منوعات / صحيفة الخليج

متحف القناة بالإسماعيلية.. تاريخ من ذاكرة البحر

القاهرة: «الخليج»

يجذب متحف قناة السويس بمدينة الإسماعيلية، عشاق العمارة والتاريخ، إذ يتميز بعمارته الفريدة التي تجمع بين طرز العمارة الإسلامية والأوروبية، التي كانت سائدة في نهايات القرن الثامن عشر، إلى جانب ما يضمه من مقتنيات تروي تاريخ واحدة من أهم وأخطر الفترات التي عاشتها المنطقة في بواكير القرن الماضي.
يصنف مبنى المتحف، باعتباره واحداً من أقدم المباني التاريخية القديمة التي بنيت في مدينة الإسماعيلية، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1862 في نهايات القرن الثامن عشر، وقد خصص في بادئ الأمر، ليكون مقراً لإدارة شركة قناة السويس بعد افتتاحها للملاحة البحرية، قبل أن يضم إلى هيئة الآثار في عام 2004، بعد نحو قرن كامل، شهد خلاله العديد من الأحداث الكبري التي غيرت وجه المنطقة بشكل عام، ومصر بشكل خاص.
شيد المبني في بادئ الأمر، ليكون مقراً لسكن الفرنسي فرديناند ديليسبس، قبل أن يشرع المغامر الفرنسي في بناء منزل آخر له، يجاور هذا المبني الذي خصصه، ليكون مقراً إدارياً لشركة قناة السويس العالمية، وقد استمر المبنى يتولى إدارة مرفق القناة، حتى قرار تأميمها في يوليو عام 1956، لتنتقل إدارة المرفق المصري إلى مبنى آخر، ويغلق المبنى لسنوات ثم يتحول إلى مقر للحزب الحاكم بالإسماعيلية أثناء فترة حكم الرئيس مبارك، ومن بعدها مقر لجمعية الخضار والفاكهة، لكنه سرعان ما أغلق بعد ثورة يناير، إلى أن قررت هيئة قناة السويس بالتعاون مع بعض الجمعيات الفرنسية، إعادة تأهيل المبنى، وتطويره ليكون متحفاً عالمياً، يضم تاريخ هيئة القناة.
خضع المبني لعملية ترميم واسعة استغرقت ما يقرب من ثلاث سنوات، تم خلالها الاستعانة بأحدث تقنيات الترميم، قبل رفده بالعديد من القطع الأثرية النادرة والمقتنيات التي تخص تاريخ قناة السويس، وعلى رأسها التمثال الشهير لديليسبس، وعدد من العربات الملكية، التي تم استخدامها في أول افتتاح للقناة، بحضور الملكة أوجينى، والصالون الذي جلست عليه، وهو عبارة عن طاقم جلوس يتكون من عدد من المقاعد، كان الخديوي إسماعيل قد أمر بإعداده بمواصفات خاصة ليستقبل فيه الإمبراطورة، أثناء حضورها إلى حفل افتتاح القناة.
يضم المتحف العديد من المقتنيات المهمة، ومن بينها الأدوات المستخدمة في حفر القناة، مثل المطارق والمقصات، وأسنان أول حفار عمل بالمنطقة، إلى جانب نماذج لأدوات الحفر القديمة، فضلاً عن العديد من الوثائق الخاصة بالقناة والمجرى الملاحي، كما يضم المتحف بعض عربات القطارات الأثرية، التي يعود تاريخها إلى حقبة حفر قناة السويس، إضافة إلى عربتي قطار من أقدم عربات القطارات في العالم، الأولى مصنوعة من الخشب ويرجع تاريخ بنائها إلى عام 1892، وكانت موجودة في مخازن القطارات في طنطا قبل أن يتم نقلها إلى المتحف، والثانية يرجع تاريخ بنائها إلى عام 1912، وكانت ملحقة بمحطة قطارات الزقازيق.
ويضم المتحف العديد من مقتنيات ديليسبس، ومن بينها مكتبه الخاص وسريره، وأدواته الشخصية وأدوات زوجته وبعض الملابس التي كان يستخدمها، إضافة إلى نسخة من كتاب «وصف »، الذي يحمل بين طياته تاريخ الحضارة والثقافة بتحليل وعمق، وهو الكتاب الذي شارك في تصنيفه نحو 150 عالماً فرنسياً، وأكثر من ألفي فنان وتقني، ليخرجوا أحد أكبر الموسوعات عن تاريخ مصر، وربما أهمهما على الإطلاق.
يتكون المتحف من سبع قاعات كبرى، تحكي تاريخ القناة بدءاً من موقعها الجغرافي مروراً بعمليات الحفر البدائي، وصولاً إلى دخول الميكنة والتكنولوجيا، وانتهاء بالافتتاح الأول للقناة، وقرار التأميم في منتصف الستينات، لذلك فقد أفرد المتحف قاعة خاصة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تضم بعض مقتنياته الخاصة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا