منيف نايف وجابر الحمود حذرتهم من حيل المهربين واستغلال حسن نيتهم
إذا كنت تعتزم السفر قريبا سواء إلى خارج الكويت أو عائدا اليها، فلتحذر الحقائب المجهولة، فالطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، حيث يقترب منك أحدهم في المطار وفيما تنهي اجراءات الـ(Boarding) ووزن الحقائب، وبلغة رقيقة مهذبة، وبوجه تكسوه علامات الطيبة، طالبا إليك ادراج حقيبة أو أكثر ضمن حقائبك على الميزان، والذرائع هنا كثيرة ومتنوعة، أشهرها على الاطلاق أن معه وزنا زائدا أو أن حقائبه تتجاوز عدد القطع المسموح بها من شركة الطيران، تغلب عليك طبيعتك الانسانية، تفكر قليلا، فيفاجئك بسيل من الدعاء لك ولأسلافك الراقدين تحت التراب! تبدي شيئا من التردد أو التمنع فيزيد في إلحاحه و استعطافه، مستخدما تراثا طويلا، يحث على وجوب مد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها، خصوصا وأن ذلك لن يكلفك مالا ولا جهدا اضافيا، وما إن تظهر علامات القبول على وجهك سرعان ما يضع حقائبه على الميزان حيث تدرج على جواز سفرك وتذكرتك وتصبح انت المسؤول عنها أمام القانون، تفعل ذلك بحسن نية شديد، ولا تدرك أن الامر ربما تكون وراءه مصيبة قد تدفعك دون ذنب أو جريرة الى حبل المشنقة أو الى السجن المؤبد.فمع دخول فصل الصيف والسفر والسياحة، حذرت الادارة العامة لمكافحة المخدرات المسافرين من تسلم امتعة او حقائب من مسافرين آخرين في المطارات خلال سفرهم لأن الأمر يعرضهم للحبس المؤبد أو الاعدام حسب القانون.وأشارت الادارة ـ في بيان أصدرته أمس ـ إلى وجود حيل يستخدمها المهربون أحيانا مستغلين حسن نية المسافرين ويقومون باعطائهم أمتعة أو حقائب في المطارات قد تحتوي على مواد مخدرة.واكدت الادارة أن المادة رقم (31) من القانون رقم (74) لسنة 1983 في شأن مكافحة المخدرات تنص على أن “يعاقب بالاعدام أو الحبس المؤبد كل من استورد أو جلب بالذات أو بالواسطة أو صدر مواد أو مستحضرات مخدرة أو ساعد في شي من ذلك كفاعل اصلي او شريك وكان ذلك بقصد الاتجار”.في السياق، حذرت مصادر من أن بعض المهربين يستغلون الطلبة أحيانا بحجة ارسال طعام إلى أسرهم في الكويت ويلغمون الاطعمة بالمخدرات والحبوب ما يعرض الشخص إلى المساءلة القانونية.من جهته، قال المحامي جراح الواوان: إن تجار المواد المخدرة معروف عنهم الدهاء والذكاء وابتكار الوسائل المختلفة والمتنوعة في اخفاء جريمتهم بقصد الافلات من العقاب وتحقيق المكاسب السريعة التي يريدونها، موضحا أن من طرق التهريب التي يلجأ إليها المهربون غالباً إعداد مخابئ سرية في الحقائب أو في وسائل النقل، أو عن طريق اخفائها بداخل حقائب وتسليمها للاشخاص لتهريبها عبر المطار.في الاطار نفسه، كشفت احصائية أصدرتها النيابة العامة أن عدد قضايا الاتجار وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية بلغ 20 ألفا و29 قضية، كما بلغ عدد المتهمين الاجمالي في هذه القضايا 26 الفا و232 ، 51.4% منهم كويتيون.كما كشفت دراسة تحليلية أعدتها إدارة الإحصاء والبحوث التابعة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والإحصاء بوزارة العدل، أن المحاكم أصدرت خلال السنوات العشر الاخيرة أكثر من 50 ألف حكم في مختلف درجات التقاضي ضد متهمين بقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية، فيما توفي 34 شخصاً نتيجة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وحكم على 157 متهما بالإعدام، و1125 بالحبس مدى الحياة أو المؤبد.المصدر: السياسة.الأكثر قراءة
