07 يناير 2025, 9:21 صباحاً
حذَّرَ الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني؛ خبير ومدرّب تعزيز الصحة والتواصل الصحي، من الإفراط في تناول المشروبات المحلاة بالسكر بأنواعها المتعدّدة، بما في ذلك المشروبات الغازية، حيث تشير الأبحاث إلى احتمالية ارتباط ذلك بالإصابة بعددٍ من الأمراض المزمنة؛ كالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار الدكتور "القحطاني"؛ إلى دراسة نُشرت هذا الأسبوع في المجلة العلمية "نيتشر ميديسن"، أجرتها جامعة تفتز الأمريكية، وتُعد الأضخم من نوعها، توضح أن تلك المشروبات ترتبط باحتمالية حدوث 2.2 مليون حالة سكري جديدة و1.2 مليون حالة إصابة جديدة بأمراض القلب والأوعية الدموية سنوياً حول العالم.
وشملت الدراسة استخلاص بيانات من قاعدة البيانات الغذائية العالمية (GDD) في 184 دولة بين عامَي 1990 و2020.
ونوَّه بأن تعريف المشروبات المحلاة بالسكر يشمل المشروبات الغازية المحتوية على السكر، وكذلك مشروبات الطاقة، إضافة إلى العصائر المضاف إليها السكر، وغيرها من المشروبات التي يُضاف إليها السكر أو الجلوكوز أو أيُّ من أنواع السكريات ذات السعرات الحرارية العالية.
وأضاف د. "القحطاني": "من وجهة نظري تدخل في ذلك المشروبات السكرية الساخنة؛ كأنواع القهوة المحتوية على نسبٍ عالية من السكريات المضافة التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين".
ويشير خبير تعزيز الصحة، إلى أن هذه الدراسة الضخمة، وغيرها من الدراسات الطبية، تفيد بأن تلك الجرعات العالية من السكريات "الجلوكوز" سريعة الهضم الموجودة في تلك المشروبات تؤدي إلى تنشيط الأنسولين وعددٍ من العمليات الأيضية في الجسم بطريقةٍ مفرطة وسريعة، حيث يؤدى تناولها المنتظم إلى إنتاج الدهون الحشوية (الدهون التي تتشكّل داخل البطن)، ومقاومة الأنسولين، كما أن بعض أنواع السكريات يؤدي إلى تخليق الدهون الكبدية، وهي عوامل تؤثر في العمليات الحيوية في الجسم والتمثيل الغذائي في الأوعية الدموية والكبد والعضلات والعظام والكلى، كما تؤثر بشكلٍ ملحوظٍ في زيادة الوزن، وإرباك الجهاز المناعي، وتنشيط الالتهابات الخلوية، وارتفاع كل من السكر والدهون في الدم.
وأكد د. "القحطاني"؛ أن المحصلة النهائية من تلك الاضطرابات في الجسم تعد عوامل خطورة للإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وبعض الأمراض القلبية والوعائية، والتأثير على سلامة العظام والكلى، إضافة إلى ارتباطها بتسوّس الأسنان.
وحول الاحتياج اليومي من السكريات، ذكر د. "القحطاني"؛ أن الاستهلاك اليومي للسكريات الحرة (كالسكر الأبيض والجلوكوز والسكر المضاف لمعظم أنواع الأطعمة والمشروبات الغازية وغيرها) يجب ألا يزيد على ما يعادل 12 ملعقة صغيرة من سكر المائدة (ما يوازي 50 جم تقريباً) للبالغين في الأطعمة والمشروبات المتناولة يومياً، وذلك وفق المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تُوصي أيضاً بتخفيضه إلى مستوى 6 ملاعق صغيرة للوصول إلى نتائج صحية أفضل.
أما بالنسبة للأطفال، فتوصي جمعية القلب الأمريكية (AHA)، بألا يزيد مدخول السكريات الحرة على 25 جم يومياً، بما يعادل تقريبا 6 ملاعق صغيرة من سكر المائدة في الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر لدى الأطفال والمراهقين في الفئة العمرية من 2 إلى 18 سنة.
وحذّر من خطورة المشروبات المحلاة بالسكر وفق الاحتياج اليومي، قائلاً: "علبة واحدة من المشروب السكري الغازي تحتوي في المتوسط على 40 جم من السكر، بما يوازي تقريباً 10ملاعق صغيرة من سكر المائدة، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. وهي كمية تقارب الاحتياج اليومي الكامل للبالغ من السكريات الحرة، وما يزيد على الاحتياج اليومي للأطفال بمقدار 163%، فكيف بمَن يتناول الحجم الكبير منها أو تناول أكثر من علبة؟ هذه معضلة بالغة الأثر على الصحة".
ودعا "القحطاني"؛ القطاعات المعنية إلى مراجعة وتطوير التشريعات واللوائح المتعلقة بتلك المشروبات لضمان الحد من الترويج لها وتسويقها، وخصوصاً للأطفال والمراهقين، ورفع مستوى الرقابة على الالتزام بذلك. كما دعا وزارة التعليم إلى مراجعة وتحديث الاشتراطات الصحية المتعلقة بمستوى السكريات المضافة في المشروبات والأطعمة في المقاصف. ووجّه دعوته إلى الجهات المعنية إلى وضع تشريعات تمنع مطاعم الوجبات السريعة من بيع الأحجام الكبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر أو ما يُسمى "السوير زايز" أو "إكسترا لارج" مع الوجبات السريعة. كما تشمل إستراتيجيات المواجهة رفع الضرائب، وتكثيف التوعية بأضرارها بطرقٍ مبتكرة قائمة على البراهين العلمية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.