شهدت الحدود بين المغرب وجيب سبتة الإسباني، واقعة غير مسبوقة أثارت دهشة السلطات الأمنية، حيث تمكن مهاجر غير شرعي من عبور السياج الحدودي عبر التحليق بمظلة شراعية (باراغليدينغ) من جبل موسى في المغرب إلى منطقة سيدي إبراهيم داخل سبتة، وهي منطقة سياحية شهيرة بركوب الدراجات الجبلية والتنزه.
ورصدت كاميرات المراقبة الإسبانية العملية الجريئة التي نُفذت في وضح النهار، لكن المهاجر نجح في الاختفاء قبل وصول دوريات الحرس المدني الإسباني، الذين عثروا فقط على المظلة الملونة الكبيرة ملقاة في الغابات، ما يجعلها أول حالة عبور جوي ناجحة من نوعها في سبتة، رغم حوادث مشابهة سابقة في مليلية المجاورة عام 2022.
وأطلقت السلطات تحقيقاً لتحديد هوية المهاجر، الذي يُعتقد أنه في العشرينات من عمره، وقد يكون من أصل مغربي أو أفريقي جنوب الصحراء، وسط تكهنات بتوقيت العملية مع نقل روتيني للمهاجرين من مركز الاستقبال في سبتة إلى البر الإسباني الرئيسي.
وأكد الحرس المدني الإسباني أن العملية كانت احترافية، إذ انطلق المهاجر من جبل موسى الذي يطل على سبتة، مستغلاً التضاريس الجبلية للطيران فوق السياج الحدودي المزدوج بارتفاع 12 متراً المزود بأجهزة استشعار وأسلاك شائكة، بتمويل أوروبي عبر وكالة «فرونتكس» بتكلفة 66 مليون يورو.
وانتشرت فيديوهات اللحظة على وسائل التواصل، ما أثار نقاشات حول فعالية الإجراءات الأمنية في مواجهة الابتكارات الجديدة للمهاجرين، الذين بدأوا في تبادل «دليل إرشادي» عبر «TikTok» يشرح مسارات الطيران الآمنة ونقاط الضعف في السياج.
وتأتي هذه الواقعة في سياق صيف 2025 الذي شهد زيادة في محاولات العبور، إذ سجلت إسبانيا 1452 دخولاً برياً غير شرعي إلى سبتة من يناير إلى يوليو، بنسبة ارتفاع 7% عن 2024، مع انتشار فيديوهات لمهاجرين يتدربون على المظلات الشراعية قرب الحدود.
وتُعد سبتة ومليلية (الجيبان الإسبانيان في شمال أفريقيا) الحدود البرية الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، ما يجعلهما هدفاً رئيسياً لآلاف المهاجرين الذين يفرون من الفقر والنزاعات في المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء. ويعترض المغرب على سيادة إسبانيا على سبتة ومليلية، مطالباً باسترجاعهما عبر الأمم المتحدة، بينما تعتمد إسبانيا على اتفاقيات ثنائية لإعادة المهاجرين.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.