

تضمنت الإطلاقات النوعية خلال اليوم الأول مبادرات ومشاريع تستخدم التقنيات المتقدمة:

  • حلول الذكاء الاصطناعي: إطلاق حلول (إنفيديا) للحوسبة والذكاء الاصطناعي في قطاع المياه، ومنصة SIO لإعادة الاستخدام والبيانات المفتوحة بالذكاء الاصطناعي.
  • التقنيات البيئية: مشروع استزراع الطحالب الدقيقة باستخدام رجيع المحلول الملحي (مياه الصرف المركز) في الجبيل.
  • بنية التحلية: إطلاق محطات التحلية العائمة (Albahri Floating RO Barges) بتقنية التناضح العكسي.
  • اتفاقيات إستراتيجية: توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تعاون بين جهات حكومية، خاصة، وأكاديمية لتعزيز الشراكة في الابتكار.

تكريم الفائزين بجائزة الابتكار العالمية في المياه GPIW 2025:

كَرَّم محافظ جدة الفائزين في النسخة الثالثة من جائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW)، التي استقطبت أكثر من 2,500 مبتكر من 119 دولة، مما يبرز دور المؤتمر كمركز عالمي للاعتراف بالإنجازات المائية:

  • الجائزة الكبرى للاكتشاف: فاز بها جويهوا يو (Guihua Yu) عن مسار إنتاج المياه المستدام والحفاظ على .
  • الجائزة الكبرى للأثر: فاز بها هانتشينج يو (HanQing Yu) عن مسار تقنيات معالجة المياه العادمة المنخفضة التكلفة.
  • جوائز الأثر: كُرم أيضًا 12 فائزًا آخرين بجوائز الأثر.

رئيس الهيئة السعودية للمياه: فجوة التمويل تهدد الأمن المائي العالمي

في كلمته الافتتاحية؛ أكد معالي المهندس عبدالله العبدالكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، أن العالم يواجه فجوة تمويلية ضخمة بين الأهمية المحورية لقطاع المياه – المرتبط بنحو 60% من الناتج العالمي المُقدر بما يصل إلى 58 تريليون دولار – وبين الانخفاض الحاد في الاستثمار في الابتكار البيئي الذي لا يتجاوز 1% عالميًا.

 وأشار إلى أن براءات تقنيات المياه لا تمثل سوى 5% فقط من إجمالي براءات الابتكار البيئي، في حين يقل الاستثمار الجريء في قطاع المياه عن 0.5%، وهو تباين صادم عند مقارنته بقطاعات أخرى، إذ يشكّل الاستثمار الجريء في قطاع الاتصالات والرقمنة 35%، وفي المتجددة 18%. وختم بالقول: “هذا يؤكد أن لدينا فرصًا غير محدودة في قطاع المياه في المستقبل”.

وأوضح معاليه أن المملكة، بفضل قيادتها الرشيدة التي جعلت الإنسان محور التنمية،  قد ساهمت بنحو كبير في تأمين مصادر الإمداد المائي. وقال: “اليوم، تُعدّ منطقة الخليج، والسعودية تحديدًا، هي القائدة العالمية في صناعة التحلية وإيجاد مصادر وفيرة للإمداد، إلى جانب ريادتها في كفاءة الطاقة ومشاركة القطاع الخاص في الإمداد والنقل”.

وكشف معاليه أن السعودية تتقدم عالميًا في توفير مصادر الإمداد والنقل وكفاءة الطاقة، لكنه أشار إلى تميز القارات الأخرى في مجالات محددة: أوروبا في الابتكار التقني والسياسات، وشرق آسيا في إعادة الاستخدام، وأمريكا الشمالية في الرقمنة، وأمريكا الجنوبية في الاقتصاد الدائري، وأفريقيا في النماذج المصغرة المنخفضة التكاليف.

كما أوضح معاليه أن تحديات القرن الحادي والعشرين تكشف عن واقع مقلق يتمثل في أن أكثر من ملياري إنسان حول العالم – أي نحو ربع سكان الأرض – يفتقرون لمياه شرب آمنة، وأن 700 مليون شخص مهددون بالتهجير القسري بسبب شح المياه.

وفي إشارة بالغة الأهمية، أكد معاليه أن 90% من الابتكارات عالميًا لا تستمر بسبب ضعف نماذج العمل، مؤكدًا أن الابتكار لم يَعُد يقتصر على التقنية فحسب، بل يشمل الابتكار في التمويل والسياسات والنماذج التشغيلية. واختتم بالإشارة إلى أن المملكة التي بدأت رحلتها في التحلية من جدة، حيث انطلقت أولى محطات التحلية (الكنداسة)، تتقدم اليوم بثقة تامة لقيادة مستقبل الأمن المائي العالمي، مدعومة برؤية وطنية واضحة ومنظومة تشريعية واستثمارية رائدة.

حوار إستراتيجي سعودي-أمريكي وتضاعف قياسي لتأثير المؤتمر:

شهدت أعمال المؤتمر انعقاد طاولة مستديرة برئاسة معالي رئيس الهيئة السعودية للمياه، جمعت قيادات قطاع المياه في المملكة بنظرائهم من الولايات المتحدة. وشارك فيها رئيس هيئة مياه واشنطن (DC Water) ورئيس مجلس إدارة منطقة مياه مقاطعة أورانج، إذ جرى تبادل الخبرات وعرض نماذج الحوكمة والإدارة، إلى جانب مناقشة سبل تطوير البنية التحتية المائية وتعزيز كفاءتها.

وتأتي النسخة الرابعة للمؤتمر بزخم عالمي غير مسبوق؛ إذ ارتفع عدد الدول المشاركة من 20 دولة في عام 2024 إلى 139 دولة هذا العام، وقفز عدد العارضين من 40 إلى أكثر من 100 شركة ومؤسسة. كما شهدت الفعالية تنفيذ 20 برنامجًا تدريبيًا متخصصًا يستهدف نخبة الكفاءات العاملة في قطاع المياه حول العالم، مما يجعل هذه النسخة علامة فارقة في تأثيرها واتساع حضورها الدولي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا