ضجة كبيرة أحدثتها وسائل الإعلام الغربية بتداول إعلان الطيارين الذي أصدرته سلطة الطيران المدني المصري، تطالب فيه من شركات الطيران المصرية تفادي أجواء طهران اليوم الخميس، لعدة ساعات، تحديدًا مع الساعات الأولى من صباح يوم الثامن من أغسطس للفترة ما بين الثالثة فجرًا حتى السادسة صباحًا.إعلان الطيارين، الذي تناقلته وسائل الإعلام الغربية، نقلا عن موقع تتبع رحلات الطيران العالمي “فلايت رادار”، لم يوضح أي أسباب حول هذا المنع لشركات الطيران المصرية من التحليق بمحيط أجواء طهران ، فقط ذكر الساعة التي يجب أن تتوقف خلالها الرحلات وهي من الساعة 0100 حتى الساعة 0400 ( 3AM- 6A.M) بتوقيت جرينتش العالمي، وأيضًا ذكر أن رحلة مخططة في هذا التوقيت لن يتم قبولها.

ووصف “فلايت رادار الإشعار الذي أصدرته السلطات المصرية بإنه إشعار ”غريب”، أن تصدر مصر مثل هذا البيان. لكن سرعان ما لحقته مصادر حكومية مصرية بإعلانها أن قرار السلطات المصرية بمنع الطائرات المصرية من العبور فوق أجواء طهران جاء بناءًا على بلاغ من السلطات الإيرانية لكل شركات الطيران المدني في العالم بتجنب التحليق فوق أجواءها خلال هذا التوقيت بسبب إقدامها على تدريبات عسكرية في الأجواء. وقالت وزارة الطيران المدني المصري، إنه في ضوء الإخطار الوارد من جانب السلطات الإيرانية المعنية بشأن تحذيرات موجهة لكافة شركات الطيران المدني العابرة فوق المجال الجوي الإيراني  ، بأنه سيجرى  تدريبات عسكرية على مدار يومي  7 و 8 أغسطس الجاري ، خلال الفترة من الساعة  11:30 إلى 14:30 يوم 7/8/2024، والفترة من 04:30 إلى 07:30، يوم 8/8/204 وذلك بتوقيت طهران، فإنه حرصا على سلامة ركاب الطائرات المصرية وتطبيقا للمعايير القياسية الدولية فى هذا الشأن، فقد أصدرت سلطة الطيران المدني المصرية إخطارًا إلى جميع شركات الطيران المصرية بعدم المرور فوق المجال الجوي الإيراني خلال الفترات المشار إليها، لتجنب أي أخطار تؤثر على سلامة الطيران.

بالعودة إلى وصف موقع تتبع رحلات الطيران العالمي “فلايت رادار”، إعلان الطيارين المصري بأنه “غريب”، فإن الموقع العالمي لتتبع الحركة الجوية لرحلات الطيران حول العالم، يرصد منذ اللحظة الأولى توتر الأجواء في الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية، بسبب النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، ونشر “فلايت رادار لعدة أيام متتابعة أزمة غلق الأجواء المحيطة بالمنطقة العربية لغالبية البلدان تحديدًا، يوم التوعد الإيراني بالرد على إسرائيل بعد استهداف سفارة طهران في أبريل الماضي. منذ ذلك التوقيت ظلت المناوشات العسكرية بين إسرائيل وإيران تغازل أجواء المنطقة العربية، تارة تلجأ بعض الدول لإغلاق أجواءها وتارة أخرى تمنع سلطان طيران الدول ناقلاتها الوطنية من التحليق بمحيط أجواء إيران تحسبًا لأي تصعيد وإزداد التهديد بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.منذ أبريل الماضي تتحمل الأجواء المصرية وسلطاتها ورجالها العاملين في الملاحة الجوية تحديدًا رجال المراقبة الجوية المصرية، فاتورة نوبات المغازلة الإيرانية الإسرائيلة، كل يومين تتعطل أجواء دولة بعينها خوفًا من تهديدات الضربات العسكرية. أخر هذه النوبات مساء أمس الثلاثاء، فوجئ رجال المراقبة الجوية المصرية بتحويل كبير للحركة الجوية القادمة من أسيا والعابرة إلى أوروبا بالهرب إلى الأجواء المصرية وتجنب محيط الأجواء العراقية والأجواء السورية وبعض دول المنطقة، تخوفًا من التهديدات العسكرية التي تحاك خلف تلك المناوشات، لم تعلن العراق أو سوريا رسميا أن هناك خطر عبر المرور من محيط أجواءها باتجاه إيران، ولكن من تلقاء نفسها شركات الطيران العابرة لهذه الأجواء تجنبت العبور من خلالها ونفذت عبر المملكة العربية السعودية وصولا إلى المجال الجوي المصري للعبور إلى أوروبا، باعتباره المسار الأكثر أمانًا منذ بداية الأحداث الملتهبة التي طالت أجواء منطقة الشرق الأوسط ورحلاتها الجوية.

خلال الساعات الماضية ، وتحديدًا منذ مساء الأمس، يواجه رجال العمليات والمراقبة الجوية المصرية، زحف جديد على الأجواء المصرية لرحلات الطيران القادمة من أسيا والعابرة إلى أوروبا، وذلك دون إحداث ضجيج، بأن هناك تأثر في الأجواء أو ضغط على الأجواء المصرية، كعادته المجال الجوي المصري هو الأكثر مرونة والأكثر أمانًا واستيعابًا للحركة الجوية في المنطقة، هو صمام الأمان التي تهرب إلى شركات الطيران خوفًا من أي مناوشات غير محسوبة.لذا فإن إعلان الطيارين الذي أصدرته السلطات المصرية، قبل قليل، ليس بالغريب في ظل التوترات الحالية التي تعيشها المنطقة، وأنه جاء أيضًا بناء على تعليمات رسمية من إيران وليس قرار مصر من تلقاء نفسها اتخذته خوفًا من أي تهديد، فقط الأمر مجرد تدريبات عسكرية بتبليغ إيراني رسمي إلى مصر، وهو ما كشفته المصادر الحكومية ووضحته وزارة الطيران المدني.

الأكثر قراءة