إعداد: عائشة خمبول الظهوري
في أعماق الصحراء الغربية الإيرانية، تتسلح أفعى ذات قرون بخدعة مدهشة تجعلها واحدة من أكثر الحيوانات دهاءً لصيد فرائسها. ذيلها لا يقتصر على كونه مجرد امتداد تشريحي، بل يتخذ شكلاً متقناً لعنكبوت، وهو مصمم بدقة ليغري الطيور الجائعة الباحثة عن فريسة سهلة، وعندما يهبط طائر القبرة على الأرض، متأهباً لالتقاط «العنكبوت»، يجد نفسه عالقاً في فخ مميت.
هذه الحيلة ليست نادرة في عالم الحيوان، فالكثير من المفترسات تستغل أجزاء من أجسادها لجذب فرائسها، ولكن التكيف التطوري الذي جعل ذيل الأفعى يحاكي عنكبوتاً حقيقياً هو ما يميزها. بمرور الزمن، تطور ذيل الأفعى ليصبح أشبه بنسخة مصغرة من العنكبوت، مما دفع العلماء في البداية للاعتقاد بأن هناك طفيلياً أو ورماً متشبثاً بذيلها، ومع مرور الوقت، يتحول ذيل الأفعى من شكله الطبيعي إلى أداة صيد متقنة، إذ تتشكل النتوءات لتبدو كأرجل، وحركة الذيل تحاكي حركات العنكبوت، وعندما تقترب الطيور أو السحالي، تكون النهاية حتمية، وعلى الرغم من أن هذه الخدعة ليست دائماً ناجحة، إلا أنها واحدة من أكثر استراتيجيات الصيد إثارة ودهاءً في عالم الطبيعة.