دبي: حمدي سعد
يتوقع أن يحقق سوق روبوتات المستودعات واللوجستيات في دولة الإمارات معدل نمو سنوي مركب بنسبة 11.85% حتى عام 2028، فيما تبلغ قيمة السوق حالياً نحو 480 مليون درهم (130.79 مليون دولار)، مدعوماً بالطلب الكبير على الحلول لمواكبة التحول الرقمي في القطاع لتوفير الوقت والجهد، وفقاً لشركة «سويس لوج».
وقال رامي يونس، مدير عام شركة «سويس لوج» ل«الخليج»: «يشهد مجال أتمتة المستودعات واللوجستيات في دولة الإمارات تحولاً جذرياً، ومن المتوقع أن يستمر القطاع في النمو خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تسعى العديد من الشركات إلى تحقيق وفورات مالية من العمليات التشغيلية التقليدية وتقليل الهدر في المواد».
وأضاف أن تبني الأتمتة في قطاع المستودعات الكبير في دولة الإمارات يتواءم بشكل كبير مع السمعة العالمية التي تحظى بها الدولة في الابتكار والتطور التقني استشرافاً لفرص الثورة الصناعية الرابعة الواعدة، وبما يواكب توجهات زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج الإجمالي.
فوائد
وأشار يونس إلى أن استخدام روبوتات المستودعات تتركز في 5 فوائد، هي:
1- تقليل الأخطاء: فالروبوتات المستقلة ذاتية التحكم تعدُّ حلاً آلياً عالي الكفاءة للتخزين ومعالجة الطلبات، وبالتالي فهو أقل عرضة لارتكاب الأخطاء مقارنة بالعمالة البشرية، حيث يقلِّل من الأخطاء والتي منها على سبيل المثال اختيار العنصر الخطأ أو وضع المخزون في غير مكانه وعدم وجود أي أعطال أو نقاط قصور، بحيث إذا تعطل أحد الروبوتات، فإن روبوتاً آخر يتولى مهامه بسلاسة.
2- زيادة الإنتاجية: بإمكان الروبوتات المستقلة ذاتية التحكم العمل بلا كلل أو ملل وبسرعات عالية، وإنجاز مهام مثل اختيار الطلبات بشكل أسرع بكثير من البشر، ويتعرف الروبوت إلى المنتجات التي تتمتع بمعدلات تدوير أعلى ويخزنها في الطبقة العليا لضمان أوقات التقاط وانتقاء أسرع، بحيث يعزز هذا التحسين الطبيعي الإنتاجية بشكل كبير.
3- تشغيل العمليات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع 24/7: بإمكان الروبوتات العمل بشكل متواصل ومستمر، فهي ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة، حيث تستخدم 0.1 كيلوواط فقط من الطاقة في الساعة. ومع وجود ستة روبوتات، فإننا نتحدث عن استهلاك كمية الطاقة ذاتها التي تستهلكها محمصة الخبز الكهربائية، وعليه فإنّ هذه العملية المستمرة تعمل على زيادة الإنتاجية إلى أقصى حد ممكن.
4- سلاسة سير العمل: تعمل تقنيات مناولة المواد المعيارية المرنة القائمة على البرمجة على أتمتة المهام المتكررة التي يستغرق إنجازها وقتاً طويلاً، بحيث تعمل هذه الأتمتة على تفريغ رأس المال البشري للتركيز على أنشطة أكثر تعقيداً، مثل حل المشكلات وخدمة العملاء، وبالتالي الوصول إلى تحسين الكفاءة التشغيلية.
5- خفض الكلف التشغيلية: وفقاً للبحث الذي أجرته «سويس لوج»، من الممكن أن تؤدي عملية أتمتة تنفيذ الطلبات إلى تقليل الكلف لكل طلب بنسبة 30% تقريباً مقارنة بالأنظمة التقليدية، غير أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن وفورات الكلفة وعائد الاستثمار بشكل عام يختلفان بالنسبة لكل مشروع على حِدَة.
التجارة الإلكترونية
وأضاف يونس: تعمل الروبوتات على تسريع عمليات تشغيل المستودعات عن طريق تسريع عمليات الاستلام والتعبئة والتغليف، ما يؤدي إلى إنجاز عمليات التسليم بشكل أسرع، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتلبية توقعات العملاء في سوق التجارة الإلكترونية الذي يتطور بوتيرة سريعة ويعمل الروبوت على تقليل مسار تنقل العمال، من خلال جلب الرفوف المتنقلة إلى محطات العمل، وتحسين سير العمل، وتقليل وقت التوقف عن العمل.
ويعمل روبوت التقاط واختيار القطع القائم على الذكاء الاصطناعي على تعزيز الكفاءة التشغيلية، من خلال التعامل مع مهام التقاط واختيار العناصر المتكررة بدقة وأمان، كما تتيح عملية تبادل أداة الالتقاط المستقلة التكيف مع الأشكال والأحجام المختلفة للعناصر، ما يجعله متعدد الاستخدامات بشكل كبير لتجار التجزئة ذوي المنتجات المتنوعة، وهذه القدرة على التكيف من شأنها أن تضمن فعالية عملية المعالجة وتقليل الأخطاء المُرتَكَبة، بما يسهم في زيادة سلاسة عمليات البيع بالتجزئة.
وأوضح يونس أن الأتمتة تسهم في تمكين شركات التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة من توسيع نطاق عملياتها دون أي عناء وبشكل سلسٍ خلال مواسم الذروة، فالأنظمة الروبوتية بإمكانها التعامل مع زيادة حجم الطلبات دون الحاجة إلى زيادات بنفس النسبة في العمالة، ما يضمن قدرة الشركات على تلبية الطلب المرتفع دون التنازل عن عنصر السرعة أو الدقة، وبالتالي فإن قابلية التوسع هذه تعدُّ أمراً حيوياً.