سياسة / اليوم السابع

المركز المصرى للفكر والدراسات: اغتيال إسماعيل هنية رسالة من نتنياهو لطهران

يأتى اغتيال إسرائيل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران، لتؤكد تصاعد حروب الظل بين طهران وتل أبيب.

وقال محمد مرعى كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الاغتيال جاء بعد أقل من يوم من نجاح إسرائيل في اغتيال القيادي العسكري في حزب الله "فؤاد شكر" بضربة جوية استهدفت مقر إقامته في الضاحية الجنوبية ببيروت، وهو ما يعني أن إسرائيل تسعى لترسيخ مفهومها لهذه الجولة من الصراع بأنها ليست في حرب فقط مع حماس في غزة لكن مع إيران وكل أّذرعها في المنطقة.

وأوضح مرعى أن الاغتيال في طهران لشخصية مثل إسماعيل هنية الذي يتلقى حماية من الحرس الثوري الإيراني وبعد ساعات من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، هو بمثابة رسالة من نتنياهو لطهران أن إسرائيل قادرة للوصول لأي شخصية وأي قيادة في ما يسمى محور المقاومة مهما كان شكل تأمينها.

وأوضح أن رد الفعل الإيراني الرسمي لن يتجاوز التنديد والشجب وتنشيط بعض الضربات والهجمات من الحوثيين في اليمن وحزب الله في جنوب لبنان والمقاومة الإسلامية في وسوريا. خاصة وأن إيران لا تزال مشغولة في ترتيب البيت الداخلي وكذلك لديها مصلحة استراتيجية حاليا في عدم التصعيد في المنطقة وترقبها للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تقد تسفر عن نجاح ترامب الذي توعد أن تكون سياساته أكثر قسوة تجاه طهران.


وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية سيعني تجميد المفاوضات الجارية للوصول لوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، وسيعقد بشكل أكبر جهود الوسطاء. لكن أعتقد أن أي موقف لحماس من المفاوضات لن يطول كون أن خياراتها للحركة والمناورة أصبحت محدودة في ضوء نجاح نتنياهو حتى الآن في فرض استراتيجيته لاستمرار الحرب وعدم وقفها دون القضاء تماما على حكم حماس.


وقال إن ‏اغتيال إسماعيل هنية هو العملية الثانية لشخصية قيادية من حماس بهذا الحجم في الخارج، بعد اغتيال الرجل الثاني في الحركة "صالح العاروري" في مطلع يناير الماضي إثر ضربة جوية إسرائيلية على الصاحية الجنوبية لبيروت استهدفت مكتب الحركة وأودت بحياة العاروري و5 آخرين من الجناح العسكري للحركة.


‏وأضاف مرعى بعد هجوم السابع من أكتوبر، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بتشكيل وحدة خاصة من الشاباك والموساد الإسرائيلي وأطلق عليها "نيلي" تكون منوطه باغتيال قادة حماس في أي مكان في العالم.


‏وأوضح أن اغتيال "فؤاد شكر" في الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال إسماعيل هنية في طهران، بالتأكيد حدث فيه وتعاون إسرائيلي أمريكي، وهو لا يعني سوى مفهوم واحد أن نتنياهو لا يزال له اليد العليا في تحديد مسار التعاطي مع التصعيد الجاري في المنطقة، والأهم أن إدارة وافقت على خطوة ستقضي على فرص وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما سيحسب لهذه الإدارة الأمريكية بأنها صاحبة أكبر فشل تاريخي لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط التي يشعر معها الجميع أنها ضعيفة أمام حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل.... وسيظل نتنياهو يناور ويضع العراقيل أمام الوصول لصفقة حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم.


وأضاف حين شرعت إسرائيل في اغتيال صالح العاروري واغتيال محمد الضيف ورائد سلامة لم تكن ردود الفعل كما نشهدها الآن مع اغتيالها لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فهذه خطوة متهورة وتقضي على كل الجهود والمحاولات التي تبذل لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق صفقة لتبادل الأسرى والتي بلا شك في حال وقوعها ستكون لها تأثيرات على خفض التصعيد على الجبهة الإسرائيلية مع حزب الله وبالتالي عودة السكان إلى الشمال، ووقف التصعيد من الحوثيين في البحر الأحمر عبر تهديد حركة الملاحة البحرية ... إسماعيل هنية كان المسئول السياسي في حماس المنوط به الوصول لهذه الصفقة أو الاتفاق، وباغتيال إسرائيل له تعطي رسائل من نتنياهو أنه لا يريد خفض التصعيد الحالي ولا يريد تحرير الأسرى ولا يريد عودة أكثر من 120 ألف إسرائيلي مهجرين مرة أخرى إلى الشمال..... والمقلق في كل ذلك، أن الطرف الوحيد القادر على دفع إسرائيل لمسار التهدئة هى واشنطن، لكن كما نعلم من الشهور القادمة أن إدارة بايدن أصبحت "بطة عرجاء" أمام نتنياهو وبدا أن نتنياهو بارع في المراوغة والهروب على أمل مجىء ترامب، وطبعا كل ذلك ينعكس على وضعيته في الداخل الإسرائيلي.


وأكد أن نتنياهو يعبث بالأمن والاستقرار الإقليمي، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته ويتم التخلي عن عملية الشجب والإدانة للتحرك الفعلي لدفع إسرائيل بوقف حربها في غزة ومنع اشتعال الشرق الأوسط.

وقال إن نتنياهو واليمين المتطرف الحاكم لديهم لديهم تصورات أن التصعيد الجاري على مختلف الجبهات سيعيد لإسرائيل عامل الردع المفقود أو تحرير أسراهم أو تأمين الجبهة الشمالية بما يسمح بعودة السكان، وهذا غير واقعي، والحقيقة التي يعلمها الجميع أن نتنياهو يراهن بكل ذلك في سبيل مصالحه السياسية البحتة وان يظل متواجدا في السلطة، لأن أي تهدئة إقليمية سيعني بالضرورة بدء عملية التحقيق الكبرى في الداخل هناك في هجوم السابع من أكتوبر، وفتح ملفات الفساد المتهم فيها نتنياهو.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا