اقتصاد / صحيفة الخليج

«الكهربائية» الصينية تهز «فولكس فاجن»

د. رامي كمال النسور*

بعد 87 سنة خرجت شركة «فولكس فاجن» الألمانية بخطة للعلن تعلن فيها عن إغلاق بعض مصانعها بسبب ضعف المبيعات، وهذا ما ذكره المدير المالي للشركة مؤخراً في اجتماعه مع العاملين في الشركة حيث طلب منهم مضاعفة الجهود لاستعادة القدرة على المنافسة والإنتاج لأن الطلب لم يتعاف منذ أزمة وخسرت الشركة مبيعات تقدر ب 500 ألف سيارة وفي البحث عن الأسباب نجد أن أهم عامل أثر في هذه الشركة ومثيلاتها من الشركات هو السيارات الكهربائية الصينية
أحدثت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية موجات في صناعة السيارات، وتحدت اللاعبين التقليديين مثل «فولكس فاجن».
وفي حين كانت «فولكس فاجن» لفترة طويلة قوة مهيمنة في سوق السيارات العالمية، فإن صعود السيارات الكهربائية الصينية أجبر شركة صناعة السيارات الألمانية على التكيف والابتكار استجابة لهذه المنافسة الجديدة.
إن أحد أهم الأسباب الرئيسية وراء تمكن السيارات الكهربائية الصينية من هز عرش فولكس فاجن هو تركيزها على التكنولوجيا المتطورة والابتكار السريع.
كانت شركات مثل «Nio» و«ID» و«Xpeng» في طليعة تطوير تقنيات السيارات الكهربائية الجديدة والمتقدمة، بما في ذلك عمر البطارية الأطول وسرعات الشحن الأسرع وميزات القيادة الذاتية.
وقد استحوذت هذه الابتكارات على اهتمام المستهلكين في وحول العالم، مما وضع ضغوطًا على «فولكس فاجن» لتكثيف جهودها من أجل البقاء قادرة على المنافسة.
وعلاوة على ذلك، تمكنت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية من الاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على السيارات الكهربائية، وخاصة في الأسواق حيث كانت «فولكس فاجن» قوية تقليدياً. بفضل الحوافز الحكومية واللوائح التي تشجع على تبني المركبات الكهربائية، تمكنت الشركات الصينية من اكتساب موطئ قدم في أسواق رئيسية مثل أوروبا والولايات المتحدة، ما يشكل تحدياً لهيمنة اللاعبين الراسخين مثل «فولكس فاجن».
وهناك عامل آخر ساهم في نجاح المركبات الكهربائية الصينية وهو تركيزها على القدرة على تحمل التكاليف.
فمن خلال تقديم المركبات الكهربائية بأسعار أقل نسبياً مقارنة بشركات صناعة السيارات التقليدية، تمكن المصنعون الصينيون من جذب المستهلكين المهتمين بالأسعار والذين يتطلعون إلى الانتقال إلى المركبات الكهربائية دون إنفاق الكثير من المال.
وقد فرضت استراتيجية التسعير التنافسية هذه ضغوطا ًعلى «فولكس فاجن» لإعادة تقييم أسعارها وموقعها داخل سوق المركبات الكهربائية. واستجابة لارتفاع المركبات الكهربائية الصينية، كثفت «فولكس فاجن» جهودها لتطوير المركبات الكهربائية وتوسيع حضورها في سوق المركبات الكهربائية.
وأطلقت الشركة مجموعتها الخاصة من السيارات الكهربائية تحت العلامة التجارية «ID» مع نماذج مثل «ID.3»و«ID.4»تهدف إلى التنافس مع العروض الصينية من حيث التكنولوجيا والأداء والتسعير. كما استثمرت «فولكس فاجن» بكثافة في تطوير البنية التحتية لمركباتها الكهربائية، بما في ذلك بناء شبكة من محطات الشحن لدعم أسطولها المتنامي من السيارات الكهربائية. من خلال الاستثمار في البحث والتطوير والشراكات مع شركات التكنولوجيا والحملات التسويقية الاستراتيجية، تعمل فولكس فاجن على استعادة موطئ قدمها في سوق السيارات الكهربائية والدفاع عن موقفها ضد هجوم المنافسين الصينيين.
في نهاية المطاف، شكل صعود السيارات الكهربائية الصينية تحدياً كبيراً لشركة فولكس فاجن، ما دفع شركة صناعة السيارات الألمانية إلى التكيف والابتكار والتطور من أجل البقاء قادرة على المنافسة في المشهد المتغير بسرعة في صناعة السيارات. ومع استمرار الشركات المصنعة الصينية في إحراز تقدم كبير في سوق السيارات الكهربائية، سيكون من الأهمية بمكان أن تسعى بجد لكي تظل «فولكس فاجن» في طليعة المنحنى وتستمر في دفع حدود الابتكار من أجل البقاء رائدة في صناعة السيارات العالمية وإلا ستجد نفسها في مهب رياح تغيير عاصفة لا يعرف الجميع كل أثارها.
* مستشار الأسواق المالية والاستدامة

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا