اقتصاد / صحيفة الخليج

«الذكاء الاصطناعي».. تقييمات تصطدم بواقع مختلف

متابعة: خنساء الزبير
تصاب أسواق الأوراق المالية بحالات من هوس الرهانات في كثير من الأحيان، ومن ذلك تحفيز التكنولوجيا لعدد قليل من الشركات، ثم تتبعها مجموعة من الشركات الأكثر إثارة للشكوك، ثم تقوم وول ستريت بشرائها كلها. ثم يعمل الوقت على تحديد ما هو حقيقي من المزيف.
ويعد الذكاء الاصطناعي أحدث مثال على ذلك، فهو الذي غذّى الارتفاع الأخير في المؤشر «إس آند بي500»، حيث شهد كل شيء مرتبط بالتكنولوجيا ارتفاعاً في سعر سهمه.
وصل الأمر إلى حد أن بعض المستثمرين يراهنون ضد عدد قليل من شركات الذكاء الاصطناعي المحبوبة، كشركة «سوبر مايكرو كمبيوتر»، وشركة «لومين للتكنولوجي»، التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 250% في نقاط مختلفة هذا العام.
وتعثرت «سوبر مايكرو»، و«لومين»، و«سيمبوتيك إنك»، في الأيام الأخيرة من شهر أغسطس/ آب، بعد أن استهدفتها تقارير بحثية هبوطية شككت في تقييماتها.
وبدأت شركة سوبر مايكرو لصناعة الخوادم في وادي السليكون الأسبوع الماضي بقيمة سوقية تبلغ نحو 36 مليار دولار، وانتهت عند نحو 26 مليار دولار، بعد أن أشار تقرير من شركة هيندينبيرغ للأبحاث المتخصصة في البيع على المكشوف، أمس الأول الثلاثاء، إلى «علامات حمراء صارخة في المحاسبة»، من بين قضايا أخرى، ما أثار فضيحة حوكمة الشركات.
إحداث تحول
ولا يعني أيّ من هذه أن الذكاء الاصطناعي لن يساعد على إحداث تحول في الاقتصاد وتوليد الفرص لمئات الشركات، كما اقترح جيمي ديمون، رئيس «جيه بي مورغان تشيس»، في إبريل/ نيسان. وربما يكون هناك الكثير من المطبّات في الطريق إلى النجاح.
وأظهرت ردود الفعل الغاضبة تجاه أرباح شركة إنفيديا، الأسبوع الماضي، مدى هشاشة الأمور، فقد تجاوزت شركة صناعة الرقائق العملاقة تقديرات المحللين، وانخفضت أسهمها بنسبة 6.4%.
وبعد مشاهدة الأسهم ترتفع بأكثر من 700% منذ بداية عام ، اعتاد المستثمرون على أن إنفيديا لا تكتفي بتجاوز التوقعات، بل تكسرها أيضاً، فالشركة التي تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار، والتي تم تسعير أسهمها «بشكل مثالي»، كانت على استعداد لعمليات بيع مكثفة لأسهم بقيمة 200 مليار دولار.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن إنفيديا وشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى الكبيرة في قائمة «السبع الكبار»، كانت متسقة إلى حد كبير مع النتائج والنمو.
وهذا ما يميزها عن أمثال «سوبر مايكرو»، التي كانت كذلك في فترات متقطعة.
ارتفاع سريع للأسهم
وعدم القدرة على التنبؤ، إلى جانب الارتفاع السريع في أسعار أسهمها، يجعلها عرضة بشكل خاص للصدمات الناجمة عن اتهامات البائعين على المكشوف.
وبعد مرور 24 ساعة تقريباً على صدور تقرير هيندينبيرغ عن قضية سوبر مايكرو، أعلنت الشركة، التي يقع مقرها في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لتقييم الضوابط الداخلية المتعلقة بالتقارير المالية. ولهذا السبب تخلص المستثمرون من أسهم الشركة.
وكان، أمس الأول الثلاثاء، صعباً أيضاً على شركة «لومين تكنولوجيز»، حيث أعلنت شركة كيريسديل كابيتال على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، أنها قامت ببيع السهم على المكشوف، بسبب «تدهور المبيعات واتجاهات الهامش وسط عبء ديون مذهل».
وانخفضت أسهم شركة شبكات الألياف، التي ارتفعت في يوليو/ تموز من نحو دولار واحد للسهم، إلى أكثر من 6.50 دولار في غضون أسابيع، على خلفية هذه الأخبار، ويتم تداولها الآن عند نحو 5 دولارات.
وفي هذه الأثناء، خسرت شركة سيمبوتيك، المدعومة من مجموعة سوفت بنك، 23% من قيمتها في أقل من أسبوعين، عقب أنباء عن مراكز قصيرة تداولها المستثمرون.
ووضعت شركة أنظمة مستودعات الروبوتات نفسها كمستفيد من الذكاء الاصطناعي، حيث أبرمت في يوليو/ تموز الماضي صفقة مشروع مشترك مع سوفت بنك لشراء أنظمتها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، عندما كانت أسهمها تتداول بأكثر من ضعف سعر إغلاق الجمعة.
وقال متحدث باسم شركة سوبر مايكرو لوكالة بلومبيرغ، إن الشركة «لا تعلق على الشائعات والتكهنات»، في حين قال ممثل شركة لومين إن نمو الذكاء الاصطناعي، سيزيد الطلب على شبكة الألياف الخاصة بها.
أما بالنسبة لهيندنبورغ، فقد أحدث ضربة أخرى، يوم الخميس الماضي، بتقرير اتهم شركة «آي ليرنينج إنجينز القابضة»، والتي تصف نفسها بأنها «منصة ذكاء اصطناعي تطبيقية للتعلم وأتمتة العمل»، بتزوير أرقامها المالية.
وهبطت أسهم الشركة بنسبة 53%، بينما قالت في بيان إنها تعتقد أن التقرير تضمن بيانات مضللة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا