جو مانسويتو أحد أبرز رجال الأعمال في الولايات المتحدة، واشتهر بكونه مؤسس شركة «مورنينغستار»، التي تعتبر اليوم من الشركات الرائدة عالمياً في تقديم الأبحاث المالية وخدمات البيانات للمستثمرين.
وتضاف إلى ذلك مساهماته في الرياضة والإعلام والاستثمارات الخيرية. وقصة مانسويتو تجسد العمل الدؤوب والرؤية المستقبلية والابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية.
ولد مانسويتو عام 1956 في مدينة «مونستر» بولاية إنديانا الأمريكية. نشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة، ووالده كان يعمل صيدلانياً، ما شكل له حافزاً للاستقلالية والاعتماد على النفس منذ صغره. وبعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق بجامعة إنديانا في «بلومنجتون»، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة.
محلل مالي
أثناء دراسته، بدأ يُظهر اهتماماً كبيراً في عالم الأعمال والتمويل. وبعد تخرجه في عام 1978، عمل لفترة قصيرة كمحلل مالي في مجال الاستثمار، لكنه شعر دائماً برغبة في بدء مشروعه الخاص.
في عام 1984، أسس «مورنينغستار» في شقته الصغيرة بشيكاغو، برأس مال بلغ 80 ألف دولار جمعه من مدخراته الشخصية. بدأت الشركة بتقديم أبحاث وبيانات مالية متعلقة بصناديق الاستثمار المشتركة. وفي ذلك الوقت، كانت المعلومات المتعلقة بصناديق الاستثمار قليلة وغير متاحة بسهولة للمستثمرين الأفراد. لاحظ مانسويتو هذه الفجوة في السوق، وقرر إنشاء خدمة توفر معلومات شاملة وموثوقة عن صناديق الاستثمار.
وكانت البداية صعبة، حيث كانت «مورنينغستار» مجرد شركة ناشئة تتنافس مع شركات أكبر وأكثر رسوخاً. لكن مانسويتو اعتمد على تقديم منتج عالي الجودة بأسعار معقولة، ما جعله يتميز سريعاً في السوق. وبحلول نهاية الثمانينيات، نمت الشركة لتصبح مرجعاً موثوقاً في قطاع الأبحاث المالية.
وخلال التسعينيات، توسعت الشركة بشكل كبير. وفي عام 1999، أطلقت موقعها الإلكتروني، ما أتاح لملايين المستثمرين الوصول إلى البيانات المالية والأبحاث بنقرة زر.
وأصبحت تقدم خدمات متنوعة، بما في ذلك تقييمات للصناديق، والتحليلات المالية، والأدوات المالية الموجهة للمستثمرين الأفراد والشركات على حد سواء.
شركة عامة
وبحلول عام 2005، أصبحت «مورنينغستار» شركة عامة، حيث طرحت أسهمها للاكتتاب العام. وتمكن مانسويتو من جمع ملايين الدولارات، من خلال الاكتتاب، ما مكن الشركة من التوسع أكثر والاستثمار في تكنولوجيا البيانات المالية المتقدمة.
في عام 2010، استحوذت «على عدد من الشركات في مجال البيانات المالية، ما عزز من مكانتها في السوق.
في عام 2017، أعلن مانسويتو عن تنحيه من منصب الرئيس التنفيذي للشركة، بعد أكثر من ثلاثة عقود من قيادتها. ومع ذلك، بقي كرئيس مجلس الإدارة، وظل مشاركاً بشكل نشط في توجيه الشركة على المستوى الاستراتيجي.
لم يتوقف نشاط مانسويتو عند عالم التمويل فقط. ففي عام 2018، اشترى نصف ملكية نادي كرة القدم الأمريكي «شيكاغو فاير»، الذي ينافس في دوري المحترفين الأمريكي. وبعد عام واحد فقط، استحوذ على الملكية الكاملة للنادي. هذه الخطوة جاءت نتيجة حبه الشخصي لكرة القدم، ورغبته في دعم النادي ليصبح أحد الفرق الكبرى في الدوري.
وسائل الإعلام
في عام 2016، استثمر أيضاً في وسائل الإعلام بشراء حصة في مجلة «آي إن سي»، وهي مجلة متخصصة في ريادة الأعمال والابتكار، ومجلة «فاست كومباني»، التي تغطي أخبار الشركات الناشئة والتكنولوجيا.
تلقى مانسويتو الكثير من الجوائز تقديراً لإنجازاته الريادية. وفي 2005، تمّ إدراجه، ضمن قائمة «أغنى 400 أمريكي» من قبل مجلة «فوربس». كما تمّ تكريمه من قبل العديد من المؤسسات المالية باعتباره واحداً من أكثر الأشخاص تأثيراً في قطاع الأبحاث المالية.