العاب / IGN

مراجعة Inside Out 2

من المثير للدهشة والمخيب للآمال على حد سواء، أن Inside Out 2 تمكن من تحقيق توازن دقيق في الغالب مع مجموعته الجديدة الكبيرة من الشخصيات، لكنه في نفس الوقت يفشل في الارتقاء إلى المستويات المرتفعة التي حققها جزئه السابق الأفضل منه بكثير. يبني المخرج كيلسي مان على مفاهيم الجزء الأول بحماسة مليئة بالخيال، لكنه يجد نفسه غير قادر على تجاوز حواجزه الخاصة من المنطق والاستعارات التي تمكن منها الفيلم الأصلي للمخرج بيت دوكتر بقوة.

تبلغ رايلي (كنسينغتون تالمان، التي حلت محل كايتلين دياس) الآن 13 عاماً، وهي أكثر سعادة بكثير بحياتها الجديدة. لديها صديقتان مقربتان، بري (سمية نور الدين غرين) وغريس (غريس لو)، وهواية لعب هوكي الجليد، ومزاج مشرق. تعمل عواطفها جنباً إلى جنب لإرشادها خلال معظم المواقف. يتم تمثيلهم مرة أخرى من خلال "الفرح" المفعمة بالحيوية (إيمي بوهلر)، و "الغضب" سريع الانفعال (لويس بلاك)، و "الخوف" المرتجف (توني هيل الذي يحل محل بيل هادر)، و "الاشمئزاز" التي تشبه البروكولي (ليزا لابيرا التي حلت محل ميندي كالينغ)، والحزن التي أصبحت الآن على شكل دمعة (فيليس سميث). تتاح الفرصة للممثلين هيل ولابيرا إبراز ما يجعل هذه التجسيدات الخاصة ممتعة بالمقام الأول بطريقة لم تتح فيها الفرصة لهادر وكالينغ من قبلهما، يلعب الخوف والاشمئزاز (ناهيك عن الغضب) أدواراً أكثر بروزاً هذه المرة.

تتحكم هذه الشخصيات أيضاً في آليات مختلفة عن ذي قبل. حيث يعود السيناريو، الذي كتبه ديف هولستين والكاتبة العائدة ميغ ليفوف، إلى الفيلم الأول بعدة طرق، لكنه لا يكرر تفاصيله المحددة. مع افتراض أن "الذكريات الأساسية" لرايلي قد تم ترسيخها (لم يتم ذكر هذا الجانب الرئيسي من Inside Out بل ترك للافتراض)، تقود "الفرح" الآن مسؤولية حماية "إحساس رايلي بذاتها"، وهو هيكل رائع يشبه الزهرة ورقيق مثل رايلي نفسها ومنسوج من خيوط متوهجة والتي يمثل كل منها أحد المعتقدات. ومع ذلك يبدو أن "الفرح" لا زالت تتعثر من خلال أرسال "الذكريات السيئة" إلى الجزء الخلفي من عقل رايلي، حيث تتراكم في فراغ بعيد، وهو نذير لأشياء قادمة تم تصويره ببراعة.

في عشية إجازة رايلي في معسكر الهوكي مع أصدقائها، وهو حدث يستمر ثلاثة أيام وله تداعيات على المدرسة الثانوية في الخريف التالي، تبدأ مرحلة تغير جسدها فجأة، والتي يتم تمثيلها بأعمال بناء مفاجئة في مركز قيادة العواطف والمقر الرئيسي. وباستثناء مشهد واحد من حالات عدم الأمان الجسدي الجديدة التي تعاني منها رايلي، فإن Inside Out 2 لا يتعمق أبداً في هذا الجانب. لكنه يقدم إحساساً فورياً بالفوضى من خلال وصول مشاعر جديدة: "القلق" العصبية والمتوترة (مايا هوك)، و "الحرج" الكبير والصاخب (بول والتر هاوزر)، و "الملل" المرن والهادئ (أديل إكزاركوبولوس، التي تركز على اللكنة الفرنسية)، و "الحسد"، التي تتميز بأنها... صغيرة الحجم؟ على الرغم من التمثيل الصوتي اللطيف والملتزم من آيو إيديربيري، فإن العضو الرابع لا تتمتع بالكثير من الشخصية أو الوظيفة المميزة، بخلاف إعطاء "القلق" شخصاً للتحدث معه، نظراً لأن "الحرج" و "الملل" صامتان في الغالب. حسناً لا يمكن أن تكون جميع الشخصيات ناجحة.

إذا كان هناك شيء واحد ينجح به Inside Out 2، فهو البداية المفاجئة للتغيير العاطفي في بداية مرحلة المراهقة، والذي يتجسد في الفوضى المطلقة لتسعة شخصيات تتشاحن حول لوحة تحكم عقلية مخصصة لأربعة أشخاص. والطريقة التي يتكشف فيها هذا الأمر مثيرة للاهتمام، وتبدو بأنها ذات طابع شخصي للغاية: مع استلام "القلق" لزمام الأمور والعمل لوقت إضافي للتحضير لكل محتملة (بغض النظر عن مدى كونها غير حقيقية أو غير هامة)، يبدأ إحساس رايلي بذاتها في التغير أثناء محاولتها إقناع اللاعبين الأكبر سناً، حتى لم يعد أصدقاؤها يتعرفون عليها، ولم تعد تتعرف على نفسها.

لكن لسوء الحظ فإن الطريقة التي تُعرض بها هذه الحكاية داخلياً غير مثيرة للاهتمام، حتى لو كانت مضحكة في بعض الأحيان. تعكس الحبكة عملياً فيلم Inside Out حيث يتم طرد الفرح والحزن من المقر الرئيسي ويجب عليهما العثور على طريق العودة. لكن هذه المرة يرافقهما الخوف والغضب والاشمئزاز. لكن الفارق الرئيسي هو أن الفيلم لا يأخذ الوقت الكافي للتركيز على التأثيرات الجسدية والعاطفية للمشاعر الجديدة غير المتوقعة التي تظهر في المقدمة، سواء في عالم رايلي الحقيقي أو العالم الموجود داخل رأسها.

في حين أن فيلم Inside Out 2 يصور المشاعر المفاجئة والمتسارعة للأفكار القلقة، إلى جانب بعض الحوارات الداخلية الدسمة حول انهيار قيمة رايلي الذاتية، إلا أنه لا يحمل سوى القليل من التأثير العاطفي. ففي حين جسد الفيلم الأول فكرة ترك الطفولة وراءها من خلال موت الصديق الوهمي، وصوّر في حالة من التصالح مع الذات من خلال التعامل الأول للطفل مع تعقيدات المشاعر المختلطة القوية، فإن الجزء الثاني لم يحاول أبداً أي شيء من هذا القبيل. على الرغم من أنه يركز على التعقيدات الأكبر المفترضة للمشاعر الجديدة، إلا أن تصويره للقلق، والحرج، والملل، والحسد (بالمقارنة مع الفرح والحزن) مبالغ فيه للغاية، بطريقة تطرح عقبات في سرد ​​القصة.

تعتبر مايا هوك إضافة مبهجة بدور القلق، وهي الشرير العصبي والمتعاطف للغاية والتي تنبع أهدافها من محبتها لرايلي التي لا يعادلها إلا محبة الفرح، التي بدورها تساورها شكوك حول فائدتها. وفي الوقت نفسه، فإن ديناميكية الصداقة بين الحزن والحرج، وهما شعوران يجدان شيئاً مشتركاً في بعضهما البعض، لطيفة بشكل لا يصدق. لكن هذا هو مقدار العمق الذي يصل إليه Inside Out 2 في رحلة المشاعر المشتركة. ومن خلال فصلهم مرة أخرى، ومن خلال إبقاء الأشخاص الذين هم في صراع بالفعل بعيداً عن بعضهم البعض، فإننا نفوت المواجهات الرمزية التي جعلت Inside Out رائعاً.

وبدلاً من ذلك هناك اندفاع للوصول إلى النهاية. يحتوي Inside Out 2 على بعض الأفكار الرائعة والمبتكرة التي تقدم تسلية جيدة (بما في ذلك النكات المتكررة المضحكة المبنية على ألعاب الفيديو من أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ومسلسلات Nickelodeon المعروفة)، ولكن نادراً ما يبدو أن تحرير الفيلم يربط قصة رايلي بقصة الفرح والقلق وما إلى ذلك. عادة ما يتم ذكر السبب والنتيجة بين تصرفات رايلي والدوافع التي تحركها، ولكن لا نشعر بها بشكل كامل من خلال الصورة.

هذه باختصار هي مشكلة فيلم Inside Out 2. إنه فيلم ذكي لكنه نادراً ما يكون عاطفياً. وهو يحتوي على الكثير ليقوله عن الطريقة التي تفسح بها سنوات المراهقة المجال للتغيرات في الشخصية ولشل المشاعر الجديدة، لكنه نادراً ما يثير الفرح أو الحزن أو أياً من زملائهم كما فعل الفيلم السابق. وعلى الرغم من أن الفيلم يركز على بداية سن البلوغ، إلا أنه نادراً ما يتعمق بدرجة كافية لمواجهة الأسباب الفعلية التي تجعل سن "البلوغ فوضوياً". فهو لا يتجاهل التغيرات الجسدية المرتبطة بالتغيرات العاطفية فحسب، بل أنه أيضاً نادراً ما يصور التفاعل بين العواطف. إنه يركز للغاية على تصوير مرحلة المراهقة، ويهتم للغاية بشرح استعاراته (التي من المرجح أن ألا يفهمها المشاهدون الصغار) بدلاً من جعلنا نشعر بتأثيراته.


- ترجمة ديما مهنا

بالرغم من أن طاقم الشخصيات الفوضوية الجديدة يخدم هدفاً واضحاً، إلا أن Inside Out 2 عبارة عن استعارات وتشبيهات أكثر من التركيز على المعنى. إنه يشرح الكثير عن المشاعر المربكة المرتبطة بمرحلة البلوغ، غالباً بطرق ذكية، لكنه نادراً ما يجعلنا نشعر بها أو نختبرها كما فعل جزئه الأول. كما أنه يفشل في الارتقاء إلى المستويات العالية التي حققتها شركة Pixar في حكايات المراهقة التي تحركها المشاعر مثل فيلم Luca، لذا يبدو الأمر وكأنه خطوة للوراء بالعديد من النواحي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا