ورث المحل عن والده ورغم مرور عشرات السنين على أول حلاقة أجراها لزبون، إلا أنه لا يزال مستمرًا في هذه الصنعة التي ورثها عن الأجداد، فكل ما في المكان يدل على القدم والأصالة والتاريخ العريق الذي كتب هنا بأيدي الأجداد وانتقل إلى الأبناء، فالرجل السبعيني يعد واحدًا من أقدم الحلاقين في محافظة قنا، وتحديدًا في جنوب المحافظة.
حلاق بنكهة التاريخ
بصيلات شعره البيضاء شاهدة على سنوات طويلة قضاها في هذه الحرفة داخل محله الصغير، اكتسب خلالها خبرة أهلته للتعامل مع الجميع سواء من المدينة أو من القرى، ورغم الحداثة والمحلات الجديدة، فإنه لا يزال محافظًا على محله الذي يزيد عمره عن 150 عامًا، إذ اكتفى بتحديث أدوات الحلاقة فقط دون تجديد المكان، ليبقى واحدًا من شواهد التاريخ في محافظة قنا.
قال ناجي راشد، أحد أقدم الحلاقين في محافظة قنا، إنه تعلم مهنة الحلاقة عام 1966، وافتتح محله الخاص عام 1967 بعد أن تعلمها من والده وأبناء عمومته، وأنه لا يزال يعمل داخل المحل القديم الذي يزيد عمره على 150 عامًا، محافظًا على طرازه القديم دون أي تجديد، ورفض الانتقال إلى مكان آخر أكثر حداثة أو ازدحامًا بالزبائن، نظرًا لارتباطه الشديد بالمكان وحبه له، وأضاف أن له علاقة وطيدة بزبائنه القدامى الذين لا يزالون يترددون عليه من حين إلى آخر.
ذكريات الحلاقة القديمة
وأشار راشد، إلى أن أدوات الحلاقة تغيرت كثيرًا عن الماضي لا سيما ماكينات الحلاقة، ففي السابق كان يستخدم ماكينة يدوية لا تعمل بالكهرباء، ثم ظهرت الماكينات الكهربائية التي حلت محلها، كما كان يستخدم "موس" حلاقة كبيرًا يسن يدويًا على حجر الزيت، وأن طرق الحلاقة في الماضي كانت تختلف كثيرًا عن الحلاقة الحديثة، ومعظم زبائنه اليوم من كبار السن، وليس من فئة الشباب.
ولفت ناجي راشد، إلى أنه في الماضي كان هناك ما يعرف بـ"الحلاق المتجول"، الذي كان يحمل حقيبة صغيرة ويتنقل بين القرى والشوارع، وكان أجره في الغالب ليس مالًا، بل يحصل على مقابل من المحاصيل الزراعية التي يزرعها الأهالي وكانت تكلفة الحلاقة آنذاك لا تتعدى قرشًا واحدًا.
واختتم حديثه قائلاً إن من هواياته المحببة منذ الطفولة العزف على آلة "الناي"، حيث يعزف في أوقات فراغه، ويجد في ذلك متعة خاصة، كما يُسعد المقربين منه بهذا العزف.
العم ناجي راشد
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
