إعداد: مصطفى الزعبي
لم يتمكن اليأس من فريق الباحثين عام 2016 بقيادة أستاذ الكيمياء العضوية بن فيرينجا من جامعة جرونينجن الهولندية، الذين كانوا يعملون على تطوير نوع جديد من المفاتيح لمشروع تكنولوجي متطور، كان من المفترض أن يتحكم المفتاح في تدفق الكهرباء بطريقة دقيقة، ولكن خلال مرحلة الاختبار، فشل في الأداء، فخيم الإحباط وخيبة الأمل على الفريق وهم يكافحون لفهم سبب عدم نجاح تصميمهم.
ولكن بدلاً من الاستسلام، قرر الباحثون التعمق في المشكلة، ومن خلال التحليل الدقيق والتجريب، اكتشفوا أن فشل المفتاح لم يكن بسبب خلل في تصميمه، بل كان بسبب ظاهرة غير معروفة من قبل في مجال الهندسة الكهربائية، وقد فتح هذا الاكتشاف غير المتوقع طريقاً جديداً تماماً للبحث والاستكشاف.
ومع استمرار الباحثين في التحقيق بهذه الظاهرة، اكتشفوا تطبيقاتها المحتملة بمختلف الصناعات، من الاتصالات إلى الطاقة المتجددة، ولم يُحدث اكتشافهم الرائد ثورة في طريقة تصميم المفاتيح واستخدامها فحسب، بل كان له أيضاً آثار بعيدة المدى على تقدم التكنولوجيا ككل، وحصل الباحثون على جائزة نوبل في الكيمياء، لابتكارهم «أصغر آلات العالم»، إذ بنوا محركاً يعمل بالضوء.
وبلغت سنوات من البحث الدؤوب والتعاون ذروتها في لحظة محورية، عندما اعترف المجتمع العلمي بنتائج الفريق، ومنحتهم لجنة جائزة نوبل الجائزة المرموقة في الفيزياء لعملهم الرائد على المفتاح الذي فشل بالبداية، ولكنه أدى في النهاية إلى تحول جذري بهذا المجال.