21 أبريل 2025, 4:01 مساءً
بعد تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، أصدر الملياردير إيلون ماسك، توجيهًا لجميع موظفي الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، يطالبهم بإرسال بريد إلكتروني أسبوعي يسرد خمسة إنجازات رئيسية، وكان الهدف المعلن هو تعزيز المساءلة وضمان فعالية الأداء، حيث وصف ماسك الرسائل بأنها مقياس لضمان أن الموظفين لديهم "نبض"، لكن ما بدأ كإجراء صارم، هُدد فيه بعدم الامتثال بالاستقالة، يتلاشى الآن ويتحول إلى فوضى إدارية وتطبيق غير متسق في جميع أنحاء الوكالات الحكومية، وذلك بالتزامن مع استعداد ماسك لمغادرة دوره في الحكومة، وهذه الصورة المعقدة تكشفها سجلات ومقابلات حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست".
توجيه ونفي
بدأ التوجيه الصارم في فبراير الماضي بتهديد واضح: أي موظف لا يقدم رسالة البريد الإلكتروني الأسبوعية المكونة من "5 أشياء" سيعتبر مستقيلاً. برر إيلون ماسك، الذي كان يلعب دورًا في حكومة الرئيس ترامب، هذا المطلب بأنه ضروري لقياس "نبض" الموظفين والتأكد من وجود إنجازات حقيقية، لكن وفقًا لسجلات حصلت عليها "واشنطن بوست"، فقد واجه هذا التوجيه رفضًا مبكرًا على مستويات عليا. فبعد يومين فقط من إرسال تعميم ماسك، أكدت إدارة شؤون الموظفين في إيجاز لكبار مسؤولي الموارد البشرية أن المبادرة طوعية وأن عدم الامتثال لن يؤدي إلى الفصل. ومما زاد الطين بلة، أقر مسؤولو الإدارة صراحة بأنه لا توجد أي خطط لاستخدام البيانات التي يرسلها الموظفون بالفعل.
وهذه الرسائل المتضاربة والبلبلة التي صاحبت التوجيه أدت إلى وضع يمكن التنبؤ به: فوضى في التطبيق. ومع اقتراب موعد مغادرة الملياردير للحكومة وتراجع نفوذه، أظهر تحليل لـ"واشنطن بوست" ومقابلات مع عشرات الموظفين والمديرين (الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من الانتقام) أن سياسات الوكالات بشأن الردود متباينة بشكل كبير، وبعض الوكالات الفيدرالية ألغت متطلب إرسال هذه الرسائل بالكامل، بينما لا تزال قلة تفرض الامتثال الصارم. هناك إدارات أخرى تقول إنها تطلب الرسائل لكنها لا تتحقق من الالتزام أو تتبع الردود بأي شكل يمكن ملاحظته. هذا التضارب يعكس عدم وجود استراتيجية موحدة وكفاءة حقيقية خلف هذا المطلب.
تناقض الوكالات
والعديد من الوكالات بدأت تتراجع عن المطلب. ففي أواخر مارس، أبلغت وكالة حماية البيئة موظفيها أن المهمة ستكون "مشجعة ولكنها اختيارية"، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني حصلت عليها الصحفية، وفي أبريل، أخبرت المعاهد الوطنية للصحة موظفيها بانتهاء الإلزام تمامًا، مبررة ذلك بأن لديها عملياتها الخاصة لمراجعة الأداء.
وعلى النقيض تمامًا، قامت حفنة صغيرة من الوكالات بترسيخ هذه الممارسة أو إنشاء نماذج آلية لجمع الردود، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، التي تواصل التذكير بالنقاط الخمس في نشرتها الداخلية اليومية. لكن حتى داخل هذه الوكالات، يبدو الهدف مبهمًا. قال موظف في هيئة الأوراق المالية والبورصات لـ"واشنطن بوست": "ليس لدي أي فكرة عن كيفية استخدامها".
استجابات الموظفين
وفي ظل هذا الغموض والتضارب، يلجأ العديد من الموظفين الفيدراليين الذين ما زالوا ملزمين بالرد إلى أساليب مختلفة. البعض يقدم نسخًا معدلة قليلاً من نفس النص النمطي أسبوعيًا، بينما يتعامل آخرون مع الأمر كمزحة، فيرسلون الردود بلغات أجنبية أو يستخدمون نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء "سلطة كلمات" عشوائية وطويلة، كما فعل موظف في وزارة الإسكان والتنمية الحضرية.
وفي وزارة الزراعة، مرت التعليمات بمراحل متقلبة، حيث طُلب من الموظفين في البداية عدم الرد، ثم طُلب منهم النظر في الرد بعد كل شيء، وأخيرًا طُلب منهم الإرسال للمديرين المباشرين دون وصفه بالإلزامي تمامًا. نتيجة لذلك، اختار العديد من الموظفين المرتبكين عدم الرد على الإطلاق، ويقوم البعض الآن بالرد باللغة الروسية تعبيرًا عن سخريتهم أو لمحاولة إرباك من يراجع الرسائل.
غياب الاستراتيجية
ولا يزال الغموض يكتنف الاستخدام الفعلي للردود على رسائل البريد الإلكتروني داخل القوة العاملة الفيدرالية الأمريكية، إن كانت تُستخدم لأي شيء على الإطلاق. أظهرت رسالة بريد إلكتروني حصلت عليها "واشنطن بوست" أنه لم تكن هناك أبدًا استراتيجية مركزية لكيفية التعامل مع هذه الردود.
ويؤكد ذلك تفاصيل اجتماع قادة الموارد البشرية (مسؤولي رأس المال البشري الرئيسيين) من جميع أنحاء الحكومة في أواخر فبراير، والذي قادته إدارة شؤون الموظفين، تشير الملاحظات الموجزة من الجلسة إلى أن "رسالة البريد الإلكتروني لعطلة نهاية الأسبوع" التي أعلنها ماسك كانت أول موضوع للمناقشة.
ومن المتوقع أن يغادر إيلون ماسك دوره في الحكومة في نهاية مايو. وبينما تشيد إدارة ترامب بالفكرة الأصلية لماسك، كنموذج لإعادة تشكيل البيروقراطيات بسرعة، فإن مصير توجيه "النقاط الخمس" الذي أطلقه يظل مثالًا للفوضى الإدارية، حيث يتلاشى المطلب الأصلي ويتحول إلى مجموعة غير متسقة من السياسات والاستجابات المتباينة مع اقتراب رحيل مؤسسه. فهل تنجح البيروقراطية الأمريكية في استعادة إيقاعها القديم بعد تجربة "النقاط الخمس"؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.