قبل أن تشتعل الميادين بصدام الأقدام، وقبل أن تضيق المدرجات بهتافات الآلاف، ثمة بطولة أخرى تدور رحاها الآن في الوجدان، بطولة أبطالها نساء القارة اللواتي صرن اليوم القلب النابض لانتظار كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب.
لم يعد الوقت مجرد عد تنازلي للساعات، بل تحول إلى حالة شعورية تتسلل إلى أزقة المدن، وتنعكس في بريق العيون، وتتردد في ثنايا الأحاديث اليومية، لتعلن أن العرس الأفريقي قد بدأ بالفعل في النفوس قبل أن تبدأ المنافسة في الملاعب.
في هذا المشهد المتجدد، تبرز المرأة الأفريقية كحارسة لشعلة الشغف؛ فهي لا تنتظر الصافرة لتعلن انطلاق البطولة، بل تعيشها حلماً يتشكل في مخيلتها وهي تتخيل الأعلام ترفرف والأهازيج تهز الأركان، لقد تحول دورها من متابعة من بعيد إلى شريكة أساسية في صياغة الهوية الكروية، تحمل الكرة في قلبها كإرث وطني، وتورثها للأجيال كقيمة راسخة، لتمنح هذه النسخة المغربية طابعاً وجدانياً فريداً يمزج بين رقة المشاعر وحماس الانتماء.
وعلى اختلاف المسافات، من الدار البيضاء إلى أبيدجان، ومن القاهرة إلى قلب باريس، توحدت أصوات النساء في سيمفونية واحدة تعزف لغة القلب، ومن خلال قصصهن، تكتسب كأس أمم إفريقيا 2025 أبعاداً إنسانية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، حيث يكتبن بانتظارهن حكاية قارة يؤلف بين شعوبها الأمل، ويحركها الفخر بالهوية المشتركة.
تستحضر سارة، مديرة مجال الأدب بالمغرب، هذه الطاقة قائلة: "بالنسبة لي، كرة القدم ليست مجرد مباراة، بل هي ملحمة إنسانية نعيش فصولها معاً. حتى في صمت ما قبل البطولة، أشعر بكهرباء خاصة تسري في الأجواء؛ فالألوان والانتظار هما جوهر الإحساس، وكامرأة، أجد نفسي جزءاً لا يتجزأ من كل تفصيلة في هذا العرس القاري".
ونقل الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عن مشجعة كرة القدم، مريم، الباحثة في علوم التربية، تأكيدها على أن هذا الانتظار هو "اللغة العالمية" التي تجمع الغرباء، حيث يذوب الجمود وتبدأ الحوارات الجماعية العابرة للحدود، لتصبح كل مشجعة جسراً يربط بين الثقافات قبل ركلة البداية.
هذا المغناطيس الكروي دفع سارة، مسؤولة الاتصال المقيمة في باريس، لترك كل شيء والعودة إلى الجذور المغربية، مؤكدة أن المشاعر التي تسبق المباريات تعيد وصلها بهويتها الأفريقية وتمنحها فخراً لا يضاهى.
وفي كوت ديفوار، تصف المشجعة عائشة حالة "القشعريرة" التي تصيبها مع كل حديث عن البطولة في الشوارع، معتبرة أن التواجد وسط مشجعين من كل فج عميق هو الفخر الحقيقي بجمال القارة.
أما هدى، الأم المصرية التي قطعت المسافات مع أطفالها، فهي تجسد أسمى معاني انتقال الشغف؛ إذ ترى أن غرس حب الوطن والكرة في نفوس صغارها يبدأ من لحظات الترقب هذه، حيث تشرح لهم معنى الانتماء بينما يراقبون نمو الحماس في أعينهم يوماً بعد يوم.
اليوم، وقبل أن يلمس اللاعبون الكرة، تنبض قلوب النساء في كل مكان بإيقاع البطولة، ليؤكدن أن كأس أمم إفريقيا، هي ملحمة إنسانية تُعاش بالحب والانتماء قبل أن تحسم الأهداف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
