الارشيف / العاب / IGN

مراجعة الحلقة 4 من الموسم 2 من House Of The Dragon

تحذير: تحتوي هذه المقالة على حرق للحلقة الرابعة من الموسم الثاني من House Of The Dragon بعنوان The Red Dragon and the Gold.

يمكنكم قراءة مراجعتنا للحلقات الأولى و الثانية و الثالثة هنا.


يا للروعة! تخونني الكلمات للتعبير عن مدى روعة هذه الحلقة التي تقدم لنا كل ما كنا نريده. إنها حرب التنانين بتصوير رائع يخطف الأنفاس يبدو حقيقياً جداً، تعززه المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية المثيرة للرهبة، بداية من أصوات التنانين التي تزأر بعظمة أو تصرخ بألم، خاصة لحظة ظهور فيغار التي ترافقها مؤثرات صوتية رهيبة مع كل خفقة جناح، ووصولاً إلى الصور المولدة بالحاسب CGI للتنانين مع كل ضربة جناح بالهواء أو نفخة نار متفجرة أو خبطة أقدام على الأرض أو عضة فتاكة مروعة أو ضربة مخلب في اللحم أو نفخة هواء تطيح بالأشجار، حتى كيف يحرق الأسيد الذي يخرج من أمعائها الناس المساكين الموجودين في الأسفل، كل ذلك في معركة نارية ودامية جعلتني في حالة توجب علي فيها أن أذكر نفسي بأن أتنفس. لقد استحق المسلسل الميزانية الضخمة التي تم وضعها عليه، فالمعارك تتحلى بلمسة من العظمة من خارج هذا العالم، كل ما كنا نحلم برؤيته منذ شاهدنا التنانين لأول مرة في مسلسل Game of Thrones، ومنذ أول حلقة لمسلسل House Of The Dragon، لم يخيب القائمون على المسلسل آمالنا بل وتفوقوا عليها. ولم يكن ذلك فقط مع ما نراه من مواجهات على ، بل أيضاً بالبراعة والدهاء التكتيكي الذي يتمتع به إيموند ولم يكن متوقعاً على الإطلاق.

بدأتُ المراجعة من نهاية الحلقة لأن هذه المعركة كانت أحد أقوى المشاهد في عالم الجليد والنار بشكل خاص، وفي المسلسلات التلفزونية بشكل عام. من أجل هذه المعركة وحدها تستحق الحلقة أن تأخذ تقييماً كاملاً! وبالرغم من كل التمهيد والانتظار وصولاً إليها، حيث أنها لا تتجاوز الـ 10 دقائق الأخيرة فقط من الحلقة، إلا أنها كانت تستحق كل الانتظار! لكن دعونا نتحدث حول بقية الحلقة قبل العودة مرة أخرى إلى هذه اللحظة المحورية في قصة رقصة التنانين.

تكمل الحلقة تماماً حيث توقفنا الأسبوع الماضي. رينيرا لا زالت غائبة عن مجلسها، ودايمون لا زال في قلعة هارينهول، والتي يبدو أن لعنتها حقيقية حيث يرى هلوسات لرينيرا وهي لا تزال مراهقة (ميلي آلكوك)، وزوجته السابقة لاينا، وحتى نسخة من نفسه وهو يضع رقعة على عينه مثل أيموند! لكن هناك سؤال نطرحه هنا، هل اللعنة حقيقية فعلاً أم أن أليس ريفرز، تلك الساحرة التي يلتقيها دايمون خلال هلوساته، هي من يلعب دوراً هنا في هذه الهلوسات من خلال مشروباتها الغريبة التي تناول أحدها دايمون من دون أن يطرح أي سؤال؟ وذلك بعد أن زرعت داخل عقله أن القلعة مسكونة وحدثته حول أسطورة بنائها وكيف تم استخدام أشجار الويروود لإنشائها.

ومن ناحية أخرى، السير كريستن كول يكمل زحفه عبر القلاع ويضاعف من أعداد جيشه في كل خطوة. نرى اللاعبين الكبار الحقيقيين يبرزون على الساحة في لحظة الحقيقة. حيث يجد "الملك" إيغون نفسه مهمشاً أمام أيموند الذي سبقه في وضع الخطط والاستراتيجيات من دون حتى مشاورة إيغون، وكريستن الذي كان فاشلاً بدور مساعد الملك ها هو يحقق النجاحات ويراسل إيموند وليس "الملك" ليخبره عن تقدمه، حتى لاريس سترونغ يبدو مدركاً للخطط على عكس إيغون. وفي المقلب الآخر مجلس رينيرا بدأ يتمرد في غيابها من دون احتساب أية أهمية لكلام ابنها جاكيريس أو الأميرة راينيز، قبل أن يسكتهم حضور "رجل" يحترمونه والمتمثل بكوريليس.

وبالحديث عن كوريليس، كان مشهد قدوم رينيس وتعرفها على آلين (أبو بكر سالم) منقذ زوجها مؤثراً جداً، والتي تكشف من خلاله بالتعابير وحدها (احذروا من حرق من الكتب حتى نهاية هذا المقطع) كيف تشعر بخيانة زوجها كونه ابنه غير الشرعي من دون أن تقول ذلك صراحة في وجهه، لكنها لا تدخر جهداً لترمي ذلك في وجه كوريليس. ولكن بالطبع هذا ليس بالأمر السيء بالمضي قدماً، حيث أنه نظراً لأنه يحم دماءً فاليرية فبإمكانه ركوب التنانين، وبالتالي سيلعب دوراً هاماً بكل تأكيد في الحرب القادمة.

الجانب السلبي الوحيد في الحلقة والذي يقف عائقاً في عدم حصولها على التقييم الكامل هو ما يحدث مع ديمون، والذي تطول مشاهده أحياناً أكثر من اللازم في وقت نشعر فيه بالتوق لمعرفة ما الذي سيحدث تالياً. لا يحرز دايمون أي تقدم في مساعيه، فالقلعة المسكونة أصابته بالعجز، تماماً كما تنبأ لاريس، وتكللت مساعيه بالفشل في ضم عائلة تالي، وهذه الهلوسات التي يتعرض لها تطمس الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، حتى بالنسبة إلينا كمشاهدين، وتعيقه من إجراء حوار مثمر حتى مع مندوب عائلة بلاكوود.

هذه المعركة كانت أحد أقوى المشاهد في عالم الجليد والنار بشكل خاص، وفي المسلسلات التلفزونية بشكل عام. من أجل هذه المعركة وحدها تستحق الحلقة أن تأخذ تقييماً كاملاً!

وعلى المقلب الآخر، تمكنت راينيرا من التغلغل إلى عقل أليسنت التي بدأت تشكك بما سمعته من فيسيريس قبل موته، فتبدأ بالبحث بين الكتب عن تلك النبوءة التي حدثتها عنها رينيرا. كما كان من المثير للاهتمام رؤية كيف أنها تمر بحالة مشابهة لما حدث مع رينيرا في بداية المسلسل، وتخوض نفس المسار الذي لامتها عليه في صباها وكان بداية شقاقهما. فها هي حامل من كريستن نفسه، الذي اعتبرت أن رينيرا خانت مكانتها كملكة مستقبلية عندما شاركته السرير، وها هي تشرب نفس الشراب الذي أُعطي لرينيرا لتفادي حدوث أي حمل. وفوق كل شيء ومع تغلغل الشكوك إلى عقلها نراها تتجرأ على أن تسأل كبير الحكماء بلسانها ما إذا كان يعتقد أن فيسيريس أراد أن يكون أيغون خليفته، وحتى لاريس الخسيس يفهم أنها بدأت تشعر بالشكوك.

ومن ناحية أخرى بدأ دهاء وقوة أيموند تظهر بهذه الحلقة، فهو يسيطر على المجلس بذكائه بينما يتخبط إيغون بإثبات نفسه، كانت لحظة انتقام رائعة من جانب أيموند على ما فعله به شقيقه بالحلقة الماضية عندما سخر منه في الملهى، خاصة عندما يكلمه باللغة الفاليرية في تحدٍ واضح لكل الجالسين الذين ربما لا يفهمون الكلمات لكن يمكنهم بكل وضوح تبين من هو الأقوى بينهما، فيتكلم اللغة بطلاقة بينما يتلعثم أيغون بكلماته. وتتراكم الضغوطات على أيغون عندما يجد أن كل من حوله لا يعيره اهتماماً حتى أليسنت التي ازداد شعورها الذي كان موجوداً بالأصل لكنه تضخم الآن أكثر بعدما التقت رينيرا بأن أيغون ليس جديراً بالتاج. فتقسى عليه بالكلام محبطة لأنه طرد والدها أوتو ولم يلجأ لمشورتها طيلة هذا الوقت، لتنصحه بأن أفضل شيء يمكنه فعله الآن هو "لا شيء".

كل ذلك يتصاعد لدى أيغون فيمتطي تنينه من دون مشورة أحد ويتجه إلى معركة قلعة روكس ريست، غير مدرك للخطة التي وضعها أيموند مع كريستن. كان هناك مشهد ملفت في تلك المعركة يجعنا نطرح السؤال: هل أراد أيموند قتل أيغون؟ حيث أنه بدلاً من مساعدته للتخلص من براثن راينيز وتنينتها ميليس، نراه ينفث النار على كليهما متسبباً بسقوط أيغون وتنينه الأصغر حجماً نحو حتفهما. لكن يجب أن نعطي أيموند حقه من حيث براعة خطته، لقد تمكنوا من خداعنا في بادئ الأمر أن كول وجيشه سيلقون حتفهم بنيران راينيز، لكن منذ لحظة إطلاق الإشارة النارية المتفق عليها بين كول وأيموند، وكيف تتابعت الأبواق بمسافات بعيدة بين بعضها البعض للدلالة على أن أيموند يكمن مختبئاً مع مسافة آمنة للغاية بينه وبين المعركة، نبدأ كمشاهدين ندرك أن راينيز وقعت في فخ كبير.

كان من اللحظات الملفتة أيضاً حصول أيموند على الخنجر الفاليري الشهير الذي يحمل النبوءة. يجدر التنويه أن النبوءة غير موجودة بالروايات وهي من إبداع المسلسل بالكامل، لذا فمن غير المعروف ما هي التداعيات التي يمكن أن تؤثر على الحرب لو أن أيموند كان يعبث بالخنجر ووضعه بالنار وظهرت أمامه النبوءة.

تطرح الحلقة الكثير من الأسئلة، من فاز في هذه المعركة حقاً؟ هل ماتت راينيز وأيغون فعلاً؟ لماذا لم ترجع راينيز أدراجها عندما رأت أيموند وتنينه فيغار؟ كان يمكنها العودة مسرعة لإحضار المزيد من المساعدة بدلاً من المخاطرة بحياتها في معركة يبدو من الواضح تماماً أنها لن تكون لصالحها. هل أرادت الموت أم أنها توقعت أن تتمكن من خصومها بسبب خبرتها بالمعارك؟ وعلى الجانب الآخر، كيف ستكون ردة فعل زوجها كوريليس؟ هل سيلوم السود أم الخضر؟ هل سيشن حرباً معهم من البحر أم سيبتعد عنهم بعدما خسر تقريباً كل عائلته من أجل رينيرا وعائلتها؟

سنحصل على إجاباتنا بكل تأكيد، لكن فيما يخص هذه الحلقة بالتحديد فيمكنني أن أقول أنها من أقوى الحلقات التلفزيونية التي رأيناها في السنوات القليلة الماضية. وإذا كانت هذه المعركة مؤشراً لما سنراه في بقية الموسم، فهذا يعني أننا أمام عظمة كبيرة قادمة!


انتهى الانتظار أخيراً وبدأت ألحان رقصة التنانين تعزف نغماتها الأولى، وبالرغم من أننا لا نصل إلى الروعة المطلقة إلا في الدقائق الأخيرة من الحلقة، إلا أن كل البناء الذي أوصلنا إلى هناك كان يستحق كل ثانية من الانتظار. فبناء الشخصيات غني مثل أي وقت مضى، والأحداث المتراكمة تجعل كل قرار تم اتخاذه منطقي وفي مكانه، واللحظات التي تخطف الأنفاس جعلتني أذكر نفسي مرغمة بأن أتنفس. إذا كانت هذه الحلقة مؤشراً لما سيأتي تالياً، فنحن أمام عظمة جديدة قادمة!

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا