دبي: «الخليج»
تُشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أعمال الدورة الأولى لندوة منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) حول التنقل الجوي المتقدم، والمعرض المصاحب لها، التي تُعقد في سبتمبر الجاري في مدينة مونتريال بكندا. تأتي مشاركة الدولة من خلال وفد رسمي برئاسة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة، وبمشاركة ممثلين عن جهات حكومية واستثمارية، بالإضافة إلى شركات طيران وتكنولوجيا، ومطوري بنية تحتية، وأكاديميات تدريب.
ستركز الدورة الأولى من الندوة على المستجدات والتطورات المتعلقة بمفاهيم التنقل الجوي المتقدم، والطائرات الكهربائية، وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي، والبنية التحتية، وتكامل المجال الجوي.
ركيزة أساسية
قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: «إن قطاع النقل الجوي قطاع سريع التطور ومفهوم التنقل الجوي المتقدم أصبح اليوم محورياً في الرؤية المستقبلية الطموحة لدولة الإمارات، كما يمثل ركيزة أساسية في تعزيز التحول نحو وسائل التنقل المستدامة. وقد حققت الدولة تقدماً ملموساً في هذا المجال، حيث كانت سباقة في إصدار لوائح لتنظيم التنقل الجوي في المناطق الحضرية، من خلال إصدار اللوائح الخاصة بالتاكسي الجوي والموانئ العمودية، وهي اللوائح التي تضع الأساس للبنية التحتية المستقبلية لمنظومة نقل جوي آمنة وفعالة داخل المدن، وذلك تمهيداً لتشغيل أول تاكسي جوي في دبي بحلول عام 2026».
وتابع السويدي: «تأتي مشاركة دولة الإمارات في أعمال الندوة الأولى للإيكاو حول التنقل الجوي المتقدم والمعرض المصاحب لها بوفد كبير للاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية والسياسات التشريعية اللازمة لتنظيم إدارة حركة الجيل المقبل من الطائرات المسيّرة والكهربائية، بالإضافة إلى البنية التحتية الضرورية لتشغيل هذه الطائرات».
ويضم جناح الدولة في المعرض المصاحب للحدث الدولي، منصات لعدد من الجهات الحكومية ومؤسسات الاستثمار والشركات الخاصة الرائدة في هذا المجال، حيث يشمل كل من مجلس الأمن السيبراني، مكتب أبوظبي للاستثمار، ومركز النقل المتكامل، وهيئة دبي للطيران المدني، وشركة الفجيرة للملاحة الجوية التابعة لدائرة الطيران المدني بالفجيرة، ومجموعة «ايدج» الإماراتية الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وشركة هايلاندر المتخصصة في حلول إدارة الحركة الجوية غير المأهولة، ومجموعة اتصالات «إي آند»، وأكاديمية الاتحاد لتدريب الطيران، و«أسباير» ذراع إدارة البرامج وتطوير الأعمال التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، شركة جوبي الأمريكية للطيران، شركة «آرتشر للطيران»، شركة فولار للتنقل الجوي، شركة بيتا، ومنصة التحول الرقمي (ملتي ليفل جروب).

أحدث التقنيات
أكد محمد عبدالله السلامي، رئيس دائرة الطيران المدني في الفجيرة: «إن مشاركة الفجيرة لخدمات الملاحة الجوية في هذا المعرض تؤكد التزام الدائرة ومؤسساتها بدعم المبادرات الرائدة لدولة الامارات في تشكيل مستقبل التنقل الجوي المتقدم، بما في ذلك تطوير الأنظمة والبنية التحتية الخاصة بالطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL) والمطارات المخصصة لهذا النوع من الطائرات. ونحن ملتزمون بالتعاون مع الأطراف المعنية على مستوى الدولة والعالم، وتبادل المعرفة، واستكشاف أحدث التقنيات التي ستحدد ملامح المرحلة القادمة في مجال الطيران.
كما أثنى رئيس الدائرة على الدور الفعال الذي تقوم به الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة، مشيداً بمساهمتها الإيجابية والفعالة في مثل هذه الفعاليات العالمية، واشار إلى أن التعاون بيننا وبين الهيئة العامة للطيران المدني والايكاو، يؤكد أننا نأتي في مقدمة الركب بالمساهمة في تطوير معايير الطيران العالمية.

رؤى قيمة
وقال محمد عبد الله لنجاوي، مدير عام هيئة دبي للطيران المدني:«يُسعدنا المشاركة في أول ندوة للنقل الجوي المتقدّم، والتي تعتبر منصة رائدة لتبادل الرؤى والأفكار حول أحدث الابتكارات والاتجاهات. ويلعب هذا التجمع دوراً حاسماً في التخطيط لمستقبل الطيران، ويحظى بمشاركة واسعة من أبرز الجهات المؤثرة في هذا المجال».

وأضاف:«إنّ تشجيع التعاون الدولي والمشاركة الفعّالة في الأحداث المحلية والإقليمية لتبادل الخبرات تُعتبر الطريقة الأكثر فعالية لمعالجة التحديات المستقبليّة وتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي. وقد قدمت المناقشات رفيعة المستوى في مقر «إيكاو» رؤى قيمة حول أفضل الممارسات وأرست الأساس لتحسين النقل الجوي ضمن نطاق عملنا».
مبادرة صناعة المركبات الذكية ذاتية القيادة
ينضم مكتب أبوظبي للاستثمار إلى وفد دولة الإمارات في الندوة الأولى للتنقل الجوي المتقدم التي تنظمها منظمة الطيران المدني الدولي في مونتريال، كندا، لإظهار التزامه بتعزيز الابتكار والاستثمار في مستقبل النقل الجوي. ومن خلال مبادرة صناعة المركبات الذكية ذاتية القيادة (SAVI)، يقود مكتب أبوظبي للاستثمار التطورات في مجال النقل الجوي المتقدم من خلال دعم تطوير التقنيات المتطورة والبنية التحتية والحلول المستدامة. وتعكس مشاركة مكتب أبوظبي للاستثمار في هذا الحدث التزامه بتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للاستثمار الرائد في قطاع الطيران ودوره في تشكيل مستقبل التنقل الجوي الحضري.

صرح عبدالله المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل، قائلاً:«تجسد مشاركتنا في المؤتمر الأول للنقل الجوي المتقدم 2024 التزام أبوظبي الراسخ بريادة الابتكار في مجال البنية التحتية للنقل. ويُمثل هذا الحدث فرصة استراتيجية لاستعراض رؤيتنا في ابتكار وتطوير المهابط العمودية الكهربائية وقطاع النقل الجوي المدني مع الحرص على تطبيق معايير تقنية عالمية تواكب أحدث التطورات».
وأضاف: «من خلال هذه المشاركة، نسعى إلى بناء شراكات دولية مؤثرة، ونتطلع للتعاون مع خبراء عالميين لقيادة جهود تطوير أطر تنظيمية متقدمة تدعم حلول تقنيات التنقل الجوي الجديدة. ونؤكد التزامنا بتبني هذه الابتكارات لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل بأبوظبي، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة لمجتمعنا، ويرسخ مكانتنا كوجهة عالمية رائدة في مجال الابتكار في التنقل الحضري».
رحلة طموحة

وقال شهاب عيسى أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «إن دولة الإمارات في رحلة طموحة لتقود الابتكار في مجال الطيران. نحن اليوم نمهد الطريق للتطورات في أنظمة الدفع في الطائرات، وديناميكا الهواء والأنظمة الذكية، واستكشاف الفضاء، ما يسهم في تشكيل مستقبل التنقل الجوي المتقدم. ويتولى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مسؤولية تحديد استراتيجية أبوظبي البحثية عبر الأوساط الأكاديمية والصناعية، وتحفيزها نحو تحقيق تقدم ملموس، وذلك من خلال الشركات التابعة له ومنها اسباير (ASPIRE) ومعهد الابتكار التكنولوجي (TII) واللذين يلعبان دورًا حيويًا في تحقيق هذه الأهداف حيث تسعى اسباير إلى تعزيز التنافسية في القطاعات ذات الأولوية مثل الطيران والتكنولوجيا المستقلة، بينما يسهم مركز بحوث أنظمة الدفع والفضاء في معهد الابتكار التكنولوجي لإحداث تقدم وطني في مجال الدفع واستكشاف ما بعد الأرض. ويعد التعاون الدولي أمرًا حيويًا لضمان استفادة البشرية من أحدث الابتكارات في مجال الطيران.»
تعزيز التقدم في النقل الجوي المتطور

وقال وليد المسماري، رئيس قطاع الفضاء والتكنولوجيا السيبرانية في مجموعة إيدج: «باعتبارها واحدة من مجموعات التكنولوجيا المتقدمة الرائدة في العالم، تعمل «ايدج» على تعزيز التقدم في قطاع النقل الجوي المتطور من خلال محفظتها المتنوعة من الأنظمة المبتكرة بدون طيار. ولذا، يحدونا الفخر أن ننضم إلى سيف محمد السويدي ووفد دولة الإمارات في ندوة النقل الجوي المتقدمة التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي، حيث سنقدم مجموعة من الحلول المتطورة لمجتمع النقل الجوي العالمي. ويشمل ذلك «Vega UTM»، وهو حلّ متطور لإدارة حركة الطائرات دون طيار، ذاتية التشغيل والذي تم تطويره مع شركائنا، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الخدمات التي تتيح التشغيل الآمن لطائرات أثناء عمليات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، وذلك في أكثر المجالات الجوية تعقيداً. نأمل أن نعمل معاً بهدف تعزيز آلية تطوير هذا النمط التحويلي من خلال توفير الحلول اللازمة لهذا القطاع الحيوي الآخذ في النمو والتقدم على نحو مستمر».

وقال الكابتن باولو لا كافا، مدير أكاديمية الاتحاد لتدريب الطيران: «تفتخر الاتحاد لتدريب الطيران بمساهمتها في قطاع الطيران في دولة الإمارات، وهي تنطلق في هذه الرحلة المثيرة مع التقدم في التقنيات الجديدة. وباعتبارنا رواداً في حلول وأساليب تدريب الطيران المبتكرة، ندرك أن التنقل الجوي المتقدم هو مجال يستعد لإحداث ثورة في وسائل النقل والاتصال. نحن متحمسون لدعم ودفع هذه التطورات من خلال تحديد وتطوير القوى العاملة اللازمة لتشغيل منظومة التنقل الجوي المتقدم بكفاءة وأمان. يشرفنا أن نكون جزءاً من أمة تشاركنا رؤيتنا للمستقبل، ملتزمة بالريادة من خلال الاستثمارات الاستراتيجية وتعزيز الابتكار عبر دفع حدود الممكن في مجال التنقل الجوي».

زخم كبير
وقال جو بن بيفيرت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جوبي للطيران:«هناك زخم كبير وراء تبني الطيران النظيف في جميع أنحاء الإمارات، ونحن متحمسون للعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء الحكوميين، بما في ذلك الهيئة العامة للطيران المدني، لوضع الأسس لتقديم رحلات سريعة ونظيفة وهادئة باستخدام سيارة الأجرة الجوية الكهربائية الثورية الخاصة بنا».

وقال هنري هوي، رئيس شركة فولار للتنقل الجوي:«يشرفنا التعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني في ريادة تكنولوجيا الطيران الأخضر. من خلال تبني التكنولوجيا المتقدمة للطيران الأخضر، نسعى إلى تمكين أفضل وأذكى المواهب الوطنية في دولة الإمارات للمشاركة في التطورات التكنولوجية الرائدة، وتمكين وسائل النقل الجوي الصديقة للبيئة، وزيادة الوعي بمبادرات التقليل من انبعاثات الكربون لتعزيز حلول مبتكرة ومستدامة في مجال الطيران».