أكد الخبير العقاري سعد التويم أن القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية يلعب دورًا كبيرًا في التأثير على أسعار العقارات، حيث تساهم قلة المعروض من الوحدات السكنية وزيادة الطلب في ارتفاع الأسعار.

وأشار التويم، خلال مقابلة إذاعية ضمن برنامج "المؤشر الاقتصادي" الذي يقدمه الإعلامي ماجد الجبرتي عبر إذاعة "ألف ألف" بالشراكة مع "العنوان للإعلام"، إلى أن السوق العقاري يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات لتلبية الطلب المتزايد، مما يفتح فرصًا جديدة أمام المستثمرين.

في المقابل، أشاد التويم بالإجراءات الحكومية الأخيرة، مثل قرار إيقاف رسوم إصدار تراخيص الأنشطة التجارية للفنادق والشقق الفندقية والمنتجعات السكنية، معتبرًا أنها ستساهم في تعزيز الاستثمارات.

وشهد إنفاق السياح في المملكة ارتفاعًا يصل إلى 256 مليار ريال في عام 2023، مسجلًا نموًا بنسبة تقارب 25% مقارنة بعام 2022، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة السياحة.

ووفقًا لتقرير أعده فريق "بروبرتي ميدل إيست"، ارتفع إنفاق السياح على خدمات الإيواء والسكن ليبلغ 71 مليار ريال في عام 2023، مقارنة بـ 55 مليار ريال في العام الذي سبقه، مما يعكس زيادة بنسبة 28%، ويأتي هذا النمو بالتزامن مع ارتفاع عدد السياح إلى مستوى قياسي بلغ 109 ملايين سائح، وهو الأعلى في تاريخ المملكة.

وفي تعليقه على هذه الإحصائية، أوضح الخبير العقاري سعد التويم أن زيادة إنفاق السياح في المملكة أمر متوقع نتيجة الانفتاح السياحي الكبير الذي تشهده البلاد، لافتًا إلى أن الأرقام مرشحة للاستمرار في الارتفاع مع إقرار تشريعات جديدة تهدف إلى تعزيز البيئة الاستثمارية الجاذبة.

وأضاف التويم أن الإنفاق السياحي لم يؤثر فقط على القطاع السكني، بل امتد ليشمل العقارات التجارية مثل المطاعم والمقاهي، التي شهدت إقبالًا متزايدًا من الزوار القادمين من خارج المنطقة.

وأكد التويم أن تصدر منطقة مكة المكرمة في قائمة إنفاق السياح يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الطلب المرتفع على زيارتها وسهولة الوصول إليها بتكاليف أقل مقارنة بمناطق أخرى، كما أن البنية التحتية المتطورة التي تمتاز بها مكة، والتي تشمل عددًا كبيرًا من الفنادق، تسهم في جذب المزيد من السياح.

وعن تفضيل السياح لبعض المناطق في المملكة، أشار التويم إلى الرياض تشهد إقبالًا كبيرًا بفضل استضافتها لفعاليات ضخمة، مما رفع الطلب على الوحدات السكنية.

وأوضح "التويم"، أن تنظيم المملكة العربية السعودية لأحداث ومسابقات عالمية، إلى جانب إقامة الفعاليات الكبرى، سيعزز من مكانتها كوجهة عالمية، ويساهم في استقطاب الزوار من شتى أنحاء العالم، وهو ما سينعكس إيجابيًا على القطاع السياحي والعقاري في البلاد.