اقتصاد / صحيفة الخليج

فك شفرة المواهب العالمية 2024.. لماذا تتربع دبي وأبوظبي بين أفضل المدن؟

سلطت مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG)، بالتعاون مع «ذا نتورك»، التحالف العالمي لمواقع التوظيف، ومجموعة «ستيبستون» الضوء على المكانة التي تستحوذ عليها دولة العربية المتحدة في استقطاب المهنيين وأصحاب المواهب على المستوى الدولي، عبر دراسة حملت عنوان «فك شفرة المواهب العالمية 2024».

وكشفت الدراسة التي تأتي ضمن سلسلة من التقارير لرصد اتجاهات حركة انتقال المهنيين وأصحاب المواهب منذ عام 2014، عن الجاذبية المتزايدة التي تتمتع بها دولة الإمارات كوجهة عمل مفضلة للمهنيين وأصحاب المواهب في العالم؛ حيث اشتملت الدراسة على استطلاع ضم أراء نحو 150 ألفاً من المهنيين والمتخصصين من 188 دولة حول العالم.

وبحسب بيانات الدراسة، فقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدماً لافتاً كوجهة عمل جاذبة للمهنيين وأصحاب المواهب، لتأتي في المركز ال14 عالمياً. كما احتلت كلٌّ من مدينتي دبي وأبوظبي المركزين الثالث والرابع على التوالي في قائمة المدن الأكثر تفضيلاً للعمل.


ديناميكيات تؤثر على اتجاهات تنقل المواهب:

  • التنقل 91%
  • الصحة والخدمات الطبية 82%
  • الخدمات المالية 73%
  • التسويق والمبيعات 63%

وأفاد نحو 73% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجري على المستوى الدولي بأن الجودة التي تتمتع بها فرص العمل في دولة الإمارات هي السبب الرئيسي وراء تنامي جاذبيتها.

كما رأى 62% من المشاركين أن اعتبارات الدخل المرتفع والضرائب المنخفضة وتكلفة المعيشة قد عززت جاذبية المدينتين، فيما أقر 61% من المشاركين بأن ارتفاع مستوى جودة الحياة يعدّ عاملاً مهماً وراء زيادة جاذبية الدولة؛ إذ تُسهم كل تلك العناصر مجتمعة في جعل الإمارات من أكثر الوجهات المفضلة للمهنيين. وأوضحت الدراسة أنه بالإضافة إلى تلك العوامل التي ترفع جاذبية المدن أمام أصحاب المواهب، فإن هناك عوامل أخرى أكثر شمولاً تعزز الرغبة في العمل بالخارج، وتشمل الأمان والاستقرار والمساواة.

وكان مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة قد اعتمد في إبريل من عام 2022، خطة ناجحة لتسهيل منح تأشيرات الإقامة للأجانب؛ بهدف تعزيز استقطاب المواهب العالمية، وتوسيع الفرص التي توفرها الدولة في القطاعات الاقتصادية المزدهرة بها مثل السوق المالي، والاستثمار في الشركات الخاصة ورأس المال المخاطر، والذكاء الاصطناعي.

وقالت مايا الهاشم، الشريك والمدير العام لمجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG) في الإمارات العربية المتحدة، إن دولة الإمارات تواصل ترسيخ جهودها لتعزيز سوق العمل والفرص الوظيفية، وجذب المهنيين وأصحاب المواهب، من أنحاء العالم وخصوصاً من منطقة الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن دولة الإمارات لا تواكب التطور في سوق العمل على مستوى العالم فقط، وإنما قادرة على صنعه وقيادته. وأوضحت أن الموقع الاستراتيجي للدولة، يجعلها نقطة جذب مزدهرة للقوى العاملة العالمية بما تقدمه من بيئة آمنة ومتطورة. لافتة إلى أن الجاذبية الاستثنائية لسوق العمل في الإمارات، ومستويات الدخل التنافسية للمهنيين وأسلوب الحياة الذي يكفل مستوى عالياً من الرفاهية يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة للطموحين من المهنيين وأصحاب المواهب. وأضافت أن تقدّم دولة الإمارات العربية المتحدة في التصنيف العالمي كواحدة من أفضل أماكن العمل يؤكد التزامها بتعزيز بيئة مزدهرة بالتنوع والفرص.


الأسباب الأكثر شيوعاً لانتقال القوى العاملة إلى الإمارات:

  • الحوافز المالية 67%
  • الجوانب المهنية 53%
  • تحسن جودة الحياة 56%

ورغم تقلبات الأوضاع العالمية، فإن فرص انتقال المهنيين بين الوظائف على المستوى الدولي وإعادة توطين أصحاب المواهب بهدف التقدم الوظيفي لا تزال قوية. وبحسب الدراسة، فقد زادت أفضلية الإمارات كمكان جاذب للتوظيف من نسبة 55% عام 2018 إلى 73% عام ، رغم استقرار نسبة الباحثين الناشطين عن فرص عمل خارج بلادهم على مستوى العالم بنسبة تتراوح بين 21% إلى 23%. وهو ما يؤكد تزايد الرغبة في اقتناص الفرصة المناسبة للانتقال للخارج وتحسين المسيرة المهنية.

وتكشف النظرة المتعمقة لاتجاهات القوى العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة عن ديناميكيات تؤثر على اتجاهات التنقل العالمية لأصحاب المواهب. حيث تبدي القوى العاملة استعداداً كبيراً للعمل في الخارج عبر مختلف المسميات الوظيفية في القطاعات الهندسية والفنية، والتي تظهر أعلى استعداد للتنقل بنسبة 91%، تليها قطاعات الصحة والخدمات الطبية بنسبة 82%، كما تبلغ نسبة الخدمات المالية 73%، ونسبة قطاع التسويق والمبيعات 63%.

وبحسب الدراسة، فإن الحوافز المالية تعتبر هي السبب الأكثر شيوعاً لانتقال القوى العاملة بين 67% من المشاركين في الاستطلاع من دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تعد الجوانب المهنية بنسبة 53% من المشاركين، وتحسين جودة الحياة بنسبة بلغت 56% من المشاركين وهي من العوامل المهمة أيضاً.

وتشمل الأسباب الأخرى لانتقال القوى العاملة عبرالحدود الحصول على عرض عمل فعلي، والسعي إلى النمو الوظيفي، فضلاً عن التجربة الثقافية، والرغبة في إنجاز عمل مملوء بالشغف والتحدي، إلى جانب محاولة الحصول على فرص تعليمية أو تدريبة أفضل، بالإضافة إلى البحث عن نظام اجتماعي ورعاية صحية، إلى جانب عوامل أخرى مثل الاستقرار السياسي، والعوامل البيئية، والعيش ضمن مجتمع أكثر مساواة، والقدرة على لمّ الشمل مع العائلة والأصدقاء.


ماذا يثمّن المشاركون من الإمارات؟

  • 49 % عقود التوظيف الدولية طويلة الأمد
  • 72 % مزايا الحصول على سكن مناسب
  • 86 % سهولة الحصول على تأشيرة الإقامة
  • 63 % دعم أصحاب المواهب والمهن
  • 48 % الدعم اللغوي والتدريب
  • 41 % الاستشارات المالية القانونية
  • 56 % رغبة العمل عن بعد

وكشفت النتائج الأخيرة للدراسة عن أن 49% من المشاركين فيها من دولة الإمارات العربية المتحدة يفضلون عقود التوظيف الدولية طويلة الأمد، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 29%. وأوضحت الدراسة أن 72% من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة يعطون الأولوية لمزايا الحصول على سكن مناسب، مقارنة بنحو 79% على مستوى العالم، بينما يعطي 86% من المشاركين الأولوية لسهولة الحصول على تأشيرة الإقامة، وهي نسبة أعلى قليلاً من المعدل العالمي البالغ 78%. كما تشمل التوقعات الرئيسية الأخرى للعاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة الدعم المقدم لأصحاب المواهب والمهن عند بدء عملية الانتقال، والذي يفضله 63% من المشاركين محلياً مقابل 69% عالمياً. كما يثمن 48% من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة أهمية الدعم اللغوي والتدريب، مقارنة بنحو 54% في جميع أنحاء العالم، إلى جانب الاستشارات المالية القانونية التي تعدّ مهمة بالنسبة ل 41% في دولة الإمارات، و43% على المستوى الدولي.

  • انجذاب المهنيين

ويعتبر انجذاب المهنيين الأجانب لفكرة العمل عن بعد جانباً مهماً في سوق العمل المتطور، والذي يشهد نمواً ملحوظاً في الإمارات ودول العالم. وخلال الفترة من 2020 إلى 2023، زادت الرغبة في العمل عن بعد في دولة الإمارات من 50% إلى 56% بينما نمت في جميع أنحاء العالم من 57% إلى 66%، ما يلقي الضوء على الرغبة في التحول صوب بيئة عمل أكثر مرونة.

من جانبها، قالت الدكتورة ليلى حطيط، الشريك الأول والمدير العام للتعليم والتوظيف والرعاية الاجتماعية في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، إن «انتقال المواهب العالمية من موقع إلى آخر يمرّ بمرحلة حرجة؛ حيث يؤدي تطور تفضيلات أصحاب المواهب ونمو الفرص الناشئة إلى إعادة تشكيل المسارات التقليدية لسوق العمل». وأشارت حطيط إلى توسع حركة انتقال المواهب عبر الحدود، مدفوعة بالتفاعل المعقد بين الطموح الشخصي، والمتطلبات الخاصة لسوق العمل، وتطوره. قائلة إن «فهم هذه الديناميكيات سيساعد أصحاب الأعمال على استكشاف الفرص في مستقبل سوق العمل، وتسخير الإمكانات الكاملة لحركة المواهب العالمية من أجل النمو والتنمية».

مواهب العالم.. أي المدن يفضلون للعيش والعمل؟

لندن (9%)

أمستردام (8%)

دبي (7%)

أبوظبي (7%)

نيويورك (6%)

برلين (5%)

سنغافورة (5%)

برشلونة (5%)

طوكيو (5%)

سيدني (4%)

حافظت لندن على مكانتها الأولى منذ عام 2014، وبحسب تقرير «فك رموز المواهب العالمية 2024»، الأحدث في سلسلة بدأت قبل 10 سنوات، أظهر الاستطلاع أن 9% من المشاركين في الاستطلاع يرغبون في الانتقال إلى لندن.

تشمل أهم العوامل التي تقود هيمنة المدينة ما يلي: كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية، وشبكة عالمية قوية حيث يأتي الكثير من المواهب في المدينة من بلدان أخرى، وفرص مالية وفيرة، وعلامة تجارية مرحبة ومتعددة الثقافات، وإمكانية الوصول إلى كل من أوروبا والولايات المتحدة، وفقا للتقرير.

وكانت سنغافورة الوجهة الأولى في آسيا، واحتلت المرتبة السابعة. شهدت الدولة الجزيرة أكبر تدفق للمواهب من المواقع القريبة مثل ماليزيا (30%)، وتايلاند (22%)، وإندونيسيا (19%)، والفلبين (14%)، وهونغ كونغ (13%).

ومن بين الراغبين في الانتقال إلى سنغافورة، قال 74% إن جودة فرص العمل في البلاد جذبتهم إلى الدولة الجزيرة.

ووجد الاستطلاع أن 57% من المشاركين أعجبوا أيضاً بنوعية الحياة في سنغافورة بالإضافة إلى الدخل والضرائب وتكاليف المعيشة. وقال أكثر من النصف، أو 55%، إن السلامة والاستقرار والأمن كانت أيضاً من الاعتبارات التي دفعتهم إلى اختيار سنغافورة كوجهة أولى للعمل.

وأشار التقرير إلى أن «فكرة أن البلدان الأصلية يمكن أن تستفيد من رحيل المواهب قد تبدو غير بديهية، لأنها، من وجهة نظر معينة، تعاني من «هجرة الأدمغة»».

ومع ذلك، فقد استشهدت بتقرير منفصل صادر عن مركز التنمية العالمية وجد أن هناك «كسباً للعقول» يتعلق بحقيقة أن «المغادرين يمكن أن يعززوا نشر المعرفة والتكنولوجيات في بلدان الأصل ويمكن أن يساعدوا تلك البلدان على التواصل بشكل أكثر قوة بالعقل العالمي الكلي».

في عالم اليوم، هناك الكثير مما يمكن كسبه من توظيف المواهب العالمية، سواء بالنسبة لصاحب العمل أو الموظف.

ووفقاً لتقرير «فك رموز المواهب العالمية لعام 2024»: «يمكن أن تكون البلدان الأخرى مصدراً رائعاً للمواهب - حيث إن أصحاب العمل والدول التي تستفيد من هذه الإيجابية من ملايين العمال ذوي التطلعات المتنقلة سوف يكتسبون ميزة تنافسية كبيرة».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا