الطفل / سيدتى

ماذا يحدث عندما تُصادرين طفلك المراهق؟ وكيف تفعلين ذلك؟ 

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

أدمن المراهقون هواتفهم الذكية، ولم نعد كأهالي قادرين على السيطرة، والتحكم بهذا الأمر، فهم يحرصون دائماً على إبقاء هواتفهم قيد التشغيل ومعهم، وتنتابهم تغيرات في السلوك، مثل الصراخ والغضب، الذي يصل إلى العنف، ذلك أنهم غير قادرين على تنظيم مشاعرهم والتعبير عن ردود فعل شديدة عند الانفصال عن أجهزتهم، وهم مصابون بنفاد الصبر، والتهيج، والقلق، وعدم القدرة على التركيز في المدرسة عند الانفصال عن الهاتف، وتتزايد لديهم التحديات الاجتماعية واضطرابات النوم، فماذا يحدث عندما تُصادرين طفلكِ المراهق؟ وكيف تفعلين ذلك؟ اتبعي النصائح التي أدرجها الاختصاصيون والتربويون.

ما هو الحد المفرط للبقاء على الإنترنت؟

ما هو الحد المفرط للبقاء على الإنترنت؟


مع ذلك، يتساءل العديد من الآباء عما إذا كان الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت يُؤثر سلباً على جوانب أخرى مهمة من نموهم. حيث إن هناك أطفالاً على خلاف مع آبائهم حول كيفية استخدامهم للأجهزة الإلكترونية. حيث لا يُمكن للوسائط الإلكترونية أن تُعلّم الطفل جميع جوانب التواصل المباشر المهمة، مثل الإشارات الاجتماعية ولغة الجسد عند الطفل. حتى وصل المراهقون لدرجة أنهم يفضلون مراسلة معالجيهم أثناء جلسة العلاج بدلاً من التحدث معها مباشرةً.
كما أن الإفراط في الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي قد يضر بمهارات التواصل لدى الطفل. وما نلاحظه لدى الأطفال الذين يعتمدون بشكل أساسي على الرسائل النصية أو الفورية هو تراجع في قدرتهم على المشاركة في حوارات العشاء، والتركيز، والاستماع الفعال. إن قدرتنا على الاستماع وفهم نبرة الصوت، والمشاعر الكامنة وراء الكلمات المنطوقة أو المكتوبة، هي من أهم أدواتنا البشرية للتواصل والتفاعل. وبدون ممارسة، يُخاطر الأطفال بفقدان هذه المهارات الحوارية لدى الطفل المهمة.

الآثار النفسية لإزالة الأجهزة من أيدي المراهقين

الآثار النفسية لإزالة الأجهزة من أيدي المراهقين


كثيراً ما نتحدث عن المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية عند المراهق الناتجة عن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية، نظراً لكثرة الأبحاث التي أُجريت في هذا المجال. قد يُدخلك سريع على في دوامة من المعلومات، التي تُشير إلى مخاطر قضاء وقت طويل جداً على الأجهزة. مع ذلك، لا بد من إلقاء نظرة على الجانب الآخر من هذه الأبحاث. ماذا يحدث عندما يكون لديك طفل أو مراهق مُدمن على جهازه الإلكتروني ثم يُسحب منه؟ لنأخذ هذا السيناريو كمثال: ابنك المراهق يستخدم هاتفه باستمرار، للتواصل الدائم مع أصدقائه، ومشاهدة الفيديوهات بانتظام، سواءً عبر أو تيك توك. ثم يرتكب بعض الأخطاء، إما بسبب الجهاز أو سلوكيات أخرى، فتضطرين إلى سحب الجهاز منه فوراً ولفترة طويلة. أنصحك بمراقبة سلوك طفلك جيداً بعد سحب الجهاز منه، لكن ما هي ردود الأفعال التي ستواجهك، والتي عليكِ التأهب لمواجهتها بنفسك:

  • ستشعرين برعب شديد من أن يُقدم طفلك على فعل متهور في لحظة ذعر. وقد هدد مراهقون بالانتحار، وهناك العديد من الحالات التي دخل فيها أطفال في حالة اكتئاب حاد بعد سحب هواتفهم.
  • عندما يُحرم المراهق من التواصل مع أصدقائه، ستكون هناك ردة فعل عاطفية قوية، وانهيار في العلاقة بين الوالدين والطفل.
  • يميل الأطفال إلى الانعزال عن والديهم. كما أنهم لا يحاولون حل مشاكلهم، ولا يتحدثون مع والديهم. أنتِ بذلك تُهيئين نفسك لمراهق غير أمين، لأنه يحتاج إلى هذا التواصل، وسيلجأ إلى سلوكيات ملتوية للحصول عليه.
  • يشعر بعض الأطفال بأنه عندما يصادر الآباء هواتفهم، فإن انتهاك الخصوصية المحتمل أسوأ من فقدان إمكانية الوصول إليها.
  • قد تتراجع درجاتهم، خصوصاً إذا قمت بتفتيش الهاتف لدى ابنتك، فالفتيات يشعرن وكأن آباءهن يعتبرونهن "غير جديرات بالثقة"، وبالتالي، لا يثقن بآبائهن.
  • اعلمي أن سحب الجهاز سيُقابل بمقاومة. لكن لا تستغربي عندما يعود طفلك إلى سلوكياته المحبة والسعيدة والمناسبة لعمره التي افتقدتها. هذا هو الإجماع السائد الذي أسمعه من الآباء بعد سحب الأجهزة لفترة من الزمن. إنهم "يستعيدون طفلهم".

كيف أتصرف عندما أريد سحب الهاتف من ابني؟

كيف أتصرف عندما أريد سحب الهاتف من ابني؟


ينصح العديد من الخبراء الآباء بتعليم أطفالهم كيفية استخدام الهواتف بشكل صحيح من خلال الحد من استخدام أبنائهم المراهقين للهواتف ووسائل الإعلام الأخرى، عندما تشعرون بأنهم يستخدمونها بشكل غير لائق. لكن بعض الخبراء يعتقدون بأن مخاطر مشاركة المراهقين وتواصلهم الاجتماعي عبر الإنترنت قد تكون مبالغاً فيها؛ فمعظم المراهقين أكثر قدرة على تجنب الأخطاء الإلكترونية مما قد يتصوره البعض. كما أن الكثيرين منهم أصبحوا أكثر وعياً بكيفية تقديم أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يستخدمون لتسويق أنفسهم بشكل إيجابي للالتحاق بالجامعة، ويحتفظون بحسابات متعددة على إنستغرام للاستخدام الشخصي أو لعرض أعمالهم، مع ذلك يمكن الحد من هذا الاستخدام كالآتي:

ناقشي طفلك عن سبب سحب الهاتف

ألا تسحبي الهاتف من طفلك في لحظة انفعال شديد وأنت غاضبة منه. هذا صعب. اجلسي مع طفلك بعد أن تهدأ مشاعر المراهق وناقشي معه سبب سحب الجهاز، فهذا سيساعد على تخفيف بعض المشاعر المقلقة التي قد تنتابه. اسأليه إن كان يفهم سبب حرمانه من استخدام الجهاز. اسأليه عما يراه مناسباً لاستعادة وقت استخدامه. إن إظهار فرصة له لاستعادة حقه في استخدام الهاتف سيشجعه ليس فقط على التصرف بشكل لائق، بل سيزيل أيضاً شعوره بأنه "سيُفقد إلى الأبد".

انتبهي لعلامات الاكتئاب

تعاملي مع أي تهديدات بإيذاء أنفسهم بجدية. في كثير من الأحيان، يتصرف الشباب بانفعال شديد في ذروة انفعالاتهم، دون التفكير في العواقب طويلة الأمد. ببساطة، يشعرون أن هذه المشاعر تفوق قدرتهم على التحمل. تحدثي معهم عما يشعرون به، ولماذا يشعرون بالخوف، أو الانزعاج، أو الوحدة، أو الغضب، وما إلى ذلك. إن مساعدتهم على فهم المشاعر المرتبطة بأجهزتهم الإلكترونية قد يقودك إلى محادثات أعمق حول كيفية تجنب هذا النوع من الإدمان بعد استعادة الجهاز.
أخيراً، على الرغم من أنك قد تشعرين بالغضب من طفلك، فإن إظهار التعاطف مع الطفل والتفهم لمشاعره، قد يساعد في تهدئة الموقف المتوتر، كما أنه يعزز علاقتك الرقمية به.

ضعي حدوداً للاستخدام

وضع حدود لاستخدامها بحيث تلتزم بها جميع أفراد الأسرة. على سبيل المثال، يمكن للعائلات تخصيص وقت لتناول العشاء؛ حيث يضع الجميع هواتفهم جانباً ويتواصلون مع بعضهم البعض. أما بالنسبة للعائلات التي تكون مشغولة، فإن ركوب السيارة يُعد هذا فرصة جيدة أخرى للانقطاع عن الأجهزة الإلكترونية والتحدث مع بعضهم.
يجب مراقبة بعض التطبيقات التي يستخدمها المراهق، ويمكن ضبطها لحجب المواقع المشتتة بعد فترة زمنية محددة. وتُعدّ هذه الأدوات مفيدة بشكل خاص للأطفال الذين يجدون أنفسهم مشتتين أو مُرهقين من وسائل التواصل الاجتماعي أثناء أداء واجباتهم المدرسية أو قبل النوم.

ركزي على الدرس من سحب الهاتف

لا تعاقبوا الطفل بشكل خاطئ، مثلا إذا خالف طفلك حظر التجول، فإن سحب الهاتف منه لا علاقة له بهذا السلوك على الإطلاق. أنت بذلك لا تتواصلين مع الطفل، بل تجعلينه يشعر بالسوء، ظناً منك أن هذا يساعده على التعلم، ولكنه في الواقع يعلمه التسلل أو يجعلك تعتقدين بأنك أنت المعاقبة.
بل ركزوا على الدرس بدلاً من العقاب فهو أكثر فعالية مع المراهقين. كما يجب عليك التواصل مع أبنائك قبل تصحيح أخطائهم. إذا ضبطت ابنك المراهق ينشر شيئاً غير لائق، فخطوتك الأولى هي سؤاله عن سلوكه، والسماح له بشرح دوافعه.

افعلي ذلك لفترة محدودة

يجب منع الرسائل النصية لفترة محددة، أو وضع الهاتف في غرفتك إذا كان يعيق مهامك الأخرى. ويجب أن يركز هذا الإجراء أيضاً على السلوك الإشكالي. ليس من الضروري سحب الهاتف نهائياً. إذا استخدم طفلك سناب شات أو إنستغرام وأرسل صورة غير لائقة، فاحذفي التطبيق من هاتفه. لفترة معقولة. لكن لا تكوني متشددة.
من المهم أن يدرك الآباء أن تنظيم استخدامهم للهواتف أمرٌ يحتاج الأطفال إلى تعلمه أيضاً، أحياناً بالتجربة والخطأ. فالهدف هنا هو تعليم الأطفال كيفية إدارة علاقتهم بالتكنولوجيا، مع إدراك أن التكنولوجيا هي محور حياتهم بأكملها.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا