تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطعًا مصورًا يظهر الممثل الأمريكي تايلور تشيس، النجم السابق لقناة Nickelodeon، في وضع غير مألوف، إذ ظهر بلا مأوى في شوارع مدينة لوس أنجلوس، وهو الأمر الذي أثار قلق الجمهور وزملائه السابقين في الوسط الفني.

مشهد مؤثر في ريفرسايد

وثّق المقطع الذي جرى تصويره في سبتمبر الماضي بمنطقة ريفرسايد، تشيس البالغ من العمر 36 عامًا، وهو في حالة بدت متعبة وملابسه متسخة، ويعكس تراجعًا واضحًا عن صورته المعروفة خلال فترة تألقه في مسلسل Ned"s Declassified School Survival Guide. سأل المصورة تشيس عن هويته الفنية، فأوضح أنه كان يعمل مع Nickelodeon وأن دوره الأشهر كان في المسلسل المذكور.

ردود الفعل على الفيديو كانت فورية، حيث انطلق المتابعون للتعبير عن حزنهم وتعاطفهم مع حالة النجم السابق، فيما أعاد المشهد إلى الأذهان مرحلة المراهقة التي ارتبطت بأعماله الشهيرة في مطلع العقد الأول من الألفينات.

زملاء تشيس السابقون يعبّرون عن صدمتهم

تحدث زملاء تشيس في العمل، دانيال كيرتس لي وليندسي شو وديفون ويركهايزر، عن مقطع الفيديو خلال حلقة بودكاست Ned"s Declassified Podcast Survival Guide في 24 سبتمبر.

أوضح لي أن مشاهدة صديق قديم في هذا الوضع كانت تجربة صعبة للغاية، وأن المشاعر تراوحت بين الغضب والحزن والشعور بالعجز.

وأضاف أنه في البداية لم يصدق الأمر، ظنًا أنه مجرد ظرف عابر، لكنه لاحقًا لاحظ مقاطع أخرى تؤكد أن تشيس يمر بمرحلة صعبة فعلًا. وأكد لي أنه يأمل في قدرة زميله على التعافي، لكنه يرى أن الأمر قائم على الأمل أكثر من الواقع، ويعبّر عن رغبته في زيارته ومحاولة التواصل معه دون فرض ضغط نفسي عليه.

من جانبها، قالت ليندسي شو إنها ترغب في لقاء تشيس شخصيًا لتقديم الدعم والتعبير عن الحب والاهتمام، مشيرة إلى صعوبة مشاهدة شخص تربطهم ذكريات مشتركة يمر بهذه المرحلة الحرجة.

وأضاف ويركهايزر أن تصوير الفيديو ونشره قد يكون مؤلمًا، لكنه اعتبر أن السيدة التي نشرته كانت نيتها حسنة، وهدفها لفت الانتباه إلى وضع إنساني بحاجة إلى دعم. كما أشار إلى أن رؤية شخص عزيز من مرحلة مميزة في حياته يصل إلى هذه الحالة يمثل صدمة كبيرة، ويطرح تساؤلات حول تقلبات الحياة وعدم استقرار مسارات الفنانين.

مسيرة تايلور تشيس الفنية

بدأ تشيس مسيرته الفنية في سن المراهقة مطلع العقد الأول من الألفينات، واشتهر بدوره مارتن كويرلي في مسلسل Ned"s Declassified School Survival Guide، الدور الذي منحه شهرة واسعة بين جمهور الشباب في تلك الفترة.

وتابع مسيرته بالظهور في مسلسل Everybody Hates Chris عام 2005، وأدى دور Young Adam في فيلم Good Time Max عام 2008، إلى جانب مشاركات أخرى أقل شهرة.

رغم نجاحه المبكر، تبرز حالته الحالية كدليل على أن الشهرة المبكرة لا تضمن استقرارًا دائمًا، ولا تحمي من الأزمات الشخصية أو المادية، الأمر الذي يعيد النقاش حول غياب الدعم المستدام للفنانين بعد انتهاء فترة أضوائهم.

صدى القضية على منصات التواصل

أحدث مقطع الفيديو تفاعلات واسعة بين الجمهور، حيث عبّر كثيرون عن قلقهم وتمنياتهم بتلقي تشيس الدعم المناسب للخروج من وضعه الحالي. وتناولت وسائل الإعلام الحالة من زوايا إنسانية، مشددة على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للفنانين الذين يواجهون صعوبات بعد انتهاء مراحل الشهرة.

وتواصلت صحيفة Daily Mail مع إدارة قناة Nickelodeon للحصول على تعليق رسمي حول وضع تشيس الحالي، ولم يصدر أي رد حتى الآن، ما زاد من تساؤلات الجمهور حول دور المؤسسات الفنية في متابعة ودعم الفنانين بعد انتهاء نشاطهم في الأضواء.

تحديات صناعة الترفيه

تسلط الحالة الضوء على الجانب الصعب من صناعة الترفيه، إذ يواجه بعض الفنانين الشباب تحديات كبيرة بعد انتهاء شهرتهم المبكرة، خصوصًا عند غياب الدعم المالي والنفسي. كما تعكس القصة حاجة الفنانين إلى شبكة دعم مستدامة تحميهم من الانحدار المفاجئ إلى ظروف صعبة.

وهنا، يبقى تايلور تشيس مثالًا على تقلبات حياة النجوم، وعلى أهمية متابعة ودعم الفنانين بشكل إنساني بعيدًا عن المبالغات الإعلامية، فيما يتابع الجمهور عن كثب مستجدات حالته، ويأمل في أن يجد الدعم الذي يساعده على العودة إلى استقرار حياتي وفني.