اقتصاد / صحيفة الخليج

رسوم الإدارات الأمريكية

إنغريد جاك *

في عام 2019، استهدف جو ، المرشح الرئاسي آنذاك، الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على آلاف المنتجات ومئات الدولارات التي يتعين على العائلات الفردية دفعها كل عام لذلك.

وغرد حينها على منصة تويتر قائلاً: «ترامب لا يفهم الأساسيات. هو يعتقد أن التعريفات الجمركية التي فرضها تدفعها ، في حين يمكن لأي طالب اقتصاد جديد أن يخبرك أن الشعب نفسه من يدفع هذه الرسوم، وأمناء الصندوق في شركة تارغت يعرفون عن الاقتصاد أكثر من ترامب». وأضاف: «كم عدد المزارعين في جميع أنحاء ولاية أيوا والبلاد الذين يواجهون احتمال خسارة أعمالهم، وفقدان مزارعهم بسبب تعريفات ترامب؟»

ليرد عليه الأخير عبر وعده بتعريفات أكثر صرامة إذا فاز بولاية ثانية، وهو ما لم يحدث. لكن بغض النظر عمن يسنّ هذه التعريفات، فهي ليست في صالح الاقتصاد الأمريكي أو المستهلك العادي بكل الأحوال.

وبعد مرور 4 سنوات، احتفظ بايدن بمعظم تعريفات سلفه، على الرغم من أنه، وقبل أن يصبح رئيساً، قال إنه سيعكس «سياسات ترامب الحمقاء». ولا يزال أمناء صندوق تارغيت أنفسهم، وأغلبية الناخبين أيضاً، يستشعرون أن الرسوم الجمركية عبارة عن أخبار سيئة، وبأن الجديدة منها المفروضة على الصين ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر، في وقت يتنامى فيه القلق بالفعل بشأن تحمل تكاليف حياتهم اليومية.

مؤخراً، أعلن بايدن عن زيادة الرسوم على مجموعة متنوعة من السلع الواردة من البر الرئيسي للصين، بما في ذلك المركبات الكهربائية وأشباه الموصلات والخلايا الكهروضوئية والبطاريات والمنتجات الطبية. لكنه عام الانتخابات، بالتالي، يشعر بايدن بالقلق حيال فرصه في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا، والتي يمكن أن تتأثر بهذه السياسات الحمائية.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس سيُبقي على الرسوم الجمركية بقيمة تزيد على 300 مليار دولار، والتي فرضها سلفه الجمهوري دونالد ترامب، مع زيادة تعريفات أخرى ب 4 أمثالها إلى أكثر من 100% على منتجات مثل المركبات الكهربائية. مُرجعاً ذلك إلى «مخاطر غير مقبولة» على الأمن الاقتصادي الأمريكي تشكلها ما تعتبره واشنطن ممارسات صينية غير عادلة تؤدي إلى إغراق الأسواق العالمية بسلع رخيصة.

في الأثناء، لا تزال المشاكل الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، تتصدر اهتمامات الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية. وقد يكون للحديث الصارم عن الصين والوعد بالمساعدة في دعم الصناعات الأمريكية المحلية صدى لدى بعض الناخبين، لكن الأمريكيين العاديين في واقع الأمر هم من يدفعون ثمن حيل الحملة الانتخابية هذه.

وقال سكوت لينسيكوم، نائب رئيس الاقتصاد العام في معهد «كاتو»، من الصعب إخبار الناخبين أنك ستزيد ضرائبهم وتكلفة السلع التي يشترونها، لكن الواقع السياسي غالباً ما يتعارض مع الواقع الاقتصادي. معتبراً أن الفوز بمقعد الرئاسة يتطلب أن تكون على الأقل من دعاة الحماية ولو ظاهرياً. وبالطبع، هذا لا علاقة له بالحقائق الاقتصادية التي تجعل الناس يكرهون ارتفاع الأسعار.

لقد حاولت الممثلة التجارية لبايدن في الولايات المتحدة، كاثرين تاي، إقناع الصحفيين والرأي العام بأن الرابط بين التعريفات الجمركية والأسعار، غير صحيح إلى حد كبير. وهو ادعاء كاذب ومثير للضحك، لأنه بغض النظر عن سبب التعريفة، فهي زيادة ضريبية يتحملها المستهلك. وعلى سبيل المثال، تقدر مؤسسة الضرائب أن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب أدت إلى زيادة ضريبية بنحو 80 مليار دولار.

وتابع لينسيكوم قوله: «إن العثور على خبير اقتصادي يقول إن التعريفات الجمركية لا ترفع الأسعار يشبه العثور على عالم يقول إن بإمكانك تحويل الرصاص إلى ذهب. إنها كيمياء سياسية وليست حقيقة».وبحسب مؤسسة الضرائب، تُظهر الأدلة التاريخية أن التعريفات الجمركية ترفع الأسعار وتقلل الكميات المتاحة من السلع والخدمات للشركات والمستهلكين الأمريكيين، ما يؤدي إلى انخفاض الدخل، وتراجع معدلات العمالة، وتدهور الناتج الاقتصادي.

طوال فترة رئاسته، أبدى بايدن اهتمامه بتصحيح الاقتصاد في أعقاب فيروس . لكن كل ما فعله جاء بنتائج عكسية. ولهذا السبب يواجه صعوبة كبيرة في إقناع أي شخص بسياسته الاقتصادية أو ما يسمى «بايدنوميكس».

وكما لاحظ بريان ريدل من معهد مانهاتن، فإنه بالنسبة لرئيس يتفاخر بأن مكافحة التضخم هي أولويته المحلية القصوى، يبدو أن كل سياسة اقتصادية، من الإنفاق الجامح إلى إنقاذ القروض الطلابية إلى التعريفات الجمركية مروراً بتشجيع شراء المنتجات الأمريكية وإعانات الإسكان، عبارة عن سياسات تضخمية، وبأن هناك دائماً أولويات أخرى.

ربما يكون بايدن منشغلاً اليوم برغبته في الفوز بولاية ثانية، لكن سيكون من الذكاء إعادة النظر في مواقفه بشأن التعريفات الجمركية قبل العودة إلى البيت الأبيض. وبما أن المرشحين الرئاسيين وأغلب أعضاء الكونغرس ليسوا جادين في إجراء التغييرات اللازمة في السياسة الخارجية والداخلية والنقدية لتجنب أزمة ما، فمن المرجح أن تواجه أمريكا أوقاتاً عصيبة في المستقبل القريب.

* كاتبة عمود في «يو إس إيه توداي»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا