مصر اليوم / الطريق

لماذا اختارت ”حماس” يحيى السنوار لرئاستها.. وما مصير التهدئة؟اليوم الأربعاء، 7 أغسطس 2024 01:33 مـ

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

المنطقة أنقلبت رأسًا على عقب، وذلك عندما خرجت علينا حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بقرار تكليف "يحيى السنوار" بمنصب رئيس المكتب السياسي، وهذا يدل على أن مفاوضات غزة أصبحت في خطر حقيقي، وأن جميع الأطراف اتخذوا قرار نهائي على ما يبدو "الحرب الشاملة"، وجاء اغتيال إسماعيل هنية خطوة نحو التصعيد وإنزلاق المنطقة بأكملها إلى بئر الصراعات المسلحة.

في البداية، كشفت تقارير من مصادر مختلفة أن فكرة تكليف "السنوار" جاءت بعد أن كانت بورصة الأسماء المعروضة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة "حماس"، محسورة بين أسماء بعينها، بل ومالت في الساعات الأخيرة نحو اسم محدد وهو "خليل الحية"، وتوقع الجميع بأن يكون هو الأقرب لخلافة الشهيد إسماعيل هنية في إدارة الحركة، إلا أن ما جرى كان مفاجئًا للجميع.

وأشار التقرير إلى أن حركة “حماس” وبعد فتح باب التشاور داخل مؤسساتها الشورية والقيادية، لم تختار أحد من المرشحين "ذات الوزن الكبير" من بينهم "خالد مشعل، وخليل الحية، وموسى أبو مرزوق"، والتي كانت الكفة تميل بكل ثقلها نحو مشعل لتولي منصب رئاسة الحركة خلفًا لـ"هنية"، الذي تم اغتياله قبل أيام في العاصمة الإيرانية طهران، فقررت أن يكون رئيسها هو قائدها الحركة بغزة.

الغموض وراء اختيار "السنور"

يحيى السنوار، بات رسميًا هو رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وتعيينه خلق حالة من البلبلة والغموض وأسئلة كثيرة باتت تبحث عن إجابات، حول الأسباب والدوافع والرسائل من هذا القرار خاصة في ظل الحرب الطاحنة على غزة المستمرة منذ أكثر من 300 يومًا.

قدرة "السنوار"، هذا القيادي على حمل الحركة وهمومها في الداخل والخارج، خاصًة تصدرها بمشهدي الحرب ومفاوضات وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.

وليلة أمس، أعلنت حركة "حماس"، اختيار زعيمها في غزة (يحيى السنوار)، رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لـ"إسماعيل هنية"، وقالت في بيان: "تعلن حركة حماس عن اختيار القائد السنوار (61 عامًا) رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا للقائد الشهيد إسماعيل هنية".

في سياق متصل، لم تذكر "حماس" أي تفاصيل أخرى بالخصوص، لكنها أعلنت في بيان السبت الماضي، أن قيادتها باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة خلفًا لـ"هنية"، الذي جرى اغتياله في طهران فجر الأربعاء الماضي، إثر هجوم نُسب لإسرائيل.

ووفق النظام الداخلي لـ"حماس"، تُختار الشخصيات في المناصب القيادية عبر انتخابات داخلية تجريها الحركة كل أربع سنوات، ويشارك فيها أعضاؤها في قطاع غزة وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويختار أعضاء مجلس الشورى الشخصيات المرشحة لمنصب معين، ومن ثم تُطرَح الأسماء للتصويت عليها، والفائز بأعلى أصوات يحوز المنصب، وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، انتخب "السنوار" رئيسًا للحركة في القطاع عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.

وأصبح "السنوار"، الذي قضى نصف حياته تقريبًا في السجون الإسرائيلية، أقوى قيادي في حركة "حماس" بعد اغتيال "هنية"، وهو ما يجعل المنطقة على شفا صراع أوسع نطاقًا بعد أن توعدت إيران بالانتقام.

وتعتبر إسرائيل "السنوار" مهندس عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر ، والتي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها "السيوف الحديدية".

وبعد ساعات من إعلان الحركة، دعا الخارجية الاسرائيلي، يسرائيل كاتس الى "تصفية سريعة" لـ يحيى السنوار، وكتب كاتس على منصة اكس أن تعيين الارهابي "يحيى السنوار" على رأس حماس خلفا لـ"اسماعيل هنية"، هو سبب إضافي لتصفيته سريعًا ومحو هذه المنظمة الحقيرة من الخارطة.

المهمة الصعبة

وتابع أن "السنوار"، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم (طوفان الأقصى) 7 أكتوبر 2023.

ورأى كايس أن تعيين "السنوار" يحمل رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة الإسرائيلية له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة.

وفي دلالة على اتحاد الحركة حول اختيار السنوار، قال خالد مشعل، الزعيم السابق الذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لهنية، من مصادر رفيعة المستوى في الحركة، إنه دعم السنوار وفاء لغزة وشعبها التي تخوض معركة طوفان الأقصى، والتي قدمت قوافل الشهداء، ولازالت تخوض معركة الأمة.

وبالنسبة لإسرائيل، يؤكد هذا الاختيار أن حماس هي العدو الذي يهدف إلى تدميرها، وقد يشد هذا من عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن تواصل إسرائيل حملتها في غزة حتى .

وقال دبلوماسي بالمنطقة مطلع على محادثات تتوسط فيها وقطر بهدف وقف القتال في غزة واستعادة 115 "رهينة" إسرائيلية وأجنبية مازالوا محتجزين في القطاع إن اختيار السنوار يعني أنه يتعين على إسرائيل مواجهة السنوار في التوصل إلى حل لحرب غزة، وفق رويترز.

وأضاف "إنها رسالة صلابة ولا هوادة فيها".

وقال المسؤول في "حماس"، أسامة حمدان للجزيرة إن الحركة ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق وإن الفريق الذي تولى المفاوضات تحت قيادة هنية سيستمر تحت قيادة السنوار الذي قال إنه يتابع المحادثات عن كثب.

وأكد كذلك هاني المصري، المحلل السياسي في الله، أن اختيار السنوار لرئاسة "حماس" هو أبلغ رد على اغتيال هنية وتحدي لإسرائيل ورسالة على تمسك حماس بالنهج المتشدد والمقاوم”، مضيفًا “السنوار كما يدير المفاوضات سيدير الحركة وبالتأكيد سيكون هناك قيادات في الحركة يمثلها في الخارج.

كما قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، إنه “لا شك أن اختيار السنوار لهذا المنصب هو تحدي للاحتلال الإسرائيلي، ودليل على أن الرجل ما زال بفعالية وقوة ومسيطر على الميدان” في غزة رغم الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 10 أشهر.

وأضاف المدهون، وفق تصريحات على لسانه، أن اختيار السنوار للمنصب الجديد جاء بالسياق الطبيعي داخليًا؛ لأنه كان بمثابة نائب هنية كونه رئيس حماس في غزة، وتابع: "السنوار رجل قوي قادر على إدارة الأمور، ومن الطبيعي اختياره لخلافة هنية"، لافتا: "كان أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب إلى جانب رئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل".

وأوضح أنه من المتوقع أن يصدر عن السنوار قريبًا حديث، ولو كتابي، يُعلن فيه عن حضوره كرئيس للمكتب السياسي لحماس، وهذا أمر طبيعي.

كما قال الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، إن حركة حماس اختارت رئيسا لها من قلب المعركة، ومن قلب الميدان، من قبل قطاع غزة التي تقود المعركة ومن قلب النفق، موضحًا أنه يجري عليه ما يجري على المقاتل في الميدان وعلى الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد أن اختيار "السنوار" من قلب المعركة رسالة على المستوى المعنوي والتعبوي والمستوى السياسي، أن حركة حماس تختار لها قائدًا موجود في قلب المعركة وقلب الميدان، موضحًا أن اختيار السنوار رسالة لكل من يشوه حركة حماس بهذه المعركة ولكل الذين شوهوا الأخ إسماعيل هنية فترة طويلة وهم يتحدثون عنه وعن أمواله وعن فنادقه في الخارج، وقد دفع أبناءه وأحفاده ونفسه شهيدًا، ها هو رئيس حماس الجديد موجود في قلب المعركة وسط الدمار والقصف.

وبين أن "السنوار" لا يقود معركة فقط بل قاد حركة حماس في قطاع غزة وتدرج في السلم التنظيمي، مشيرًا إلى أنه كان له دورًا مهمًا في تطوير العمل المقاوم في قطاع غزةـ، ولفت إلى أن القائد السنوار كان أحد رواد صناعة الوحدة الوطنية في المشهد الفلسطيني، مؤكدًا أنه كان يقف خلف قرار الوحدة وإنهاء الانقسام مع حركة فتح، مشددًا أن اختيار السنوار رسالة تعبوية مضادة للكيان الإسرائيلي، موضحًا أن الاحتلال ظن باغتيال هنية أنه سيخلق فوضى داخل حماس، لكن اختيار السنوار شكل ضربة له.

ويبقى التساؤل أمام هذه المفاجئة.. هل سينجح السنوار بقيادة حماس؟ وإلى أين؟ وهل تعيينه رئيسًا للحركة هو بداية عهد جديد؟ وماذا عن الدول العربية؟.

اقرأ أيضًا: نرصد خرائط الامطار المتوقعة خلال نهاية اليوم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا