كتبت مروة محمود الياس
الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 12:00 مقد يستيقظ البعض أحيانًا ليجد ألمًا مزعجًا في أحد جانبي الحلق فقط، فيشعر بصعوبة في البلع أو الحديث، دون أن يعاني من نزلة برد أو التهاب ظاهر. هذه الحالة شائعة أكثر مما يُعتقد، وغالبًا ما تُثير القلق لأنها قد تكون عرضًا بسيطًا مؤقتًا، أو علامة على مشكلة أعمق تتطلب تدخلًا طبيًا.
وفقًا لتقرير نشره موقع Vinmec الطبي، فإن التهاب الحلق من جانب واحد ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض سريري ينجم عن مجموعة من الأسباب التي تتفاوت بين الالتهابات البسيطة والأمراض المزمنة أو حتى الأورام. تحديد مصدر الألم بدقة هو المفتاح الأساسي للعلاج الفعّال.
التهاب اللوزتين والتهاب الأنسجة المحيطة
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ألم أحادي الجانب في الحلق التهاب اللوزتين، إذ تقع اللوزتان في مؤخرة الفم وتعملان كخط دفاع ضد الميكروبات. وعندما تتعرضان لهجوم فيروسي أو بكتيري قوي، تلتهبان وتنتفخان، وقد يحدث ذلك في جانب واحد فقط. أحيانًا يمتد الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة، فيتكوّن ما يُعرف بـ الخراج حول اللوزة، وهو تجمع صديدي يسبب ألمًا حادًا في جهة واحدة، وصعوبة في فتح الفم أو البلع، وقد يحتاج إلى تدخل جراحي فوري لتصريف القيح.
حصى اللوزتين ومضاعفاتها
في بعض الحالات المزمنة، تتراكم بقايا الطعام وخلايا الدم الميتة داخل تجاويف اللوزتين، فتتشكل حصى صغيرة ذات رائحة كريهة. يشعر المريض غالبًا بعدم راحة في أحد جانبي الحلق، وصعوبة عند البلع، مع انبعاث رائحة فم مزعجة. ورغم أن الحالة ليست خطيرة، فإنها تستدعي التنظيف المنتظم والمتابعة الطبية لمنع الالتهابات المتكررة.
تورم الغدد اللمفاوية
الغدد اللمفاوية الموجودة على جانبي الرقبة تُعد جزءًا مهمًا من جهاز المناعة، وتستجيب لأي عدوى في الفم أو الحلق بالانتفاخ. عندما يتورم عدد محدود منها في جهة واحدة، يظهر الألم وكأنه في الحلق نفسه. من الأسباب الشائعة لذلك نزلات البرد، أو التهاب الأذن، أو عدوى الأسنان، وأحيانًا أمراض فيروسية مثل داء كثرة الوحيدات. أما في الحالات النادرة، فقد يرتبط التورم المستمر بأمراض أكثر خطورة، مثل الأورام اللمفاوية.
أسباب أخرى محتملة
لا تقتصر أسباب ألم الحلق الأحادي على الالتهابات الموضعية، بل هناك حالات أخرى أكثر تعقيدًا:
متلازمة التنقيط الأنفي الخلفي: حين تتسرب الإفرازات من الأنف إلى الحلق باستمرار، تُسبب تهيجًا مزمنًا غالبًا ما يظهر في أحد الجانبين.
الارتجاع المعدي المريئي: ارتداد حمض المعدة نحو الحلق قد يؤدي إلى حرقة وألم في جهة واحدة، خصوصًا عند النوم على أحد الجانبين.
تلف الأحبال الصوتية: الاستعمال المفرط للصوت في الغناء أو الصراخ قد يُجهد أحد الأحبال الصوتية، فيؤدي إلى ألم موضّع وبحة مستمرة.
الالتهابات الفيروسية في الأطفال: مثل مرض اليد والقدم والفم، الذي يُسبب تقرحات مؤلمة في الحلق غالبًا ما تتركز في جانب واحد.
الأورام الخبيثة: في حالات نادرة جدًا، يكون الألم المستمر في أحد جانبي الحلق علامة مبكرة على سرطان البلعوم أو الحنجرة، ويصاحبه غالبًا بحة مزمنة أو نزيف من الأنف أو فقدان وزن غير مبرر.
متى تحتاج إلى مراجعة الطبيب؟
إذا استمر الألم أكثر من أسبوعين، أو كان مصحوبًا بصعوبة في البلع، أو ارتفاع في الحرارة، أو ظهور كتلة في الرقبة، فعليك التوجه فورًا إلى الطبيب المختص في الأنف والأذن والحنجرة. يقوم الطبيب عادة بفحص البلعوم واللوزتين والغدد اللمفاوية، وقد يطلب فحوصًا إضافية مثل المنظار أو الأشعة إذا شك في وجود التهاب عميق أو ورم.
طرق العلاج وإدارة الأعراض
يعتمد العلاج على المسبب الرئيسي للحالة:
الالتهابات البكتيرية تحتاج إلى مضادات حيوية يحددها الطبيب.
الالتهابات الفيروسية تُعالج بالراحة، وشرب السوائل الدافئة، وتخفيف الألم بمسكنات بسيطة.
الارتجاع المعدي يتطلب تعديل النظام الغذائي وتناول أدوية تقلل من حموضة المعدة.
الخراج أو الحصى قد يتطلبان تدخلاً جراحيًا محدودًا.
كما أن الحفاظ على نظافة الفم، وتجنب التدخين، وترطيب الحلق باستمرار، تُعدّ خطوات فعالة لتسريع الشفاء ومنع الانتكاس.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
