أحمد بكير
من أبطال أكتوبر..
“الطيار المجنون”.. صائد الطائرات وقاهر الإسرائيليين فى حرب ١٩٧٣.

اللواء طيار أحمد المنصورى، المولود في فبراير ١٩٤٦، كان من أوائل المشاركين في أول أسراب الطيران، في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، وقائد تشكيل الفهود السوداء، وصفه الإسرائيليون بـ”الطيار المجنون”. وهو يفتخر بهذ الوصف كثيرًا، ويعتبره شهادة غير مجروحة، من عدو قوي، ويعتبره تكريمًا من الأعداء. وفي معاركه التى خاضها فى الجو، كان يقول إنه يُحارب منتخب العالم، فالإسرائيليون مجتمعٌ، يتكون من بريطانيين، وفرنسيين، وأمريكيين، وهولنديين، وبولنديين.. ورغم ذلك حققنا انتصارات عظيمة، سجلها التاريخ العسكرى عليهم رغم قوتهم.

وعن سبب تسمية الإسرائيليين له بـ “المجنون” يذكُر المنصورى أنه في إحدى الطلعات كان خلفه طيارٌ إسرائيلى، وأمامه طيارٌ آخر واستهدفه الطيار الذى كان خلفه، وظل يقترب منه حتى أصبح في مرماه، فقلب له طائرته ليوهمه بالاستسلام، وبمنتهى السرعة هبط، وكأنه ينتحر، فلو لاحقه الطيار الاسرائيلى سيدمره، فقام المنصورى بمناورته، وهو يعرف أنه لابد وأنْ يكون علي ارتفاع ٦٥٠٠ قدم، كى تنجح مناورته، بنسبة في حدود ٥٠ %، لكن الارتفاع حينها كان ٣٠٠٠ قدم فقط، يعنى في تعريف الطيارين “ميت ميت”، والطيار الاسرائيلى الذي يلاحقه ظنَّ أنه في طريقه للموت المُحقق، أو أنه طيار مجنون.

ونجحت أحمد المنصورى فى إيهامه بأنه فى طريقه للسقوط المحقق، إلا أنه ارتفع بالطائرة فجأة، وقد كان قريبًا من الأرض، فأطلق على الطائرة الإسرائيلية صاروخًا أسقطها بقائدها، بمناورة فيها مجازفة كبرى، إلا أنه قد نجح، فأسموه “الطيار المجنون”.

شارك “المنصورى” في ٥٢ طلعة جوية خلال ١٨ يومًا في شهر رمضان، وهو الوحيد الذي نجح في الهبوط بطائرته وهى مُعطلة على طريق الزعفرانة، والوحيد الذي قام بمناورة بهلوانية وهو فى طلعة جوية، اشتبك خلالها مع أحد الطيارين الإسرائيليين، أسقطه فيها بطائرته..
نال “المنصورى” العديد من الأوسمة، منها وسام الشجاعة، ووسام النجمة العسكرية، وميدالية جرحى الحرب مرتين، وغيرها من الأوسمة.
أحمد بكير