"سلمى" عروس لم يمر على زواجها أكثر من شهر واحد، إلا وبدأت تشعر بأعراض غريبة؛ من غثيان في الصباح وحريق بالمعدة بعد كل وجبة طعام، ثقل بالساقين وتنميل بالذراعين مع اضطراب في المزاج بلا أسباب، ما اضطرها للذهاب للطبيب وهناك تعرفت على الخبر السعيد وهي: أنها حامل وفي الشهر الثاني لتتوالى الأشهر بعد ذلك!
في هذا التقرير نستمع إلى "تجربتي مع الحمل في الشهر الثاني" على لسان "سلمى"، ونطالع معها المواقف التي مرت بها - وسجلتها بتوقيعها- مع عوارض الحمل في هذا الشهر، وكيف تعاملت معها بالعلم والمعرفة، من دون سؤال وجواب يضعها في متاهات واسعة.
ولمعرفة التفاصيل العلمية وراء تلك العوارض كان اللقاء مع الدكتور محسن السنهوري أستاذ أمراض النساء والتوليد لتحليل وشرح طرق الوقاية والتعامل، مع توجيه لبعض النصائح عند توسع الرحم.

تجربتي مع الحمل

ما زالت المشاعر الفريدة من نوعها التي شعرتُ بها والتغيرات الجسمية التي أحسستها، وحكيتها للطبيب تسيطر علىّ، إضافة للفرحة بسبب خبر الحمل.
وأقولها ومن دون مبالغة: مع حجم السعادة التي امتلأ بها قلبي وعقلي انزوت الأفكار المقلقة التي تحيط بمرحلة الحمل والولادة، وقل تأثير العوارض المرتبطة بهذا الشهر، والذي يشهد-كما قرأت- نمواً متسارعاً للجنين والحامل معاً.
حيث بدأت أشعر بنمو الثديين بشكل ملحوظ، حالات من القيء والغثيان تنتابني كل صباح قبل الفطور ومعدتي خاوية، زادت كمية اللعاب- الريق- بفمي، حريق بمعدتي والتي امتلأت بالغازات.
وأحيانا كثيرة كانت تنتابني حالات من اضطرابات المزاج- تعّكر- مع بعض الأوجاع المُبهمة، تأتي في صورة تشنجات قوية وانقباضات متكررة، ورغبة متزايدة في التبول، ولم أكن أعرف لها سبباً، وكنت أتحملها مبررة ذلك- كما قرأت- بنمو الجنين وتطور مراحل الحمل.

ماذا يحدث للحامل في الشهر الثاني؟

خبر الحمل أجمل المشاعر التي تمر بها النساء، وبالرغم من التعب الذي تمر به الكثيرات، إلا أن قدوم مولود يعد من المشاعر الإيجابية.

• شعور الحامل بألم وقلق منذ شهرها الأول؛ نتيجة للتغيرات الهرمونية.
• تتعرض غالبية الحوامل لمغص الشديد وعسر هضمي؛ بسبب تقلصات أسفل البطن، نتيجة لانقسامات البويضة المخصبة.
• تعاني من تقلصات خفيفة ورغبة في التقيؤ، وهي من الأعراض المصاحبة لتوسع الرحم بشكل تدريجي؛ لاستيعاب الجنين والسائل الأمنيوسي.
• تشعر الحامل بثقل وامتلاء في الحوض؛ بسبب تدفق الدم إلى الرحم لدعم نمو الجنين.
• تحدث تغيرات هرمونية تتمثل في: زيادة الاستروجين والبروجسترون، التي تلعب دوراً مهماً في تحفيز نمو الرحم والحفاظ على الحمل.
• تنتابها بعض الأوجاع المبهمة؛ نتيجة زيادة حجم الرحم الذي يضغط على الأعضاء المجاورة من أمعاء ومثانة فتحدث تشنجات وانقباضات ورغبة متزايدة في التبول.
• يحدث اضطراب بالدورة الدموية مع إحساس بثقل في الساقين، وتنميل في الذراعين، خاصة أثناء الليل؛ ينجم عن انضغاط بعض الجذور العصبية.
• يحدث للحامل تشنج عضلي بسبب نقص بعض الفيتامينات، مع احتمال ظهور بقع على الوجه، وغزارة اللعاب، والمعدة.

هل تريدين معرفة مراحل نمو الجنين؟

طرق للوقاية والتعامل من أعراض الحمل

احذري من تناول أي دواء

حتى وإن كان دواء ضد الغثيان أو مليناً للمعدة من دون استشارة الطبيب، وداومي على رياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة لانتظام الدورة الدموية وعمل الأمعاء.

تجنبي الإكثار من الطعام

 ولا تتناولي المأكولات الغنية بالدهون، وتعاملي مع المشويات والسمك والخضروات الطازجة والمطبوخة والفواكه والألبان.

احرصي على الطعام الصحي

أن يكون طعامك غنياً بالخضروات الطازجة نيئة أو مطبوخة، وباللبن الرائب، وتناولي الخبز الكامل أو الخبز مع النخالة للوقاية من الإمساك، الناتج عن الكسل العام لجميع العضلات الملساء.

أكثري من الراحة

تجنبي الإرهاق واستريحي كلما سنحت الفرصة؛ الجهد الكبير يساهم في انقباض الرحم؛ ذلك أن المضغة في هذا الوقت لا تكون مستقرة جيداً في جدار الرحم ويُخشى عليها من السقوط.

استعملي صديرية جيدة

واستخدمي مرهماً مضاداً لتشقق الجلد، وزوري طبيب الأسنان وطبيب العيون بداية من الأسبوع الخامس، هناك احتمال لظهور بقع على الوجه، مع انتفاخ في الثديين وثقل بحجمهما.

ابتعدي عن الإرهاق

 والأعمال الشاقة في الأسبوع السادس، وراجعي الطبيب عند الإحساس بأي ألم؛ وقومي بفحص الزلال والسكر في البول، ولا بد من عمل زيارات منتظمة للطبيب المتابع لحملك.

عليك بالغذاء الصحي

المتوازن في الأسبوع السابع، وأكثري من شرب السوائل، وفي الثامن يمكنك إجراء أول صورة صوتية للجنين، وتذكري مراقبة وزنك كل 15 يوماً.

ضرورة تلقي عناية خاصة

وذلك من قبل طبيب العيون أثناء فترة الحمل؛ لأن هرمون الحمل يؤثر على قوة البصر لدى الأم؛ كما أن الدفع وقت الولادة من شأنه أن يؤثر على شبكية العين.

نصائح للحامل عند توسع الرحم في الشهر الثاني

• الراحة وتناول الوجبات الخفيفة المتكررة؛ لتخفيف أعراض توسع الرحم، مع تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، واستخدام الوسائد الخاصة بالحمل لدعم الجسم أثناء النوم أو الجلوس.
• القيام بتمارين مثل اليوغا أو المشي الخفيف، قد تساعد في تخفيف التوتر وتعزيز الدورة الدموية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج تمريني.
• زيادة تناول السوائل للمساعدة في تقليل الإمساك وتخفيف الضغط على المثانة، واستخدام كمادات دافئة على منطقة البطن أو الظهر، لتخفيف الألم والتوتر.
• تجنب الأنشطة التي تتطلب رفع أو دفع أوزان ثقيلة، حيث يمكن أن تزيد من الضغط على الرحم وتسبب الألم، وينصح باختيار ملابس فضفاضة ومريحة تسمح بالتنفس بسهولة، خاصة حول منطقة البطن.
• الانتباه إلى هيئة الجسم أثناء الجلوس والوقوف؛ لتقليل الضغط على الظهر والحوض، مع التأكيد على أن هذه التغيرات طبيعية وجزء من الحمل السليم، ولكن يجب استشارة الطبيب إذا كانت هناك أي أعراض غير عادية.
• يُنصح بالتحدث إلى الطبيب للحصول على الإرشاد والدعم، إذا كان لديكِ أي قلق بشأن الأعراض التي تختبرينها، والمعروف أن هذه الأعراض تختلف من امرأة لأخرى وقد لا تظهر جميعها.

*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.