منوعات / انا اصدق العلم

هل يمكن الإدمان على شخص ما؟

هل من الممكن حقًا الإدمان على شخص آخر؟ باختصار، نعم. من الممكن تمامًا الإدمان على إنسان آخر، فالإدمان هو دافع قهري لفعل شيء يجعلنا نشعر بالسعادة أو يجعلنا نعتاد شيئًا أو شخصًا ما. هذا الإدمان يحفز مشاعرنا لتغمر أدمغتنا بهرمونات السعادة الدوبامين والأوكسيتوسين.

على هذا، فإن وجود ذلك الشخص بقربنا يولد مشاعر النشوة والانفعال بتحفيز أنظمة المكافأة في الدماغ، وهي تجربة يحث الدماغ بواسطتها الشخص على الاستمرار في البحث عن تلك المشاعر.

يعتقد المتخصصون في الإدمان أن الإدمان قد يحدث تجاه أي شيء، فقد يعاني الشخص لاحقًا من إدمان غير صحي تجاه أي شيء أو أي شخص. مع أننا نظن أن الإدمان يكون على مواد كيميائية فقط، لكننا قد ندمن أيضًا على تجارب أو سلوكيات معينة. إذ يجبر الإدمان السلوكي الأشخاص على الاستمرار في الانخراط في أفعال معينة وإن كان فعلها يؤدي إلى عواقب سلبية.

الفرق بين الحب والإدمان:

قد يبدو لنا الإدمان على شخص ما بمنزلة الحب، لكنه يتجلى بطرق غير صحية. ما يلي بعض الاختلافات بين علاقة الحب والإدمان.

صفات العلاقة العاطفية:

  •  سهولة الحفاظ على الحدود الصحية والالتزام بها.
  •  الشعور بالحرية عند التحدث عن المشاعر مع الشريك.
  •  يمكن لكل شخص قضاء وقته بمفرده وتشجيع الشريك على ممارسة وأداء أنشطته الفردية.
  •  احترام الخصوصية.
  •  لا يعتمد تقدير الشخص لذاته على أفكار شريكه عنه.
  •  مستوى انخراط الشخص مع شريكه ليس مدعاة لقلق الأهل والأصدقاء.

صفات العلاقة الإدمانية:

  •  الشعور بعدم الراحة أو عدم القدرة على التعامل مع الحياة عند غياب الشريك.
  •  الظن أن الشريك هو الشخص الوحيد الذي سنحبه على الإطلاق.
  •  توقعات بأن الشريك سيلبي احتياجاتنا كافة.
  •  الشعور بالغيرة أو الانزعاج إذا فعل الشريك أي شيء خارج العلاقة.
  •  قلة التواصل مع الأهل والأصدقاء ما يدفعهم للقلق علينا في وجود هذا الشريك.
ما أسباب الإدمان على شخص ما؟

1- السعي للشعور بالنشوة:

قد يكون التعرف على أشخاص جدد أمرًا مثيرًا للغاية، وقد يؤدي التفاعل مع شخص ما إلى ملء أدمغتنا بهرمونات السعادة والشعور بالرضا. فإذا قابلنا شخصًا ما وجعلنا نرى أنفسنا بصورة أفضل، فقد يصبح طلب مزيد من تلك المشاعر إدمانًا. على هذا، فإن كون الشخص محط إعجاب قد يعطي شعورًا بالنشوة، تمامًا كما تمنحنا المخدرات هذا الشعور. فالأمر يجعلنا نشعر بالسعادة العارمة.

2- أن نكون عرضة للإدمان:

الشخص الذي يمتلك شخصية مدمنة يواجه صعوبة في الاعتدال، وليس بالضرورة أن يقتصر الإدمان على المخدرات والكحول. إذ قد يكون الأشخاص الميالون للإدمان أكثر عرضة لتقلبات المزاج والاندفاع، والانخراط في سلوكيات تهدد الحياة، والتقدير المنخفض للذات.

بسبب انتقاد أعضاء من مجال الصحة العقلية لفكرة امتلاك بعض الأشخاص لشخصية إدمانية، فمن المهم تحليل العوامل الفردية التي قد تؤدي إلى السلوك الإدماني، فلا يمكننا حصر كل الأشخاص في فئة واحدة. مثلًا، قد يؤدي وجود خلفية وراثية لدى عائلة يعاني أفرادها الإدمان إلى زيادة خطر الإصابة به. فضلًا عن أن العوامل البيئية مثل الفقر، والصحة العقلية يزيدان خطر الإصابة بالإدمان.

3- عدم الانخراط في علاقة صحية سابقًا:

للعلاقات التي رأيناها وخبرناها في طفولتنا تأثير بالغ في كيفية تعاملنا مع العلاقات في مرحلة البلوغ. على هذا، إذا لم يختبر الشخص في حياته قط علاقة صحية، فإن ذلك قد يؤثر في كيفية إدارته لعلاقاته عند بلوغه. إذا كان أحد الوالدين مهملًا أو كان منخرطًا في علاقة غير صحية، أو إذا كان محور اهتمام الوالدين في الحياة هو علاقتهما فقط، لا يتلقى الشخص نموذجًا صحًيا للعلاقات.

لماذا قد يكون الإدمان على شخص آخر مؤذيًا؟

قد يكون الإدمان على شخص آخر خطرًا، للأسباب التالية:

  •  قد يستمر الشخص في العلاقة وإن كانت مؤذية.
  •  قد يؤثر الإدمان على شخص آخر في نواحي حياتنا، مثل العمل أو الدراسة، لأننا لا نخصص وقتًا وطاقة كافيين لهما.
  •  قد لا يرغب الأشخاص المنخرطون في علاقة صحية بالوجود قرب شخص مدمن.
  •  احتمالية تعاطي المخدرات لتجاوز المشكلات في هذه العلاقة.
  •  فقدان الرغبة في الحياة حال انتهاء هذه العلاقة.
ما العمل حال الإدمان على شخص آخر؟

إن الإدمان على شخص آخر أمر غير صحي عقليًا، لكنه لا يجب أن يستمر. لذلك، يمكن اتخاذ خطوات للمضي بالعلاقة نحو الأفضل.

قد يؤدي تثقيف النفس وطلب المساعدة دورًا مهمًا في تغيير علاقاتنا نحو الأفضل، قد يستغرق ذلك بعض الوقت. لكن عندما نميز الأنماط الآتية سنستطيع المضي قدمًا في تأسيس علاقة صحية ومرضية أكثر:

1- التعلم عن الإدمان:

قد يستمر الإدمان مدى الحياة. لذلك، إذا كان الشخص يعانيه بوصفه مشكلة حياتية، يجب العمل على فهم هذا الإدمان وفهم عوامل الخطر الشخصية الخاصة بكل شخص. تشمل عوامل الخطر التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإدمان:

  •  وجود أقارب عانوا من الإدمان.
  •  تاريخ عائلي للإدمان.
  •  الاعتداء على الأطفال، وسوء معاملتهم أو إهمالهم.
  •  المعاناة من الفقر أو التمييز أو العنف.

تؤدي التعافي من الإدمان دورًا مهمًا في معالجة الإدمان بطرح القضايا المتعلقة به في مدوناتها. على هذا، فإن قراءة تلك المدونات وتثقيف أنفسنا ستكون أول خطوة نحو التعافي.

2- التعلم عن الاتكالية المشتركة (التعلق المرضي):

تتداخل مصطلحات الإدمان والاتكالية المشتركة أو ما يعرف بالتعلق المرضي. يعرف التعلق المرضي بأنه ديناميكية في العلاقة يعتمد فيها الأشخاص أحدهم على الآخر بطريقة غير صحية. قد يكون هذا الوصف مناسبًا، خاصةً إذا كان الشخص في علاقة يشعر فيها كل طرف بأنه مدمن على الآخر.

لوقف التعلق المرضي يمكن للشخص اتباع خطوات عدة للتعافي منه، مثل الاهتمام باحتياجاته الشخصية، ووضع حدود صحية في علاقاته، والتواصل مع الأشخاص الذين عانوا التعلق المرضي. كل ذلك يساعد على تغيير السلوك الإدماني.

3- طلب المساعدة من المتخصصين:

قد يكون تثقيف النفس كافيًا للمساعدة على الابتعاد أو التعافي من السلوك الإدماني، لكنه قد يكون غير ناجعًا في الغالب. لذلك، من الطبيعي طلب المساعدة من المتخصصين في هذا المجال سواء أكان طلب المساعدة من معالجين نفسيين أم باتباع برامج علاج الإدمان.

خاتمة:

قد يشعر الشخص بالمتعة والإثارة عندما يعتاد الإدمان، مع ذلك تجدر الإشارة إلى أنه سيكون هناك دائمًا علاقات ممتعة ومثيرة مع أشخاص آخرين في حياتنا. يمكننا الشعور بالفرح والسرور دون أن تكون مشاعرنا مستهلكة بالكامل أو أن تؤثر سلبًا في حياتنا اليومية.

اقرأ أيضًا:

كل ما تحتاج معرفته عن السلوك الجنسي القهري (إدمان الجنس)

هل الإدمان على ممارسة الرياضة ممكن؟

ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا