عرب وعالم / السعودية / عكاظ

ديلولو

لقد تغيرت طريقة تواصلنا مع بعضنا البعض على مر القرون. لكن اختراع كلمات جديدة لوصف مشاعر جديدة لم تتغير منذ أول حيوان ناطق في التاريخ، فالكلمات والعبارات التي نستخدمها كل يوم مرت بنفس المراحل التاريخية ولكنها تنتمي لعوائل لغوية محددة، فالكلمات ذات الأصل اللاتيني تظل ذات أصل لاتيني.. وقس على ذلك جميع الكلمات التي نستطيع إعادتها لعائلاتها اللغوية.. وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، تتوسع مفرداتنا ولكن الآن بمصطلحات مختصرة. ولا نستطيع إعادتها لعوائلها اللغوية التاريخية فكلمة «ديلولو» مثلاً أصلها كوري لكنه كوري ناطق بالإنجليزي! ثم هي كلمة تغزو العالم خلال ستة أشهر من اختراعها فقط وبلغ بها الحال من الانتشار والشهرة أن تكتب عنها كاتبة سعودية في صحيفة عربية موجهة الحديث لقراء عرب!.

أتخيل الكسائي في مجلس هارون الرشيد وهو ينتظر أبو الحسن الأحمر يخبره بكلمة عربية جديدة لا يعرفها ويدلل عليها ببيت شعر هو شاهده في المسألة وابتسم. لأن هذا هو حالنا في الإنترنت اليوم.

ففي مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تبتكر عشرات الكلمات سنوياً بعضها يظل ويستمر وبعضها يندثر ويموت، اليوم تحديداً ومنذ ثلاث سنوات إذا كنت تتمتع بالكاريزما، فلديك «rizz». وهو مصطلح أطلقه أول مرة أحد المشاهير في له عبر التيك توك عام ٢٠٢١ ولا زال مستعملاً حتى الآن. ولدينا يوثق الكلمة وليس بيت شعر مع الاعتذار للكسائي و للأحمر.

أما بالعودة للكلمة العجيبة في العنوان «ديلولو» فهي كلمة جديدة تم اشتقاقها من الكلمة الإنجليزية «delusional» من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، في البداية تم استخدامه لوصف شخص مهووس بشكل مفرط بالمشاهير وخاصة معجبي الكيبوب الكوري، ويُستخدم المصطلح الآن لوصف كل شعور متوهم، أو لوصف التفاؤل المفرط غير المنطقي بالمستقبل.

هكذا بدأ المصطلح لكننا نشهد اليوم تطور معناه حيث وصل المعنى إلى معنى جديد تقريبا، فهو يُستخدم للإشارة إلى الاعتقاد بأن المرء يمكنه التأثير على مصيره من خلال قوة الإرادة الصرفة، مما يرسم أوجه التشابه مع حركة «التجلي» التي بدأتها أوبرا وينفري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أو مقولة «تظاهر بالنجاح حتى تنجح» السائدة خلال سبعينات القرن الماضي.

أما في الخمسينات من القرن العشرين، أطلق نورمان فينسنت بيل على هذه الظاهرة اسم «التفكير الإيجابي»

وإذا سألت تيك توك، فإن هاشتاق #delulu تمت مشاهدته أكثر من 4 مليارات مرة حتى الآن.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا