05 يناير 2025, 7:49 مساءً
في خضم صراعات إقليمية ودولية متصاعدة، تطلُّ برأسها أزمة إنسانية، تُنذر بكارثة شاملة في قطاع غزة المحاصر.
فمع التهديدات الإسرائيلية بوقف التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يزداد الوضع تأزمًا، ويُلقي بظلاله القاتمة على مستقبل مليونَي فلسطيني، يعيشون تحت وطأة الحصار والفقر واليأس.
فهل يشهد العالم فصلاً جديدًا من المأساة الإنسانية في غزة؟ أم إن هناك بارقة أمل في ثنايا هذا الواقع المرير؟
الوضع المتدهور
وحذرت لويز ووتريدج، كبيرة مسؤولي الطوارئ في الأونروا، من أن النظام الاجتماعي الهش في غزة معرَّض للانهيار الكامل إذا نفَّذت إسرائيل تهديدها بإنهاء التعاون مع الوكالة.
ووصفت ووتريدج، العائدة للتو من غزة، الإقليم بأنه يعاني تصدعًا متزايدًا، وأن مشاريع القوانين التي يزمع تطبيقها ستجعل من المستحيل على الأونروا العمل أو توزيع المساعدات في المنطقة.
وقالت: "إذا لم نعد قادرين على التواصل مع السلطات الإسرائيلية فلن نتمكن من حماية مباني الأونروا، ولن نستطيع ببساطة الوجود هناك".
وأشارت ووتريدج إلى أن مستويات انعدام القانون التي بدأت تظهر في معبر كرم أبو سالم لم تنتشر بعد في جميع أنحاء غزة بسبب الروابط المجتمعية القوية بين الفلسطينيين، وعلاقتهم مع الأونروا.
وقالت: "إذا لم يجد الناس الدقيق في يوم من الأيام فإنهم يتفهمون ويثقون بأن الوكالة ستفعل ما بوسعها؛ لأنها قريبتهم أو أخوهم الذي يعمل في الأونروا؛ لذا فهم يعرفون أن الوكالة تحاول المساعدة، وليست الوكالة هي الملامة".
وأضافت: "إذا تم إزالة هذه الوكالة فهذا يعني إزالة هذا العازل، وهذا يدعو للتساؤل: ماذا لو لم يقاتل الناس أكثر؟ أنا مندهشة من أن النظام الاجتماعي لم ينهَر أكثر مما هو عليه. لقد تم دفع الناس إلى حافة الهاوية"، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
شعور باليأس
وأوضحت ووتريدج أن التهديد لمستقبل الأونروا يأتي في وقت يشعر فيه سكان غزة بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم، وقالت: "إذا تحدثت إلى أي شخص، أي مدني، فإنهم يشعرون باليأس المطلق".
ووصفت الوضع المعيشي في غزة بأنه أشبه بـ"حوض سمك"؛ إذ يعيش السكان تحت مراقبة الطائرات بدون طيار، ويضطرون في الوقت ذاته لتوفير الماء والطعام والتدفئة لعائلاتهم.
وأكدت ووتريدج أنه لا توجد أي خطة بديلة لما قد يحدث بعد الموعد النهائي الذي حددته إسرائيل لإنهاء التعاون مع الأونروا.
وقالت: "إذا لم تعد الأونروا تعمل فلا توجد أي وكالة أخرى يمكنها أن تحل محلها".
وأوضحت أن الأونروا تقدم ما يقرب من 17 ألف استشارة صحية يوميًّا في قطاع غزة، ومن المستحيل أن تحل وكالة أخرى محل ذلك.
وحذرت من أن النظام المدني ينهار بالفعل في أجزاء من غزة؛ إذ تنتشر "العائلات الإجرامية" في مناطق مثل كرم أبو سالم، وتقوم بنهب المساعدات.
ووصفت ووتريدج الإجراءات الإسرائيلية في غزة بأنها تجعل "ظروف المعيشة بائسة قدر الإمكان بكل طريقة يمكنك تخيلها" بعد 15 شهرًا من الحرب.
وأضافت: "القصف والضربات جزء واحد من هذه الحرب، والجزء الكبير الآخر من الحرب هو العيش دون كرامة. لقد ذهب كل جانب من جوانب المجتمع".
وروت قصصًا مؤثرة عن معاناة السكان، مثل قصة امرأة مصابة بالتهاب الكبد تعاني نقص السوائل، وأخرى تعيش في مرحاض في مدرسة، وتستخدم ضوء مشعل للدراسة.
معاناة النازحين
وأشارت ووتريدج إلى أن نحو 20 ألف شخص يقيمون داخل المدارس في بلدة دير البلح الوسطى، بينما يقيم نحو 60 ألف شخص آخرين في محيط المدارس، في محاولة للوصول إلى إمدادات المساعدات.
وأوضحت أن المرافق الصحية تعاني نقصًا حادًّا؛ إذ يوجد نحو 12 حمامًا لـ60 ألف شخص.
وأكدت أن شمال غزة لا يزال خارج حدود الأونروا، وأن العديد من الفلسطينيين النازحين من الشمال وصلوا دون أي ذكور في العائلة.
واختتمت ووتريدج حديثها بنقل صرخات النساء النازحات من الشمال، اللاتي يسألن بيأس: "لماذا لا تفعلون المزيد؟ لماذا نتعرض للدفع من مكان إلى آخر، ويتم إخبارنا بالذهاب إلى مكان آمن عندما لا يوجد مكان آمن؟". فهل يستجيب المجتمع الدولي لهذا النداء قبل فوات الأوان؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.