اقتصاد / صحيفة الخليج

أسباب القلق تتعزز

د. لويس حبيقة*

لحرب غزة تأثيرات اقتصادية كبيرة في دول المنطقة وعلاقاتها الدولية. عندما يتكلم الرئيس عنها في خطاب الوداع، لا بد أنه فعل ذلك لتأثيراتها في الرأي العام تحضيراً للانتخابات الرئاسية المقبلة. أوضاع المنطقة لم تكن تذكر في الحوارات السياسية والانتخابية الأمريكية المهمة بسبب تأثيراتها الضئيلة السابقة. أما اليوم فالتغيير ظاهر وكبير ولا بد لدول المنطقة من أن تستثمره لمصلحة الشعوب العربية وحصة المنطقة في الاقتصاد الدولي.
المصالحة الإيرانية الخليجية العربية تبقى ركيزة أساسية لتضامن المنطقة الكامل مع غزة. أعادتنا الحرب الى الوراء لكن المنطقة حققت نجاحات قبلها ننساها أو نتناساها أحياناً. حصول على حق تنظيم معرض 2030 يبقى إيجابياً. استضافة لمؤتمر cop28 كانت جيدة جداً وأعطت أملاً في المستقبل الاقتصادي. لكن تحسن الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة سيتطلب بعض الوقت بعد انتهاء حرب غزة. سابقاً، كانت الدول العربية وإيران وتركيا تحاول جميعها التقدم عبر مجموعة سياسات وعلاقات مع الغرب أو مع . حرب أوكرانيا عقدت طبيعة العلاقات ولا يظهر أن قريبة.
قال الكاتب «توماس فريدمان» إن إسرائيل تؤذي نفسها اقتصادياً بسبب السياسات التي تعتمدها في الداخل. قال فريدمان إن هنالك 37 شركة ناشئة حولت حديثاً 780 مليون دولار الى الخارج مما سيترك نتائج اقتصادية سلبية. التأثيرات في واقع ومستقبل الاقتصاد الإسرائيلي ستكون أكبر وستظهر تدريجياً خاصة في قطاعي الاستثمارات والسياحة حيث الثقة مهمة جداً.
الأسباب التي تدفع للهجرة من المنطقة بأي ثمن ما زالت قائمة وأهمها ضعف الحريات الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية وهذا مضر لمستقبل مجتمعاتنا. تتراجع المؤشرات الاجتماعية في أكثرية الدول مما يقتل أمل الأجيال الجديدة. حربا أوكرانيا وغزة ونتائجهما التضخمية تمنعان عملياً المواطن العربي العادي من أن يعيش بكرامة. حتى في المجتمعات التي طورت قوانين استقبال النساء في سوق العمل، تعاني أيضاً من المشاكل الاجتماعية الحادة أي غلاء في غياب مساعدات اجتماعية وإنسانية كافية.
أما السياسات العالمية الاقتصادية فتخنق اقتصادات الدول النامية. توسع السياسات الحمائية في الدول الصناعية وارتفاع الفوائد كما إعطاء أفضلية للإنفاق العسكري تمنع جميعها الدول الفقيرة من تحسين أوضاعها. تصبح الاستفادة من علاقات تجارية مالية صحية ومفيدة مع الدول الصناعية أصعب بكثير. فالدول الفقيرة تحتاج أيضاً الى المساعدات والاستثمارات. أما الأوضاع السياسية المتطرفة في الدول الصناعية فتحمل إشارات سلبية تجاه الدول الفقيرة وتسبب الكثير من التشنج في العلاقات وتعيق عملياً نمو دول العالم الثالث.
ما سبق يؤدي الى توسع فجوة الدخل بين الدول الغنية والفقيرة. يرتكز الاقتصاد العالمي اليوم على تكنولوجيات جديدة بدءاً من الذكاء الاصطناعي الذي يصعب على الدول النامية متابعته والمشاركة به. مجتمعات الدول الفقيرة غير جاهزة عملياً لدخول سباق التكنولوجيا السريع والمكلف بين الغرب وآسيا. هذا الواقع الجديد يؤثر في أسواق العمل وفي دور الإنسان في الاقتصاد كما يقلق الدول النامية والناشئة.
* كاتب لبناني

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا