تحولت فاكهة «الدوريان» الاستوائية من مجرد سلعة زراعية إلى أداة «دبلوماسية» فاعلة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا، مدفوعة بطلب صيني هائل استحوذ على 95% من الإنتاج العالمي بقيمة واردات قياسية بلغت 7 مليارات دولار في عام 2024.
وأصبحت الفاكهة، التي وصفها المستكشفون الصينيون قديماً بـ «كريهة الرائحة»، وسيلة لتعزيز الروابط السياسية، حيث يحرص قادة دول مثل ماليزيا وتايلاند على إهدائها للمسؤولين في بكين كرمز للصداقة. وانعكس هذا «الهوس الصيني» إيجاباً على اقتصاد المنطقة، محولاً قرى زراعية فقيرة إلى مراكز ازدهار عمراني وتعليمي، كما حدث في ماليزيا التي تطلق على صنف «موسانغ كينغ» اسم «هيرميس الدوريان» لمكانته المرموقة في السوق الصينية.
وفي سياق استراتيجية «طريق الحرير الغذائي» التي تنتهجها بكين لتأمين أمنها الغذائي، تزايدت الواردات الزراعية من دول «آسيان» بنسبة 14% في الربع الأول من عام 2025، مدفوعة برغبة دول المنطقة في التقارب مع نفوذ بكين الاقتصادي، خاصة في ظل تقلبات السياسات التجارية الأمريكية والرسوم الجمركية.
وعلى الرغم من المكاسب الاقتصادية، حذر خبراء بيئيون من عواقب نمو هذه الزراعة، حيث تسبب التوسع العشوائي لمزارع الدوريان في إزالة مساحات شاسعة من الغابات بإندونيسيا ولاوس وماليزيا، ما هدد النظم البيئية وأنواعاً نادرة مثل النمر الماليزي، وهو ما يضع دول المنطقة أمام تحدٍّ موازٍ يتمثل في موازنة الاستفادة من الطلب الصيني مع حماية البيئة المحتضنة لهذه «الفاكهة الدبلوماسية».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
